الطفل .. وسلوك النّكوص

  • 2013/05/26
  • 11:21 ص

عنب بلدي – العدد 65 – الأحد 19-5-2013
31449_417653058331341_1416445073_n copyهوشيار – قامشلو

النكوص: هو رجوع الطفل وميله إلى مرحلة مبكرة من النمو، أو لمرحلة تثبيت سابقة، أي أن يثبت الطفل عند مرحلة نمو محددة دون الانتقال لمرحلة تالية، والرجوع والتقهقر إلى مرحلة أولية أو بدائية تمكن الطفل من تخطيها وتجاوزها وإتقانها سابقًا؛ فيسير النمو في حركة نكوصية إلى الوراء.
يظهر هذا السلوك في أوقات ومواقف مختلفة، فإذا ظهر من ينافس الطفل في جذب الاهتمام من قبل الأبوين اشتعلت نار الغيرة عند الطفل وصار يرجع بسلوكه إلى سلوكيات تشابه سلوكيات الطفل الجديد، وكأن لسان حال نكوصه يقول «ها أنا ذا مثل هذا الطفل… أعطوني اهتمامكم وانتباهكم كما تعطوه».

نستطيع أن نقول أن الطفل عندما يشعر بالخوف والقلق وعدم الأمان بالإضافة إلى تعرضه للإخفاق والحرمان، سيُظهر تصرفاته النكوصية، فقد يفقد السيطرة على تبوله بعد أن تخطى هذه المرحلة وتمكن من السيطرة والتحكم بمعصراته، أو قد يصبح طفلاً بَكّاءًا يكثر من الشكوى والتذمر، أو قد يبدأ بالزحف على يديه مقلدًا من يصغره سنًا مع العلم بأنه يستطيع المشي على قدميه، أو قد يتناول «رضاعة» شقيقه الصغير…
بالطبع هذه السلوكيات هي رسالة غير مباشرة (غير لفظية)، ليس هدف الطفل منها هو السلوك النكوصي بحدّ ذاته وإنما جذب الأنظار والرعاية والأمان عند الشعور بالخطر الذي يداهمه ويقترب منه، والاستمرار فيه هو من أجل مكاسب ثانوية يمكن أن ينالها.

على الوالدين والكبار أن ينتبهوا لهذه الإشارات، ويدركوا بأنه بالإمكان تخطي ذلك عندما يمكنون الطفل من الفهم بأنه يستطيع الحصول على ما يحتاجه من العناية المطلوبة دون اللجوء لهذه السلوكيات، ولكن باللجوء إلى سلوكيات أكثر نضجًا، فالنكوص هو شكل غير ناضج من السلوك.

مقالات متعلقة

  1. التحرش بالأطفال في سوريا.. لا للصمت
  2. الغيرة عند الأطفال.. كيف نتخلص منها؟
  3. التحرش بالأطفال.. جريمة يتكتم عليها الإعلام السوري ويهمشها القانون
  4. الأسباب النفس- اجتماعية للسلس البولي عند الأطفال

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب