فصائل في السويداء تحتجز مدنيين “دروعًا بشرية”

مقاتلون من العشائر إلى جانب قوات حكومية على مشارف مدينة السويداء - 14 تموز 2025 (أسوشيتد برس/ مالك خطاب)

camera iconمقاتلون من العشائر إلى جانب قوات حكومية على مشارف مدينة السويداء - 14 تموز 2025 (أسوشيتد برس/ مالك خطاب)

tag icon ع ع ع

تحتجز فصائل محلية توالي الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، عددًا من الأهالي البدو في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مخاوف من أن تطالهم عمليات انتقامية، بعد أيام من العنف المتبادل شهدتها المنطقة.

أحد السكان البدو الذين نزحوا إلى محافظة درعا المجاورة، قال لعنب بلدي إن الفصائل المحلية جمعت سكانًا من البدو في أحد جوامع المدينة، مشيرًا إلى أن شقيقته من بين المحتجزين، ولا تستطيع التكلم معها إلا بالخفية.

المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه، خوفًا من عمليات انتقام بحق شقيقته وأفراد عائلته المحتجزة في السويداء، ذكر أنه لا يعلم سبب الاحتجاز، وما إذا كان ذلك لحمايتهم أو لاتخاذهم دروعًا بشرية.

وأظهرت تسجيلات مصورة، نقلها ناشطون، وجود مدنيين بينهم نساء وأطفال، يتوسطهم مسلح ينتمي لفصائل ذات طابع درزي، مهددًا بالقتل في حال اقتراب مقاتلي العشائر المهاجمة للمدينة.

ولا يعلم المصدر الذي تحدثت إليه عنب بلدي عدد المحتجزين بدقة، لكنه قدرهم بالعشرات أو المئات.

بينما ذكر “تجمع عشائر الجنوب“، أبرز الجهات المشاركة في الاقتتال، أن عدد المحاصرين في أبناء العشائر في السويداء نحو 4000 شخص، بينهم أطفال ونساء ومسنين.

ولم تتمكن عنب بلدي من تحديد عدد المحتجزين بدقة من مصادر مستقلة.

دروع بشرية

المدير التنفيذي لـ”المركز السوري للعدالة والمساءلة”، محمد العبدلله، قال إن احتجاز عائلات تتضمن نساء وأطفال ثم الإشارة إلى أن حالهم سيكون حال المهاجمين في حال وصل الهجوم إلى مكان الاحتجاز، يوثق بشكل واضح “جريمة” اتخاذ مدنيين دروعًا بشرية.

ولفت عبر “فيسبوك” تعليقًا على عملية الاحتجاز، إلى أن القانون الدولي يحظر بشكل واضح ومطلق استخدام “الدروع البشرية”.

وذكر أنه بحسب قواعد القانون الإنساني الدولي العرفي، فإن استخدام الدروع البشرية محظور أثناء النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، ويترتب عليه المسؤولية الجنائية الفردية.

استغلال وجود مدني أو شخص محمي آخر لجعل نقاط أو مناطق أو قوات عسكرية معينة محصنة من العمليات العسكرية يعدّ “جريمة حرب” بموجب المادة “8/ 2 ب” من نظام “روما” ويمكن اعتباره “جريمة ضد الإنسانية” في النزاعات المسلحة غير الدولية، بحسب العبد الله.

وشهدت محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، اشتباكات وتوترات أمنية عقب حالات خطف متبادلة بين فصائل وعشائر من البدو.

أعقب التوترات دخول عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع، كقوات فض للنزاع، إلا أن الفصائل لم تقبل بدخولهما وقابلتهما بهجوم مضاد، نتيجة حالات انتهاك طالت أبناء المنطقة.

كما دخلت إسرائيل على خط المواجهة لمساندة الفصائل الموالية للشيخ الهجري، وقصفت نقاط للحكومة في السويداء إضافة إلى نقط خارجها، أبرزها مبنى هيئة الأركان في العاصمة دمشق.

وبعد خروج القوات الحكومية، تعرض السكان البدو في المنطقة لانتهاكات وصلت حدّ القتل، من قبل الفصائل المحلية، إضافة إلى حالات الاحتجاز، ما استدعى غضبًا في الأوساط العشائرية في سوريا، ترجم بخروج أرتال تقدر بالآلاف لمؤازرة البدو.

عقل النمر، ثمانيني من المكون البدوي في السويداء، قال إن فصائل محلية ارتكبت انتهاكات بحق السكان البدو في المنطقة تمثلت بأعمال قتل طالت مدنيين بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى احتجازهم مترافقًا مع عمليات إهانة.

وشدد على أن عمليات قتل “شنيعة” طالت السكان إضافة إلى مقيمين من محافظات شمال شرقي سوريا، بغرض العمل والزراعة.

“نحن لم نعتدي على أحد وكنا مسالمين في بيوتنا” يضيف النمر، مشيرًا إلى أن البدو عاشوا إلى جانب السكان الدروز لمئات السنين بحالة من التعايش المشترك.

مساعٍ للحل

تحاول الأطراف الحكومية حلحلة الأوضاع المتوترة في السويداء، بعد عقد مفاوضات مع جهات داخل المحافظة بوساطة ورعاية دولية.

بدورهما، أعلن كل من الجهات العشائرية والرئاسة الروحية، الامتثال لوقف إطلاق النار، تمهيدًا لدخول جهاز الأمن الداخلي إلى قرى في السويداء، لمنع الاشتباكات.

من جانبها، تعهدت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، والتي يرأسها الهجري، بتأمين خروج آمن للبدو إلى خارج السويداء، عبر معبرين إلى بصرى الحرير وبصرى الشام، في محافظة درعا.

وتشير الأرقام الصادرة عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إلى تجاوز عدد القتلى والضحايا إلى أكثر من 300 شخص، ما بين مدنيين وعسكريين من كلا الطرفين، كحصيلة أولية، وسط توقعات لارتفاع الأرقام في الأيام المقبلة.

الشرع يوقف إطلاق النار.. يتبرأ من الانتهاكات ويتعهد بالمحاسبة



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة