أثار وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، جدلًا واسعًا داخل حزبه، “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” (CDU)، بعد أن أعرب عن شكوك بشأن إعادة المواطنين السوريين إلى سوريا خلال زيارته إلى مدينة حرستا بريف دمشق في 30 من تشرين الأول الماضي.
وقال فاديفول بعد معاينة الدمار في المنطقة، إنه لم يشهد شخصيًا من قبل مثل هذا القدر من الدمار، و“من الصعب على الناس العيش بكرامة هنا”.
وقال فاديفول خلال الزيارة، إن “من الممكن إعادة السوريين إلى وطنهم بشكل محدود جدًا في الوقت الحالي، لأن الكثير من البنية التحتية في البلاد قد دُمّرت”، مشيرًا إلى حجم الدمار الناجم عن الحرب في سوريا منذ 2011.
أثارت تصريحات الوزير انتقادات حادة من عدد من قيادات الحزب، من بينهم غونتر كرينغز، نائب زعيم الكتلة البرلمانية لـ”الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي”، الذي طالب بترحيل جميع السوريين المطلوبين لمغادرة البلاد، واصفًا حجة فاديفول بأن سوريا دُمرت بالحرب بأنها “غير مناسبة تمامًا”، وأضاف كرينغز “من يعيد بناء البلد المدمّر إذا لم يكن مواطنوه؟”.
من جهته، قال مارتن هوبر، الأمين العام للحزب الاجتماعي المسيحي (CSU)، في مقابلة مع صحيفة “بيلد”، إن الحرب في سوريا انتهت، ما يشكل سببًا للتفاؤل، وقال إن ألمانيا استقبلت وحمت ملايين السوريين خلال سنوات النزاع.
وأضاف هوبر أن الأشخاص الذين لم يعودوا بحاجة للجوء يجب أن يعودوا إلى بلادهم، موضحًا أن المرحلة الحالية تتطلب العمل على استقرار سوريا وإعادة تأهيل البنية التحتية، بما في ذلك المساكن والخدمات الأساسية.
وأكد أن السوريين أنفسهم هم الأقدر على إعادة بناء بلدهم، وأن الأشخاص الذين لا يملكون أسبابًا للجوء يجب أن يعودوا إلى وطنهم.
وشدد هوبر على أن المجرمين والأشخاص الذين انتهت صلاحية إقاماتهم يجب ترحيلهم إلى سوريا، مع التأكيد على أن الحكومة الألمانية تعمل بجد على تنفيذ ذلك.
وأشار إلى أن هذا الهدف منصوص عليه في اتفاقية “الائتلاف الحاكم” (وهي اتفاقية نصّت على تنفيذ ترحيل المجرمين والمهددين للأمن العام إلى سوريا)، فيما دعا مارتن هوبر، الأمين العام للحزب، إلى وضع “استراتيجية عودة للسوريين” بعد انتهاء الحرب.
وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، جدد نيته ترحيل اللاجئين إلى سوريا، وقال متحدث باسم الوزارة، دون الكشف عن هويته، لشبكة “RND” الإعلامية، “اتفقت الحكومة الفيدرالية في اتفاقية الائتلاف على تنفيذ عمليات الترحيل إلى سوريا، بدءًا بالمجرمين”.
وأضاف المتحدث أن “وزارة الداخلية الفيدرالية تعمل حاليًا على اتفاق مع سوريا لتسهيل عمليات الترحيل”.
وكان الوزير دوبريندت، أعلن نية الحكومة الألمانية إعادة النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، تمهيدًا لترحيل من رُفضت طلباتهم، وستبدأ بإعطاء الأولوية لإعادة النظر بطلبات اللجوء المرفوضة للشباب السوريين القادرين على العمل، وفق ما نقلته صحيفة “بيلد” الألمانية في 12 من تشرين الأول الماضي.
وأضاف الوزير أن السلطات ستسحب حق اللجوء من السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بعد حصولهم على الحماية في ألمانيا، معتبرًا أن هذه العودة دليل على “زوال أسباب اللجوء”.
ميرتس يدعو الشرع لمناقشة ملف الترحيل
وجه المستشار الألماني، فريدرش ميرتس، دعوة إلى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لزيارة ألمانيا، لبحث ملف ترحيل السوريين من أصحاب السجلات الجنائية، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” في 3 من تشرين الثاني.
المستشار الألماني قال إنه دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى ألمانيا لمناقشة ترحيل المواطنين السوريين الذين لديهم سجلات جنائية في ألمانيا. وأضاف للصحفيين “سنواصل بالطبع ترحيل المجرمين إلى سوريا، هذا هو المخطط، وسننفذ ذلك الآن بطريقة عملية جدًا”.
وأشار ميرتس إلى أن ألمانيا تسعى أيضًا للمساعدة في استقرار سوريا، مضيفًا أنه يعتزم مناقشة مع الشرع كيف يمكن التعاون من أجل هذه الملفات.
وقال ميرتس، “سأقولها مرة أخرى، الحرب في سوريا انتهت، ولم يعد هناك الآن أي أسباب للجوء في ألمانيا”.
