قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل “صعبة لكنها مستمرة”، مشيرًا إلى أنها تجري بدعم من الولايات المتحدة وعدة أطراف دولية أخرى.
وأوضح الشرع في حديث إلى صحيفة “واشنطن بوست” عقب لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، الاثنين 10 من تشرين الثاني، أن أي اتفاق مستقبلي سيشترط انسحاب إسرائيل إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قواتها قبل سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول 2024، قائلًا، “أعتقد أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على ضبط سلوك إسرائيل”.
وأضاف الرئيس السوري للصحيفة، أن قرار الإدارة الأمريكية تعليق العقوبات المفروضة على سوريا يمثل خطوة ضرورية لتمكين سوريا من التعافي بعد عقود من الحرب، مؤكدًا أن واشنطن تتجه نحو دعم استقرار سوريا ووحدتها.
“من الواضح من خلال سياسات ترامب أنه يؤيد استقرار سوريا ووحدتها الإقليمية، ورفع العقوبات بالكامل عن سوريا، وهو يدفع في هذا الاتجاه”، قال الشرع.
وأضاف أن أغلبية أعضاء الكونجرس، الذين التقاهم الاثنين 10 من تشرين الثاني، يؤيدون رفع العقوبات، معتبرًا أن “الإدارة الأمريكية متفقة على أن سوريا تستحق فرصة لتكون مستقرة، وتبني اقتصادها، وتحافظ على وحدة أراضيها”.
“مرحلة جديدة” من العلاقات مع أمريكا
أجرى الرئيس السوري، أحمد الشرع، مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية عقب لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض الاثنين 10 من تشرين الثاني.
وقال الشرع خلال المقابلة، إن العلاقات بين دمشق وواشنطن دخلت “مرحلة جديدة” بعد عقود من القطيعة والعزلة.
وأضاف الشرع أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض منذ تأسيس الجمهورية السورية في أربعينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن الزيارة تمثل تحولًا استراتيجيًا بعد سقوط النظام السابق ودخول سوريا مرحلة جديدة من التعاون مع الولايات المتحدة.
ونوّه الشرع إلى أن سوريا خاضت “حروبًا طويلة ضد تنظيم (الدولة) على مدى عشر سنوات” وخسرت خلالها “الكثير من القوات”، معتبرًا أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يجب أن “يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية” من الآن فصاعدًا.
وقال الشرع حول إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقيات “أبراهام”، إن “الوضع في سوريا يختلف عن الدول التي وقّعت الاتفاق”، وأضاف، “لدينا حدود مع إسرائيل التي تحتل الجولان منذ عام 1967، ولسنا بصدد الدخول في مفاوضات مباشرة حاليًا، وربما يمكن للولايات المتحدة برئاسة ترامب أن تلعب دورًا في هذا الملف”.
الشرع في واشنطن
عقد الرئيس الشرع لقاء مغلقًا مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الساعة الـ11 صباحًا بتوقيت واشنطن (السابعة مساء بتوقيت دمشق)، الاثنين 10 من تشرين الثاني.
إدارة الرئيس الأمريكي وصفت الزيارة بأنها “خطوة تاريخية” تمهد لاختبار إمكانية إعادة دمشق إلى المسار الدبلوماسي بعد أكثر من عقد من الحرب والعزلة، وفق ما نقلته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.
تناول اللقاء ملفات الاتفاق مع “قسد”، والعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والاتفاق الأمني مع إسرائيل.
وتضمنت المباحثات بين الشرع وترامب، وفق ما نشرت الرئاسة السورية، سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 8 من تشرين الثاني، وهي الزيارة الثانية لأمريكا عقب زيارته السابقة للمشاركة في أعمال القمة الـ80 للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال الرئيس السوري خلال لقائه ممثلي المنظمات السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، إن العقوبات المفروضة على سوريا في مراحلها الأخيرة، داعيًا إلى مواصلة العمل حتى رفعها بالكامل.
واعتبر أن الفرصة المتاحة أمام السوريين اليوم هي فرصة “نادرة” ينبغي استثمارها.
