tag icon ع ع ع

حسن مطلق – عنب بلدي

لم يكن صباح الرابع والعشرين من آب اعتياديًا على مدن وبلدات الشمال السوري، فهو الذي حمل إلى ساحتها وسوريا بشكل عام، أول تدخل دولي منذ بدء الثورة السورية لصالح فصائل المعارضة، التي مازالت تخوض معارك ضد تنظيم الدولة الإسلاميةقرب مدينة جرابلس، شمال شرق حلب.

وبعد أن بسطت فصائل “الجيش الحر” سيطرتها على المدينة خلال ساعات قليلة دخلت خلالها عشرات الدبابات التركية، ومئات الجنود من قوات المهام الخاصة، إلى جانب الآلاف من المقاتلين السوريين، يبدو أن الرقعة الجغرافية لتنظيم “الدولة” تتجه إلى الانحسار شمال حلب، في حين طفا إلى السطح مجددًا الحديث عن منطقة آمنة، لطالما سعت تركيا إلى إنشائها في الشمال السوري.

وبينما تستمر المعارك قرب جرابلس وتتقدم خلالها فصائل “الحر” مدعومة بقصف مدفعي وجوي تركي، دارت في مكان آخر مشاورات ونقاشات بين رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، وأصحاب القرار في أنقرة، وسط تغيّر لهجة الأمريكيين مع حليفهم “الوحدات الكردية”، في ظل قلق روسي وإيراني حول ما يجري.

تحديات كبيرة تقف في وجه إنشاء المنطقة الآمنة، أبرزها تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية التي ذكرت أنها خارج الأجندة في الوقت الحالي، في حين يبدو أن تركيا تسعى لـ”تطهير” حدودها من التنظيم، والأهم من ذلك إفشال مشروع “روج آفا” (غرب كردستان)، والذي يطمح حزب “الاتحاد الديمقراطي” لتأسيسه وإعلانه إقليمًا فيدراليًا.

درع الفرات“.. للإطاحة بتنظيم الدولةفي حلب

بدأت التحضيرات لما أسمتها تركيا عملية “درع الفرات” منذ منتصف آب الجاري، حين حصلت عنب بلدي على معلومات مفادها أن معبري أطمة (شمال إدلب) والسلامة (شمال حلب) شهدا عبورًا لعشرات المقاتلين من سوريا إلى تركيا.

وباشر الجيش التركي فعليًا تمهيده المدفعي ضد التنظيم في جرابلس صباح السبت 20 آب، تُوّجَ في الساعة الرابعة من فجر الأربعاء 24 آب، بدخول عشر دبابات تركية قصفت 60 هدفًا للتنظيم داخل جرابلس، وساعدتها الطائرات التركية بقصف 12 هدفًا، وفق التصريحات الرسمية، تزامنًا مع دخول أكثر من 1500 مقاتل من فصائل عدة في “الجيش الحر” وتوسعه ضمن القرى المحيطة بالمدينة من جهتيها الشمالية والغربية.

أبرز فصائل “الحر” التي تشارك في العملية تمثلت بـ”فيلق الشام”، “أحرار الشام”، “فرقة السلطان مراد”، “لواء المعتصم”، “الجبهة الشامية”، “حركة نور الدين زنكي”، “الفرقة الشمالية” وغيرها، وضمت إلى سيطرتها حتى السبت 27 آب، كلًا من مدينة جرابلس وقرى: جرابلس تحتاني، كتلجة، الحلوانية، الجامل، مرمى الحجر، تل الشعير، حمير العجاج، البير التحتاني، البير الفوقاني، وطريخيم.

تقدُّم فصائل “الجيش الحر” جعلها تجاور قوات سوريا الديمقراطية جنوب جرابلس، بينما غدا نهر الفرات فاصلًا بينهما من الجهة الشرقية، حيث مدينة عين العرب (كوباني).

لا معلومات عن حصيلة قتلى المعارك من الأطراف المشاركة، إلا أن عنب بلدي وثقت مقتل عنصرين من “فرقة السلطان مراد” في اليوم الأول، إضافة إلى مصور “حركة أحرار الشام”، الشاب أحمد الأيوب (أبو هاجر)، وقتل إثر انفجار لغم خلفه التنظيم في جرابلس، بينما أكد الجيش التركي سلامة جميع أفراد طاقمه الجوي والبري، حتى 27 آب.

العمليات قرب جرابلس رافقها، السبت، تقدم لقوات المعارضة شرق بلدة الراعي (50 كيلومترًا)، وسيطرت فصائل “الحر” على قرية الهضبات وتلج الغربي شرق البلدة، في سعي لوصلها بجرابلس بعد طرد مراكز التنظيم من القرى المنتشرة بين المنطقتين، ويبدو أن “الحر” يتجه للتوسع على حساب “سوريا الديمقراطية” جنوب جرابلس، من خلال سيطرته في اليوم ذاته على قريتي يوسف بيك ومزعلة، عقب اشتباكات ضد القوات تزامنت مع أخرى في محيط قرية العمارنة بمساندة الدبابات التركية.

Mustafa Segeriوعن تباطؤ سير المعارك إلى حد ما بعد تقدم سريع مكّن من “تحرير” جرابلس خلال ساعات، قال رئيس المكتب السياسي للواء “المعتصم”، مصطفى سيجري، لعنب بلدي إن الأمر يعود إلى عملية تثبيت الدفاعات في المناطق التي تتقدم إليها فصائل “الجيش الحر”، مشيرًا إلى أنها “من تؤخر الأمر”.

وتهدف تركيا من بدء عملية “درع الفرات” للسيطرة على مسافة تمتد إلى 80 كيلومترًا على طول حدودها، وعمق حوالي 25 كيلومترًا وصولًا إلى مدينة مارع، على أن تضم المنطقة كلًا من مدينتي منبج، التي تسيطر عليها “سوريا الديمقراطية”، والباب، التي تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة” لتكون أساسًا لمنطقة آمنة تسعى تركيا لإنشائها منذ أكثر من عامين.

من يدير جرابلس ومنبج بعد سيطرة الحر

ماذا قالوا في “درع الفرات”

الصحفي والإعلامي السعودي جمال خاشقجي:

عملية درع الفرات لن تتوقف بجرابلس وإنما ستشمل الباب واعزاز غربًا، وقد تمهد للمنطقة العازلة والتي ستتسع بالعمق بقدر ما يتقدم الجيش الحر.

الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض خالد خوجة:

درع الفرات هي إعادة الأمور إلى حالها قبل تدخل إدارة أوباما في الشمال وستكون ضربة قاضية على داعش.

الباحث والكاتب التركي محمد زاهد غل:

نظرت الحكومة التركية لحزب لاتحاد الديمقراطي كمهدد للأمن القومي وإن كان حزبًا سوريًا، فأعماله الإرهابية طالت الأراضي التركية وقتلت الشعب، لذلك جاءت “درع الفرات”.

الباحث والكاتب السوري أحمد أبازيد:

فيما لو نجحت عملية درع الفرات في التقدم على الشريط الحدودي، فهذا يفتح إمكانية وجود قوات عربية رديفة ويفرض المنطقة الآمنة كواقع، كما أنها معركة استراتيجية للثورة وتحول في الموقف التركي وقواعد اللعبة دوليًا.

رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو :

عملية درع الفرات أتت في الوقت الأكثر صحة والأكثر معنى وتحمل رسالة كبرى، أسأل الله النصر لقواتنا المسلحة.

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي:

إن مكافحة الإرهاب أصبحت مسؤولية دولية، لذا يجب على تركيا التعاون مع الحكومة السورية في ذلك.

مع استمرار “درع الفرات” وعقب سيطرة “الحر” على جرابلس، وبينما استمرت عمليات نزع الألغام من المدينة حتى السبت 27 آب، يتساءل مواطنون سوريون عن الهيئة أو الجهة التي ستدير المدينة بعد أن تضع المعارك أوزارها؟

ويرى عضو المكتب السياسي في حركة “نور الدين الزنكي” المشارِكة في العملية، ياسر إبراهيم اليوسف، في حديثه إلى عنب بلدي أن المدينة سيديرها أهلها من خلال مجلس محلي منتخب بشكل توافقي انتقالي إلى حين استتباب الأمن في المدينة.

الأمن وتأمين محيطها سيكون على عاتق “شبكة أمنية تضمن أمن المواطن و سلامته من أي أعمال انتقامية ممكن أن ينفذها أعداء الثورة، إضافة إلى تنظيف المدينة من آثار الحرب والألغام”، بحسب اليوسف.

ووفق رؤية رئيس المكتب السياسي للواء “المعتصم”، المشارك في عملية “درع الفرات”، مصطفى سيجري، التي نقلها لعنب بلدي فإن “الجيش الحر” سيدير المدينة حتى تأمينها بشكل كامل، على أن يتبعها إدارة مدنية أساسها مجلس مدينة جرابلس المحلي الحالي، المتمركز في مدينة “قرقميش” على الحدود التركية.

عنب بلدي تحدثت إلى عبد المنعم العبد، رئيس المجلس المحلي في جرابلس، وقال إن إدارة المدينة ستتم بكوادر مدنية رديفة أو كادر متكامل طبي وخدمي وسياسي وتربوي.

وسيتم ذلك من خلال مجلس “ثوري مدني” أنشئ مؤخرًا، ويضم بعض الكوادر، على أن تجري توسعته من قبل المجلس لاحقًا، واعتبر العبد أن غرفة عمليات “درع الفرات” ستدعم المجلس المحلي بشكل استراتيجي ولوجستي.

وأشار إلى أن مدينة منبج ستشهد سيناريو مشابهًا ليديرها مجلسها المحلي المتمركز حاليًا في اعزاز، عقب تصريحات أمريكية أكدت ضرورة انسحاب “سوريا الديمقراطية”، وإخلائها مدينة منبج ومناطق تمركزها شمال حلب إلى منطقة شرق الفرات.

أول تدخل دولي لصالح المعارضة ربما يجذب قوىً أخرى

أطلقت تركيا تسمية “درع الفرات” على العملية العسكرية شمال سوريا، كونها تسعى لتأمين نهر الفرات من الجهة الغربية، أي بعيدًا عن الانتشار “الكردي” متمثلًا بقوات “سوريا الديمقراطية” شرقه.

وكلّفت القيادة التركية الفريق زكائي كسكالي الذي أفشل انقلاب تركيا وتحوّل إلى “بطل قومي” في نظر الكثيرين، بقيادة العملية، وظهر في اليوم الثاني منها وهو يصافح ويثني على مقاتلي “الجيش الحر” في جرابلس.

دخول الجيش التركي ودباباته البوابة الشمالية من سوريا، كان فريدًا من نوعه خلال الثورة السورية، كونه التدخل الأول لصالح المعارضة، أمام تدخلات دولية كثيرة لا تخفى على أحد، إلى جانب أطراف مختلفة أخرى تمثلت بالتدخل الروسي والإيراني إلى جانب قوات الأسد، والبريطاني والأمريكي إلى جانب “الوحدات الكردية”.

وطرح دخول تركيا المعارك ضد تنظيم “الدولة” شمال سوريا، رغم أنها بحسب مراقبين “حجة” لطرد “الأكراد” من شريطها الحدودي، إمكانية دخول قوىً أخرى ربما عربية كرديف لفرض المنطقة الآمنة، التي يرى البعض أنها غدت واقعًا قيد التنفيذ، رغم ما جاء على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، وقال إنه لا نية لواشنطن إقامة منطقة آمنة في سوريا، مرجعًا السبب إلى “الالتزامات العسكرية الضرورية لضمان عمل مثل هذه المناطق بشكل فعال”.

إحدى القوى المطروح مشاركتها هي المملكة العربية السعودية، التي أكد مرارًا المتحدث باسم وزارة دفاعها، أحمد عسيري، أن موقف بلاده من المشاركة البرية ضد تنظيم “الدولة” في سوريا هو “قرار نهائي ولا رجعة عنه”، في تصريحات ظهرت إلى العلن منذ شباط الماضي، إلا أن المشهد لن يكتمل إلا بعد انتهاء العملية وخلق فرص أكبر لإنشاء المنطقة.

دبابة تركية قرب قرية قرقاميش شمال جرابلس - 24 آب (AFP)

دبابة تركية قرب قرية قرقاميش شمال جرابلس – 24 آب (AFP)

قلق روسي وإيراني ومباركة أمريكية

إعلان قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية، عن إطلاق “درع الفرات” أثار ردود فعل متباينة بين القوى المؤثرة في سوريا، وباركت روسيا العملية لأن “مكافحة الإرهاب على الحدود السورية التركية أمر مهم جدًا وتكتسب في المرحلة الراهنة أهمية أكبر من أي وقت مضى”، إلا أنها دعت إلى التنسيق مع دمشق، على اعتبار أن الجهود “ستكون أكثر فعالية”.

رغم أن التصريحات الإيرانية حول العملية لم تكن مباشرة وذات زخم، إلا أن مراقبين يرون الموقف الإيراني داعمًا للخطوة في قرارة نفسه، على اعتبار أن “حلم الأكراد” يشكل خطرًا مشتركًا.

انتظرت طهران يومين حتى صدر عنها التصريح الرسمي الأول والوحيد، على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، والذي جاء حديثه مشابهًا نوعًا ما للطرح الروسي بقوله إن مكافحة الإرهاب غدت مسؤولية دولية، مطالبًا تركيا “بالتعاون مع الحكومة السورية”.

وبينما نعى مسؤولو النظام السوري سيادتهم الوطنية، “التي انتهكتها تركيا”، وفق بيان الخارجية السورية، عبّرت أمريكا عن دعمها لـ”درع الفرات”، من خلال ما قاله جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، وأوضح أن القوات التركية ستبقى في الشمال السوري “طالما تقتضي الحاجة لذلك”.

ولم يتمثل الموقف الأمريكي بتصريحات بايدن، كون بلاده أعلنت مشاركتها ضمن التحالف الدولي بدعم العملية وقصف مواقع تنظيم “الدولة” خلالها، إضافة إلى دفع الأكراد التوجه إلى شرق الفرات، من خلال ما نقله وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، إلى نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، وأكد دعوة “حزب الاتحاد الديمقراطي” وأذرعه العسكرية إلى ضرورة الانسحاب من منبج ومناطق سيطرتها شمال حلب.

زعيم “الاتحاد الديمقراطي”، صالح مسلم، سارع عقب بدء العملية محذرًا من أن “تركيا ستفقد الكثير في المستنقع السوري، وستصبح تائهة مثل داعش”، إلا أن الردّ جاء مباشرة من جاويش أوغلو، الذي استغرب موقف مسلم متسائلًا “ألم يكن يدّعي بأنه يكافح داعش، فلماذا يستاء من مكافحتنا للتنظيم؟”، وأكد أن تركيا ستتخذ كافة التدابير لطرد “الأكراد” من غرب الفرات.

الوحدات الكرديةالخاسر الأكبر بعد الخديعةالأمريكية

لم تنسحب “الوحدات الكردية” من نقاط تمركزها شمال حلب حتى السبت 27 آب، ونفى رئيس المكتب السياسي للواء “المعتصم”، مصطفى سيجري، أي تحرك حقيقي للقوات من مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، معتبرًا في حديثه إلى عنب بلدي، أن القوات “ليس لديها خيار آخر، فبدون غطاء جوي لا يمكن لها فعل أي شيء”.

بدوره قال عضو المكتب السياسي في حركة “نور الدين الزنكي”، ياسر إبراهيم اليوسف، إنه لم تظهر حتى اللحظة أي مؤشرات واضحة حول أي انسحاب أو استجابة لـ “سوريا الديمقراطية”، متوقعًا انسحابهم “في الوقت المستقطع لاعتبارات نفسية”.

ورأى اليوسف، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “وحدات الحماية محكومة بتفاهمات دولية أنشأتها، وهي مسؤولة عن لجمها وتفكيكها لاعتبارات تتعلق بصدق الانتماء وصوابية الأهداف المختلفة التي تنتمي لمشروع مختلف تمامًا عن مشروع الثورة السورية”.

ويعتقد القيادي أنه ليس لدى القوات “أي إصرار أو قدرة على مواجهة القرارات الشعبية والدولية والإقليمية، تمامًا كمشروع تنظيم داعش”.

إذن الانسحاب لم يتم فعليًا على الأرض، رغم تأكيد المتحدث باسم قوات “سوريا الديمقراطية”، طلال سلو، أن عناصر القوات انسحبت بمجملها إلى شرق الفرات، بينما تركت المدينة تحت إدارة “مجلس منبج العسكري”، معتبرًا أن خروجهم من المدينة جاء بناء على تعليمات القيادة وليس بموجب إملاءات أو طلب من أحد.

ويرى محللون أن “الوحدات الكردية” هي الخاسر الأكبر من “درع الفرات”، والتي إن لم تخضع لأوامر حليفها (الولايات المتحدة)، بالتوجه إلى شرق الفرات، ستتراجع تحت ضربات الدبابات التركية وفصائل “الحر”، باعتبار أنها خسرت عشرات القتلى والجرحى من عناصرها خلال معركة دامت أشهرًا سيطرت في نهايتها على مدينة منبج 13 آب الجاري، بينما تطالبها واشنطن حاليًا بالخروج منها.

برزاني يحمل ملف البيشمركةإلى أنقرة

قبل يوم واحد من بدء “درع الفرات” وصل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، إلى أنقرة، وقال إن زيارته جاءت بدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتأتي “لزيادة التنسيق” في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة.

ويبدو أن زيارة برزاني جاءت في وقت اعتبر أنه يشهد تغييرات كبيرة قادمة إلى المنطقة، وأكد خلال لقاءاته أنه اتفق مع تركيا على كيفية التعاون لمحاربة تنظيم “الدولة”، ويرى مراقبون أن رئيس إقليم كردستان حمل معه ملف “البيشمركة” إلى تركيا، في مساعٍ لدخولها على أن تكون عونًا لـ”الجيش الحر” في سوريا، وقوة جديدة لمواجهة “سوريا الديمقراطية”، ما ينسف حلم “الاتحاد الديمقراطي” بتشكيل نظام فيدرالي شمال سوريا، نظرًا للاختلاف في التوجه

وليس الحديث عن دخول “البيشمركة” جديدًا في الساحة السورية، عقب التحرك الذي حمله رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، أنس العبدة، لدى زيارته إقليم كردستان العراق، أواخر أيار الماضي، مطالبًا بضرورة بإدخال “بيشمركة روج آفا” إلى منطقة اعزاز، إلى جانب قوىً عسكرية من “الجيش الحر”، واعتبر حينها أن وجود “البيشمركة” على الأراضي السورية، “سيجلب توازنًا حقيقيًا، والأمان للشعب السوري، والكردي بشكل خاص”.

يبدو الوضع متشابكًا وغير واضح المعالم، في ظل تعقيد جديد أضيف إلى تعقيدات الملف السوري، وبينما يرى السوريون أن “درع الفرات” تحمل مفاجآت أبرزها تحقيق حلمهم في المنطقة الآمنة، ينظر مراقبون أبعد من ذلك، فيعتبر بعضهم أن دخول تركيا عسكريًا في سوريا هدم لـ”مشروع روج آفا”.

جرابلس في سطور

manbeg-mapتبعد مدينة جرابلس عن مدينة حلب قرابة 125 كيلومترًا، وتقع في الجهة الشمالية الشرقية منها، وهي أول مدينة يدخل عبرها نهر الفرات من تركيا.

شكل ناشطو المدينة التي تقع أقصى شمال شرق حلب، ما سمي بـ”مجموعة أحرار جرابلس” أيار 2011، لنقل أخبار مدينتهم، تبعها سيطرة المعارضة عليها في تموز 2012 وإدارتها من قبل مجلس محلي، ليخضعها تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى سيطرته في أيلول من عام 2013، بعد معارك أدت إلى نزوح عشرات العوائل من أبنائها.

وجرت محاولات من عشائر وأهالي جرابلس لاستعادة مدينتهم من أيدي عناصر التنظيم، استمرت بين كر وفر حتى بسط التنظيم سيطرته بشكل كامل عليها في نيسان من عام 2014.

مقالات متعلقة