ذكرت وكالة “رويترز” أن شركتي “جنرال إلكتريك فيرنوفا” الأمريكية و”سيمنس إنرجي” الألمانية تجريان محادثات لتوريد توربينات غازية لمشروع تبلغ قيمته سبعة مليارات دولار يهدف إلى إعادة تأهيل قطاع الطاقة المتضرر في سوريا.
وبحسب ما نقلته “رويترز” عن ثلاثة مصادر وصفتها بـ”المطّلعة” اليوم، الخميس 13 من تشرين الثاني، فإن تفاصيل المبالغ المخصصة لتوريد التوربينات لم تُكشف بعد.
وقال أحد المصادر للوكالة، إن الشركتين قد تحصلان معًا على عقود ضمن المشروع، لكنه أشار إلى أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، ومن المبكر تحديد موعد لإبرام الاتفاقيات النهائية.
وأضاف مصدر آخر أن المحادثات قد تمتد لتشمل مجالات أخرى إلى جانب التوربينات، من بينها توريد البنى التحتية الحيوية لشبكة الكهرباء.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه شركات غربية للاستفادة من مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، معظم العقوبات المفروضة على دمشق منتصف العام الحالي.
وفي تصريحٍ لـ”رويترز”، قالت “سيمنس إنرجي”، إن “وفدًا من الشركة التقى بصنّاع القرار في سوريا لاستكشاف سبل تحسين إمدادات الكهرباء في المدى القصير”، مضيفة أنه “لم يتم التوصل إلى أي اتفاقات أو عقود محددة بعد، لكننا مستعدون لتقديم خبراتنا التقنية إذا كان ذلك سيساهم في تأمين طاقة مستقرة ودعم السكان”.
ولم تردّ كل من “جنرال إلكتريك فيرنوفا” و”باور إنترناشونال القابضة” على طلبات “رويترز” للتعليق، كما لم يصدر تعليق رسمي من وزارة الإعلام السورية.
وكانت شركات أمريكية أخرى، من بينها “بيكر هيوز” و”هانت إنرجي” و”أرجنت LNG”، أعلنت، في تموز الماضي، عن خطة رئيسة لدعم إعادة الإعمار، تشمل استكشاف وإنتاج النفط والغاز وتوليد الطاقة.
اتفاق مع “أورباكون”
وقعت وزارة الطاقة السورية الاتفاقيات النهائية مع تحالف مجموعة شركات دولية بقيادة شركة “أورباكون القابضة”، لإنشاء أربع محطات توليد كهرباء باستطاعة إجمالية تبلغ 5000 ميجاواط، تعمل على الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية.
تشمل الاتفاقيات إنشاء محطات في شمال حلب ودير الزور وريف دمشق والمنطقة الوسطى، إضافة إلى مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 1000 ميجاواط موزعة على عدة مواقع في سوريا، بحسب ما أعلنت الوزارة في صفحتها عبر “فيسبوك” في 6 من تشرين الثاني.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن محطات توليد الكهرباء ومشاريع الطاقة التي تشملها الاتفاقيات تتوزع حسب الآتي:
- محطة توليد شمال حلب بقدرة 1200 ميجاواط.
- محطتا دير الزور وزيزون بقدرة 1000 ميجاواط لكل منهما.
- محطة محردة بقدرة 800 ميجاواط.
- مشاريع طاقة متجددة شمسية بقدرة إجمالية 1000 ميغاواط موزعة على أربعة مواقع مختلفة.
واعتبرت الوزارة أن المشروع من أكبر المشاريع الاستراتيجية في قطاع الطاقة منذ عام 2011، ويأتي ضمن خطتها لإعادة تأهيل منظومة الكهرباء الوطنية ورفع كفاءتها التشغيلية، وتحقيق استقرار التغذية الكهربائية على نحو مستدام، وفق تعبيرها.
وزير الطاقة السوري، محمد البشير، أكد أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في مسار تطوير البنية التحتية للطاقة في سوريا، مؤكدًا أنه يعزز أمن الطاقة الوطني، ويدعم استقرار الشبكة الكهربائية، ويفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات الدولية في مشاريع التنمية المستدامة.
الاتفاقيات تأتي امتدادًا لمذكرات التفاهم الموقعة مع الشركات في أيار الماضي، لتنفيذ مشاريع توليد تشمل محطات غازية وشمسية في عدد من المحافظات.
في أيار الماضي، وقعت سوريا اتفاقًا مع شركة تابعة لـ”باور إنترناشونال القابضة” القطرية، يتضمن بناء أربع محطات توليد طاقة تعمل بدورة مركّبة بقدرة إجمالية تبلغ 4000 ميجاواط، بالإضافة إلى مكوّن للطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميجاواط.
شركة “أورباكون القابضة” (UCC Holding) هي شركة قطرية دولية رائدة في مجال الطاقة والامتيازات والبناء، وهي جزء من “مجموعة باور إنترناشيونال القابضة”، تتخصص الشركة في مشاريع الإنشاءات الكبرى مثل البنية التحتية الثقيلة، المباني السكنية والتجارية، والطاقة.
