دير الزور.. إيقاف الدعم يهدد بإغلاق مستشفى “الكسرة”

  • 2025/11/06
  • 11:55 ص
مدخل مشفى الكسرة بريف دير الزور الغربي - 28 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي)

مدخل مستشفى الكسرة بريف دير الزور الغربي - 28 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي)

enab_get_authors_shortcode

شهد القطاع الصحي في ريف دير الزور الغربي إغلاق عدد من أقسام مستشفى “الكسرة العام” ببلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي بعد إعلان “الهيئة الطبية الدولية” (IMC) عن إيقاف دعمها للمستشفى والخدمات الطبية في المنطقة.

الإيقاف الذي دخل حيز التنفيذ في 31 من تشرين الأول الماضي، جاء بموجب كتاب رسمي صادر عن المنظمة، واطلعت عنب بلدي على نسخة منه، أرجعت فيه السبب إلى نقص في التمويل المخصص من الجهات المانحة.

وتسبب هذا القرار في تعطل معظم الأقسام الحيوية في المستشفى، بما في ذلك الحواضن وقسم الأطفال والعيادات الخارجية والعمليات والإسعاف والطوارئ والنسائية والتوليد والأشعة والصيدلية.

واقتصر استمرار العمل فقط على قسمي غسل الكلى والعلاج الفيزيائي، لتبقى هذه الأقسام الوحيدة التي تتلقى الدعم حاليًا.

قرار إيقاف الدعم عن مستشفى الكسرة في ريف دير الزور الغربي

يخدم 500 ألف نسمة

يعد مستشفى “الكسرة” من أهم وأكبر المرافق الصحية في ريف دير الزور الغربي، حيث يخدم بشكل مباشر ما يزيد على 500 ألف نسمة من سكان ريف دير الزور الغربي ومنطقة أبو خشب والقرى والبلدات المحيطة، وتوقف الدعم يعني عمليًا إغلاق خدمات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.

وأثار نبأ الإغلاق موجة من القلق والغضب بين السكان، الذين يواجهون الآن خيارًا صعبًا بين قطع مسافات طويلة ومكلفة للوصول إلى المستشفيات في المدن الكبرى وقد تصل المسافة إلى 35 كيلومترًا أو البقاء دون علاج.

رجاء العلاوي، أم لطفلين، قالت لعنب بلدي، إن طفلها يحتاج إلى فحوصات دورية و”قسم الأطفال كان ملاذنا”، وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أن أقرب مستشفى إليها الآن هو مستشفى “المدينة” بمنطقة المعامل، ويبعد عنها 25 كيلومترًا، الأمر الذي يزيد من العبء على المريض من حيث المسافة والتكلفة وارتفاع أجور المعاينات، إضافة إلى عبء الأدوية.

​إغلاق المستشفى “خطر”

الممرض حمادي العبد الله، قال لعنب بلدي، إن قسم الإسعاف كان يتلقى العشرات يوميًا من حوادث السير، ولدغات العقارب، والإصابات الطارئة.

الآن، أي حالة طارئة معرضة للخطر على الطريق قبل أن تصل إلى أقرب نقطة طبية، بحسب ما يراه حمادي.

من جانبه، أكد الدكتور أشرف الصالح طبيب سابق في المستشفى، خطورة التوقف، مشيرًا إلى أن الفئات الأكثر تضررًا ستكون الأطفال والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.

وأشار الطبيب إلى أن توقف أقسام مثل الحواضن والنسائية والتوليد سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع كبير في وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

المنطقة منكوبة وتعتمد بشكل كلي على خدمات المستشفى المجانية والإغلاق يعني أن الناس سيُتركون “فريسة” للأمراض والمضاعفات التي يمكن علاجها ببساطة، لكنها ستصبح مميتة بسبب غياب الخدمة، وفق الطبيب، الصالح.

ويناشد الأهالي والمنظمات المحلية “الهيئة الطبية الدولية” والجهات المانحة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لإيجاد تمويل بديل ومستدام للمستشفى.

واقع طبي متردّ

يشهد القطاع الطبي في ريف دير الزور، بالقسم الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، نقصًا حادًا في جميع المستلزمات والخدمات.

وبحسب مصادر من المنطقة، تفتقر المستشفيات والمراكز الطبية هناك إلى الأجهزة الطبية الأساسية، ما يعوق قدرتها على تشخيص وعلاج الأمراض بفعالية.

كما يوجد فقدان شبه كلي للعديد من الأدوية الضرورية، ما يضع حياة المرضى على المحك ويجعل حتى أبسط العلاجات غير متوفرة.

الأزمة لا تتوقف عند حدود المعدات والأدوية، بل تمتد لتشمل نقصًا حادًا في الكوادر الطبية المتخصصة، حيث يعاني الريف من شح في الأطباء والممرضين والفنيين.

القطاع الطبي بدير الزور.. نقص في الكوادر والمعدات

مقالات متعلقة

  1. دير الزور.. توقف الدعم يهدد المرضى في مستشفى "هجين" و"الفرات"
  2. مستشفيات دير الزور تفعل أقسامها تدريجيًا
  3. التهاب السحايا يغلق مدرسة في دير الزور.. ما مدى انتشاره
  4. عوز في دير الزور يدفع المرضى إلى دمشق

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية