أعلنت “مجموعة مواني أبو ظبي” إبرام اتفاقية مساهمين في مشروع مشترك مع مجموعة “CMA CGM” الفرنسية، تقتضي استحواذ المجموعة الإماراتية على حصة تبلغ 20% بمحطة حاويات اللاذقية في سوريا، وذلك مقابل 81 مليون درهم إماراتي، ما يعادل 22 مليون دولار أمريكي.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”مجموعة مواني أبو ظبي”، محمد جمعة الشامسي، خلال التوقيع في إمارة أبو ظبي، الخميس 6 من تشرين الثاني، “يسرنا اليوم توسيع نطاق تعاوننا مع شريكنا الاستراتيجي، مجموعة (CMA CGM).
وأضاف الشامسي أن هذه الاتفاقية تعكس أواصر التعاون الدولي مع الشركاء الرئيسين، “ما يسهم في ترسيخ دور مجموعة مواني أبو ظبي كممكّن عالمي رائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية”.
وفي 5 من شباط الماضي، أعلنت “الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية” إبرام عقد جديد مع الشركة الفرنسية “CMA CGM” المشغلة لمحطة الحاويات في مرفأ اللاذقية، وتمت تصفية الذمم السابقة بين الجانب السوري والشركة الفرنسية، وإبرام عقد جديد وفق شروط وآليات جديدة.
وكانت الشركة جددت عقدها مع النظام السابق، في تشرين الأول 2024، لمدة 30 عامًا، بحسب حديث سابق لمدير البرنامج السوري في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، كرم شعار، لعنب بلدي.
وتشغل شركة “CMA CGM” محطة الحاويات في الميناء منذ عام 2009، خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، بموجب عقد تم تجديده عدة مرات.
وجرت مراسم توقيع الاتفاقية في العاصمة أبو ظبي، بحضور العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ”مجموعة مواني أبو ظبي” محمد جمعة الشامسي، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “CMA CGM”، رودولف سعادة، حيث أكّد الجانبان أهمية هذه الشراكة في دعم مسيرة التطوير داخل ميناء اللاذقية.
وتعد محطة حاويات اللاذقية البوابة البحرية الرئيسة لسوريا، إذ تتولى مناولة أكثر من 95% من بضائع الحاويات الواردة والصادرة في البلاد، بما يشمل المنتجات الزراعية والسلع الصناعية، وتخدم حركة التجارة المرتبطة بالأسواق السورية والإقليمية في شرق البحر المتوسط.
وأشار الشامسي إلى أن هذه الاتفاقية تأتي امتدادًا لعلاقات الشراكة القائمة بين الجانبين، مؤكدًا أن التعاون مع مجموعة “CMA CGM” يسهم في توسيع حضور “مجموعة مواني أبو ظبي” عالميًا، وتعزيز دورها في تمكين شبكات التجارة والخدمات اللوجستية.
وبموجب الاتفاقية، ستسهم الشراكة الجديدة في تنفيذ خطط تطوير شاملة للمحطة، بما يشمل تحديث البنية التحتية، وتطوير الأنظمة الرقمية، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية، وذلك بهدف تعزيز مكانة ميناء اللاذقية كبوابة محورية لحركة التجارة في سوريا ومنطقة شرق المتوسط، ودعم جهود النمو الاقتصادي المستدام.
في 1 من أيار الماضي، وقعت الحكومة السورية عقدًا مدته 30 عامًا مع الشركة الفرنسية لإدارة الميناء المطل على البحر المتوسط وتحديثه، بما في ذلك تطوير البنية التحتية للسماح بدخول السفن الأكبر حجمًا التي لم تكن قادرة على الرسو فيه.
ما “CMA CGM”؟
ظهرت شركة “CMA CGM” لأول مرة تحت اسم “Compagnie Maritime d’Affrètement” عام 1978، وتتكون من أربعة موظفين وسفينة واحدة ومسار شحن واحد فقط بين بيروت واللاذقية وليفورنو ومرسيليا.
وتوسعت الشركة خلال السنوات اللاحقة واستحوذت على شركات شحن حكومية وخاصة، في مختلف القارات، حتى أصبحت ثالث عمالقة الشحن البحري عالميًا.
تعود أصول مؤسس الشركة جاك سعادة إلى مدينة اللاذقية، ويمتلك جنسيتين، فرنسية ولبنانية، وهو ابن عائلة برجوازية.
انتقل سعادة إلى لبنان عام 1970 بسبب قرارات التأميم في سوريا، وبسبب الحرب الأهلية هناك، غادر إلى فرنسا.
توفي سعادة في 24 من حزيران 2018، عن عمر ناهز 81 عامًا، وكان ابنه رودولف قد أصبح رئيسًا تنفيذيًا للشركة عام 2017.
ربطت جاك ورودولف سعادة علاقات مع الساسة في فرنسا، بحسب تحقيق أعده “راديو فرنسا” (radiofrance)، في أيلول 2024، أبرزهم الرؤساء فرانسوا هولاند وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي وإيمانويل ماكرون.
وبدأ جاك استثماره باللاذقية بعد مرافقته ساركوزي في زيارته إلى سوريا عام 2008، وحصل ابنه رودولف على استثمارات في مرافئ بيروت وطرابلس بعد مرافقته الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته إلى لبنان في آب 2020 عقب انفجار مرفأ بيروت.
لم تتجاوز استثمارات العائلة في سوريا مرفأ اللاذقية، أما في لبنان فإنها تحولت إلى شبه إمبراطورية اقتصادية في قطاعات مختلفة، على رأسها المواني (طرابلس وبيروت).
