أزمة النفايات تستمر في حلب.. ورشة عمل لبحث الحلول

  • 2025/11/06
  • 5:31 م
enab_get_authors_shortcode

لا تزال أحياء حلب تعاني من تراكم النفايات في مشهد يعرقل الحياة اليومية للسكان ويهدد صحتهم، في حين تتخذ المحافظة خطوات لمعالجة الأزمة في المدينة دون انعكاس ذلك على أرض الواقع حتى الآن.

أحدث خطوات المحافظة لحل المشكلة ورشة عمل عُقدت برئاسة المحافظ، عزام الغريب، الأربعاء 5 من تشرين الثاني، خُصصت لبحث حلول مستدامة لتحسين واقع النظافة.

وذكرت محافظة حلب في صفحتها عبر “فيسبوك”، أن الورشة تهدف إلى تطوير نظام العمل في قطاع النظافة وتحسين جودة الخدمات بشكل مستمر.

أكوام قمامة تعوق التنقل

في حي ميسلون، يشكو محمد معراتي من أن شوارع الحي الفرعية غالبًا ما تتحول إلى أكوام من القمامة، وتبلغ ذروة التراكم بعد عطلة نهاية الأسبوع، ما يضطر الأهالي للتنقل بين هذه الأكوام لتأدية احتياجاتهم اليومية.

وقال محمد لعنب لدي، إن تراكم النفايات يضاعف معاناة السكان ويزيد من انتشار الروائح الكريهة والحشرات، ويهدد صحة الأطفال وكبار السن على حد سواء.

في حي الميدان، يرى محمد بلال أن الواقع لم يتغير منذ أشهر، فقلة الحاويات وتهالك بعضها يجعلان التخلص من النفايات مهمة يومية صعبة على الأهالي.

ويضطر بعض السكان إلى حرق النفايات جزئيًا داخل الحي، في ظل غياب جمع منتظم للنفايات.

وقال محمد لعنب بلدي، إن الأطفال والمارة يضطرون لتفادي بعض الشوارع، التي تتحول أحيانًا إلى مسارات ضيقة بين أكوام القمامة، وهو ما يفاقم المخاطر الصحية والبيئية.

أما في حي الأعظمية، وبالقرب من مدرسة “عبد الوهاب شواف”، فأوضح عبد الله حردان أن تراكم النفايات على طول الأرصفة والشوارع الضيقة أصبح يعوق الحركة اليومية للطلاب والموظفين والسكان.

ويحول هذا الأمر محيط المدرسة إلى بيئة غير آمنة وغير مناسبة للتعليم أو اللعب.

وأشار عبد الله، لعنب بلدي، إلى أن الحملات السابقة لم تحدث أي تأثير ملموس على الأرض، إذ تستمر نفس الممارسات اليومية في التخلص من القمامة، وسط شعور السكان بالإحباط من استمرار المشكلة دون حلول حقيقية.

وفي حي الفردوس، أكد مصطفى المصطفى أن المبادرات الرسمية التي أعلنت عنها المحافظة خلال الأشهر الماضية لم تنعكس على الواقع، ما يجعل بعض الشوارع شبه مكتظة بالقمامة لساعات طويلة خلال اليوم.

وأضاف لعنب بلدي أن السكان باتوا يواجهون صعوبة في التخلص من المخلفات المنزلية، والوضع العام يفاقم مشكلات النظافة البيئية ويزيد من احتمال انتشار الأمراض.

تحديات أمام الحل

أوضح مسؤول قطاع النظافة في منطقتي هنانو والنيرب، عبد السلام الراعي، لعنب بلدي، أن ملف النظافة في المدينة يواجه عدة تحديات.

وقال إن غياب الكفاءات المتخصصة في عمل النظافة، إلى جانب نقص اليد العاملة القادرة على تغطية الاحتياجات اليومية، يجعل قطاع النظافة أمام صعوبات كبيرة، فالاحتياجات الفعلية تفوق بكثير الموارد المتاحة، ما يترك بعض المناطق شبه محرومة من الخدمات الأساسية.

وأشار الراعي إلى أن الوضع يزداد تعقيدًا بسبب قلة الآليات والمعدات اللازمة لجمع ونقل النفايات، وهو ما يزيد الضغط على العمال القلائل المتوفرين ويؤثر على سرعة وكفاءة جمع القمامة.

وأضاف أن الحلول التقنية وحدها لا تكفي، فوجود وعي بيئي وصحي لدى المواطنين يظل من العوامل الأساسية، إذ يجب أن توضع القمامة في أماكن محددة وتفصل المواد القابلة لإعادة التدوير عن المخلفات الأخرى، لضمان إدارة أفضل للنفايات وتقليل المخاطر الصحية والبيئية.

ويرى الراعي أن معالجة هذه الإشكالية تتطلب خطة متكاملة تشمل تدريب العمال ورفع كفاءتهم، وتطوير آليات العمل.

كما تتطلب حملات توعية مجتمعية مستمرة، بهدف تحقيق نوع من التوازن بين الاحتياجات الهائلة لقطاع النظافة والموارد المحدودة المتاحة.

ورشة عمل

وبحسب إعلان محافظة حلب بشأن ورشة العمل التي عقدت لبحث واقع النظافة في المدينة، شدد المحافظ على أن تحسين هذا القطاع يتطلب “حلولًا استراتيجية طويلة الأمد” تضمن استدامة الأثر ورفع سوية الخدمات في المدينة.

وأشار إلى أن الورشات ستعقد بشكل أسبوعي “للوصول إلى حلول جذرية لمشكلة النظافة”.

خلال الورشة، عرض غريب أبرز التحديات التي تواجه القطاع، منها نقص الحاويات وتهالك قسم كبير من الآليات العاملة، ما يستدعي تأمين ضواغط جديدة وزيادة عدد العمال لضمان جمع القمامة بشكل منتظم.

كما تم التطرق إلى مشكلة اختلاط النفايات الطبية مع المنزلية، وما تشكله من خطر على الصحة العامة والبيئة.

وأوضح ضرورة تنظيم حملات توعية مجتمعية لتعزيز ثقافة النظافة والمواطنة البيئية.

وأكد المحافظ أن تطوير القطاع يتطلب تعاونًا بين جميع الجهات الخدمية والمجتمعية، مع إعداد دراسة دقيقة للاحتياجات الفعلية في كل حي لضمان توزيع الموارد وخطط العمل وفق أسس علمية واضحة.

وشدّد المشاركون في الورشة على أهمية رفع كفاءة إدارة النفايات والخدمات الأساسية، عبر زيادة عدد الحاويات وتوزيعها بما يتناسب مع الكثافة السكانية، ومنع حرق النفايات لما يسببه من أضرار بيئية وصحية، وتشجيع إعادة التدوير.

كما تم التأكيد على تدريب العاملين ورفع كفاءتهم المهنية، وتفعيل الفرز من المصدر لتحسين جودة المواد القابلة للتدوير، إلى جانب إشراك المؤسسات التعليمية في الحملات البيئية لنشر الوعي بين مختلف فئات المجتمع.

وعود سابقة

سبق أن أوضح رئيس مجلس مدينة حلب، محمد علي العزيز، لعنب بلدي، أن تفاقم أزمة القمامة في الأحياء الشرقية للمدينة، ولا سيما في حي الميدان، يعود إلى مجموعة من العوامل المتراكمة.

وأشار إلى أن النقص في الضاغطات، وقلة عدد الحاويات، ونقص اليد العاملة، إلى جانب زيادة عدد السكان بعد “تحرير” المدينة، كلها أسباب أساسية ساهمت في استمرار تراكم النفايات وصعوبة إدارتها بشكل يومي.

وبحسب العزيز، من المتوقع خلال الفترة المقبلة توقيع اتفاقية تعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وإطلاق حملة تحت شعار “لعيونك يا حلب”.

وتهدف الإجراءات المحتملة إلى زيادة عدد الضاغطات والحاويات، وتأمين تبرعات لتغطية أجور بعض العمال، في محاولة لتعزيز قدرة القطاع على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.

وأشار أيضًا إلى وجود خطة مستقبلية لتسليم ملف النظافة لشركات خاصة، بحيث تتولى عملية الجمع من بدايتها وحتى تدوير النفايات واستخراج الطاقة منها.

النفايات.. مشكلة مستعصية في أحياء حلب الشرقية

مقالات متعلقة

  1. النفايات.. مشكلة مستعصية في أحياء حلب الشرقية
  2. نفايات دير الزور.. مشكلة مستعصية وسموم تهدد الصحة العامة
  3. موجة الحر تفاقم أزمة النفايات بدمشق.. حلول إسعافية
  4. القمامة في حلب.. أزمة عمال نظافة وكنز للنباشين

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية