وسط التحولات الاقتصادية التي تشهدها سوريا، يبرز مجلس الأعمال الأمريكي- السوري كمنصة مستقلة تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري بين دمشق وواشنطن.
المجلس تأسس في حزيران 2025 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ويعمل على دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في سوريا، من خلال برامج تدريبية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتنظيم بعثات أعمال متبادلة، وتهيئة بيئة قانونية وتشريعية تتيح دخول الاستثمارات الأمريكية إلى السوق السورية.
وتزايد نشاط المجلس مؤخرًا في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بين سوريا والولايات المتحدة تحسنًا متسارعًا، مع توجه الإدارة الأمريكية نحو رفع العقوبات وتسهيل التبادل التجاري.
ولعب المجلس دورًا تنسيقيًا في الاجتماعات التي جمعت ممثلين عن القطاعين المصرفي والصناعي في البلدين، وساهم في تقديم وثائق سياسات اقتصادية للإدارة الأمريكية، تضمنت توصيات بفتح السوق السورية أمام الاستثمارات الأمريكية، وإلغاء الرسوم الجمركية.
السلقيني: مجلس الأعمال يبني الجسور بين دمشق وواشنطن
عنب بلدي أجرت حوارًا مع رئيس مجلس الأعمال الأمريكي- السوري (USSYBC)، جهاد السلقيني، قال فيه إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل العمود الفقري لأي اقتصاد متعافٍ، مشيرًا إلى أن غرف التجارة والصناعة والوزارات المعنية في سوريا، بدأت تركز على إقامة مثل هذه الشركات كعنوان للاقتصاد السوري الذي بدأ بالتعافي، والانفتاح.
السلقيني رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات Tecore Telecom (وهي أول استثمار أمريكي مباشر في سوريا بعد التحرير)، قال إن مجلس الأعمال يلعب دورًا محوريًا، في إعادة بناء الجسور بين دمشق وواشنطن من بوابة الاقتصاد بعد عقود من العزلة والعقوبات، ورسم ملامح المرحلة الاقتصادية الجديدة التي تشهدها سوريا.
مجلس الأعمال الأمريكي السوري (USSYBC)، هو منظمة مستقلة غير ربحية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين سوريا والولايات المتحدة، ومن ضمن أهدافها تسعى لدعم جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية المستدامة في سوريا.
رؤية استثمارية طموحة وقطاعات واعدة
وأكد رئيس مجلس الأعمال أن سوريا اليوم تمثل سوقًا ناشئة غنية بالفرص، موضحًا أن القطاعات الأكثر جذبًا للمستثمر الأمريكي تشمل :
- القطاع المالي والمصرفي
- النفط والغاز والطاقة
- التحول الرقمي والاتصالات والتكنولوجيا السحابية
- الطاقة المتجددة والبنية التحتية واللوجستيات
- النقل، الإسكان، والسياحة
ويعمل المجلس، بحسب السلقيني، وفق خارطة طريق من أربع مراحل تشمل:
- تنظيم فعاليات وجلسات حوارية لتثقيف المستثمر الأمريكي، وتعزيز الثقة والتبادل بين مجتمعي الأعمال في الولايات المتحدة وسوريا.
- تنظيم بعثات أعمال متبادلة أمريكية سورية.
- إرشاد الشركات الأمريكية التي تريد أن تدخل إلى الأسواق السورية.
- إطلاق برنامج تدريب للشركات الصغيرة والمتوسطة لدعم التصدير إلى السوق الأمريكية.
وقال، “نعمل على إطلاق منتدى سنوي، لتأهيل المصنّعين السوريين وتدريبهم على معايير التصدير إلى السوق الأمريكية، مع توفير التوجيه لضمان نجاح منتجاتهم في الأسواق العالمية”.
انفراج اقتصادي تاريخي وبوادر انفتاح شامل
يصف السلقيني القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية بالتوجه لإنهاء برنامج العقوبات الشاملة على سوريا بأنه “نقطة تحوّل تاريخية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
وقام مجلس الأعمال الأمريكي- السوري، منذ تأسيسه مطلع العام الحالي، بجهود سياسية واقتصادية مكثفة شملت اجتماعات مباشرة مع البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأمريكية والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس براك، حسبما أوضح السلقيني، مشيرًا إلى اللقاء المهم الذي جمعهما في تركيا في تموز 2025.
وأكد أن هذه الجهود أسهمت بزيادة الزخم في تمهيد الطريق أمام رفع العقوبات، وفتح المجال أمام القطاع الخاص الأمريكي للعودة إلى السوق السورية بشكل قانوني، ومنظم.
سوريا تخرج من الظل بصمت نحو التعافي
وقال رئيس مجلس الأعمال الأمريكي- السوري، “عملنا بصمت مع صناع القرار في واشنطن، لإيضاح أن بناء الجسور مع الاقتصاد السوري، يخدم الأمن الإقليمي والمصالح الأمريكية في آنٍ واحد”، على حد قوله.
واعتبر السلقيني أن “سوريا اليوم لم تعد ساحة عقوبات، بل تتجه لتكون سوقًا ناشئة واعدة تتجه بخطى ثابتة نحو التعافي”.
ووجهت وزارة الخارجية الأمريكية والإدارة الأمريكية مؤخرًا دعوة رسمية إلى الكونجرس لإلغاء قانون قيصر بالكامل، وذلك بأن يُدرج ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي (NDAA) للعام 2026.
وثيقة سياسات من مجلس الأعمال للإدارة الأمريكية
وكشف رئيس مجلس الأعمال الأمريكي السوري أن المجلس قدّم للإدارة الأمريكية وثيقة “سياسات اقتصادية شاملة”، تضمنت توصيات بـ”إلغاء الرسوم الجمركية، وتعزيز انفتاح السوق السورية على الاستثمارات الأمريكية”.
واعتبر أن جهود المجلس شكلت الأرضية الصلبة التي مهدت لزيارات الوفود الحكومية الناجحة إلى واشنطن.
وتحدث السلقيني عن سلسلة اللقاءات التي أجراها المجلس، وسبقت زيارة الوفود الحكومية السورية إلى الولايات المتحدة، بدءًا من اجتماعه في تركيا مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك، مرورًا برعاية ودعم اللقاءات المصرفية التي جمعت ممثلين عن البنوك السورية والأمريكية بحضور حاكم مصرف سوريا المركزي، وصولًا إلى زيارة عضو الكونجرس الأمريكي إبراهيم حمادة إلى دمشق في آب الماضي، والتي نُظمت بإشراف مباشر من المجلس.
نيويورك تستقبل سوريا بعد نصف قرن
ووصف السلقيني، مشاركة الرئيس أحمد الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة كونكورديا في نيويورك، بأنها شكلت “إعلانًا رسميًا لعودة سوريا إلى المنصة الدولية، ولاسيما تجاه الدعوة الصريحة للشركات الأمريكية للدخول إلى السوق السورية”.
وأعلن مجلس الأعمال الأمريكي السوري قبيل الزيارة، عن شراكة استراتيجية مع قمة كونكورديا، وشارك في مائدة مستديرة مغلقة جمعت الرئيس الشرع بكبار المستثمرين العالميين، سبقت لقاءه بالجنرال ديفيد بيتريوس.
لقاء بين دمشق وJPMorgan في قلب واشنطن
وأشار السلقيني إلى أن المجلس رتب سلسلة من اللقاءات للوفدين السوريين الرسميين الذين زارا واشنطن مؤخرًا، مع مؤسسات كبرى مثل المجلس الأطلسي (Atlantic Council)، ومعهد الشرق الأوسط (Middle East Institute)، ووزارة التجارة الأمريكية، إضافة إلى اجتماعات مع أعضاء في الكونجرس.
وركزت اللقاءات السورية الأمريكية على “تشجيع الاستثمار الأمريكي، وتخفيف القيود التجارية، وإعادة فتح قنوات التبادل المنظم بين البلدين”.
كما تطرق إلى اللقاء الذي تم برعاية ودعم من المجلس بين وزير المالية السوري، وحاكم مصرف سوريا المركزي مع بنك “JPMorgan Chase”، وبحث خلاله الجانبان “إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، وعرض فيه الوفد السوري خطة إصلاح نقدي ومصرفي شاملة لاستعادة الثقة في مؤسسات الدولة السورية”.
السلقيني: الاقتصاد أولًا والشراكة أساس المستقبل
واختتم رئيس مجلس الأعمال الأمريكي السوري بالقول إن “المجلس منصة مهمة وجوهرية تجمع دمشق وواشنطن والقطاع الخاص في كلا البلدين، ونحن نعمل بواقعية وهدوء لربط الإصلاح الداخلي في سوريا بالانفتاح الخارجي، ورؤيتنا أن تكون سوريا نموذجًا جديدًا في الشفافية والانفتاح”.
ويمثل “تعافي الاقتصاد السوري أولوية لفريق عمل المجلس”، وفقًا لسلقيني، وبوابة الاستقرار في المنطقة، وفرصة تاريخية للشركات الأمريكية لتكون شريكاً في صناعة هذا المستقبل”.
برعاية مجلس الأعمال.. قناة مالية سورية أمريكية
وكشف مجلس الأعمال الأمريكي السوري، مؤخرًا عن اجتماع عقد في واشنطن، خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في الفترة الواقعة بين 14 و21 تشرين الأول الحالي، بين وفد رفيع المستوى من الحكومة السورية على رأسه وزير المالية السوري محمد برنية، وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، مع كبار المسؤولين التنفيذيين في بنك “JPMorgan Chase Bank”، وذلك برعاية وتسهيل من المجلس.
ويأتي هذا الاجتماع، وفقًا لتقرير نشره المجلس عبر “لينكد إن“، ضمن جهود إعادة الإدماج المالي الجارية في سوريا، وحدد كل من الحصرية وبرنية خلال الاجتماع تدابير شاملة تسعى إليها الحكومة السورية، “لاستعادة الاستقرار النقدي، وإعادة بناء المصداقية المؤسسية، وتحديث سياسات المالية العامة والأطر الضريبية، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية”.
بنك “JPMorgan Chase Bank” هو بنك أمريكي عالمي للخدمات المصرفية والمالية، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة وواحد من أكبر البنوك في العالم، يقدم مجموعة واسعة من الخدمات تشمل الخدمات المصرفية الاستهلاكية والتجارية، والخدمات المصرفية الاستثمارية، وإدارة الأصول، وتأسس البنك نتيجة لعملية اندماج عام 2000 بين بنك تشيس مانهاتن وجي بي مورغان وشركاه.
من أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي السوري
رئيس وأعضاء مجلس الأعمال الأمريكي السوري في لقاء مع وزير الاقتصاد والصناعة السوري في واشنطن – 15 تشرين الأول 2025 (مجلس الأعمال الأمريكي السوري)ويتألف مجلس الإدارة في مجلس الأعمال الأمريكي السوري من كل من :
- جهاد السلقيني رئيس مجلس الإدارة، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تيكور نتووركس.
- عبد العاقل عضو مجلس الإدارة، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة تي-سيترا ذ.م.م.
- باسل عجة عضو مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي ورئيس شركة ليغا داتا.
- إياد بتنجانة عضو مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة حبيب بتنجانة، رئيس مجلس إدارة بنك سورية والمهجر.
- محمد شرف عضو مجلس الإدارة، رئيس شركة (شرف، فيكترون) للطاقة.
- ليلى السمان عضو مجلس الإدارة، الشريك الإداري في شركة السمان وشركاه.
- حسن دعبول عضو مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة مدار.
- إحسان حافظ عضو مجلس الإدارة، المدير العام لشركة الحافظ.
- بشار قلعي، عضو مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة أميرابكس.
- عصام غريواتي، عضو مجلس الإدارة، رئيس شركة غريواتي القابضة ورئيس غرفة تجارة دمشق.
أما المجلس الاستشاري، فهو يتألف من :
- سمير صابونجي، المدير العام لـ USSYBC، محامٍ وخبير في السياسات.
- كمال هيكل، عضو المجلس الاستشاري، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أوفيس لوجيكس.
- لؤي حمصي، عضو المجلس الاستشاري، الرئيس التنفيذي لشركة فويج للاستشارات
- ماركي بريتون، عضو المجلس الاستشاري، المؤسس المشارك، شركة عمورة للضيافة.
- جهاد دعبول، عضو المجلس الاستشاري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمريكان بريميوم سربلس.
- المستشار مجد عبار، عضو المجلس الاستشاري، المدير الإقليمي لـ(مايكروسوفت) الشرق الأوسط.
- فادي حداد، عضو المجلس الاستشاري، الرئيس التنفيذي لشركة موتيف.
- غزوان طرابيشي، عضو المجلس الاستشاري، المدير التنفيذي للعمليات، شركة تي-سيترا ذ.م.م.
- عبد الهادي طباع، عضو المجلس الاستشاري.
- رابح نجيب، عضو المجلس الاستشاري، الرئيس التنفيذي للعمليات، شركة إيتنولوجي.
