أسباب ومبررات.. وعوامل الوقاية

العنف ضد الأطفال هل يحل مشكلة؟

tag icon ع ع ع

البند الثاني من اتفاقية حقوق الطفل: حماية الطفل من العنف

تهاني مهدي

يندرج العنف تحت عنوان سوء المعاملة ويتشابه معه، إلا أن العنف يتحدد بالأذى الجسدي وما يتبعه من أذى نفسي.

وتختلف آثار العنف على الطفل بحسب شدته، فمنها ما يسبب كدمات بسيطة تزول مع مرور الوقت، ومنها ما يسبب عاهات مستديمة كالحروق وفقدان السمع، وفقدان البصر، ومنها ما يسبب الوفاة.

وتعتبر الآثار النفسية للعنف أشد ضررًا وأذىً على الطفل من الأضرار الجسدية على المدى البعيد، إذ تظهر على سلوكه وشخصيته، فقد يصبح عدوانيًا في حياته مع الجميع، وقد يدمن التدخين والمخدرات، وقد يصاب بالاكتئاب وينعزل عن المجتمع.

أسباب ومبررات استخدام العنف مع الأطفال

لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف مع الأطفال، فالعنف لا يمثل حلًا لمشكلة، وبما أن الطفل يعيش في وسط اجتماعي لا يمكن أن تكون الأسباب من طرف واحد أو جهة واحدة، فمنها ما يتعلق بالوالدين ومنها ما يتعلق بالطفل ومنها ما يتعلق بالمجتمع.

الأسباب المرتبطة بالطفل

قد يكون الطفل مستفزًا للوالدين بتصرفاته، كأن يكون لحوحًا، أو كثير البكاء، أو كثير الحركة، أو يكون طفلًا مدللًا يتصرف كما يحلو له، أو طفلًا لديه ضعف بالقدرات العقلية فيتصرف دون وعي ويحطم الأشياء.

الأسباب التي تتعلق بالوالدين

  • قد يكون الطفل غير مرغوبٍ به من قبل والديه أو أحدهما، فقد يكون جاء دون تخطيط مسبق، أو أن جنسه مخالف لما كانا يريدانه.
  • جهل الوالدين بخصائص مراحل النمو عند الأطفال. مثال: عناد طفل ما قبل المدرسة طبيعي لأن الطفل يحاول أن يثبت ذاته.
  • إيمان بعض الآباء والأمهات بأن الضرب هو أفضل وسائل التربية.
  • عدم قدرة الأب على تأمين احتياجات أسرته يدفعه لإيذائهم كرد فعل عن شعوره بالعجز.
  • عدم قدرة بعض الآباء على السيطرة على غضبهم فينهالون بالضرب على أولادهم دون وعي.
  • صغر سن الوالدين وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية.

عوامل ترتبط بالأسرة

  • شيوع العنف بين الكبار الذين يشكلون نموذجًا يقلده الصغار، ما يجعله سلوكًا مألوفًا.
  • كثرة عدد الأفراد في الأسرة، يؤدي إلى كثرة المشكلات، واستخدام العنف.
  • سيطرة مفاهيم رجعية نتيجة الجهل، كمفهوم “الرجولة”، وأن الرجل هو من يضرب زوجته، الأخ يضرب أخته… وهكذا.
  • الألعاب الإلكترونية العنيفة ورؤية المشاهد العنيفة على التلفاز تؤدي إلى الشعور بأن العنف سلوك عادي ومقبول.

عوامل تتعلق بالبيئة المحيطة

  • إن الوضع المادي المتردي، وارتفاع نسبة البطالة، قد يدفع الفرد لاستخدام العنف كوسيلة للتعبير عن مشاعر الإحباط والعجز.
  • انتشار المخدرات والكحول في المجتمع وسهولة تداولها يدفع البعض لتناوله للتخفيف من معاناتهم وعدم القدرة على التكيف، ما يزيد الأمر سوءًا ويزيد من انتشار العنف.
  • تقبل أفراد المجتمع للعنف البدني، وعدم مواجهته كمشكلة، يؤدي إلى قبوله كأسلوب لحل المشكلات، مما يزيد من انتشاره.
  • تدني المستوى التعليمي والاجتماعي والثقافي يلعب دورًا كبيرًا في كثرة استخدام العنف.

العنف مع الأطفال ذوي الحاجات الخاصة

يلجأ الكثير من المربين إلى استخدام العنف في تدريب وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد يكون الطفل لديه إعاقة عقلية وغير قادر على أن يستوعب الكلام أو يفهم سبب الضرب فيعود ويكرر ذلك السلوك.

من هنا يجب أن تستشير الأسرة اختصاصيين في طرق التعامل مع هؤلاء الأطفال دون استعمال العنف.

عوامل وقائية لمنع استخدام العنف

هناك عوامل تزيد من استخدام العنف، وعوامل تخفف منه كـ:

  • الترابط الأسري، وشيوع الحب والعطف بين أفراد الأسرة، وعدم التمييز بين الأطفال، وتأكيد وجود كل عضو فيها.
  • عدم السماح للأبناء بمخالطة الأطفال العنيفين.
  • عدم السماح للأبناء بمشاهدة أفلام العنف، واللعب بالألعاب العنيفة.
  • قيام الوالدين بمسؤوليتهما وتوفير الحب والاحترام والرعاية لأبنائهم حتى في أوقات العقاب، خصوصًا في السنوات الأولى من حياتهم.
  • اتباع الوالدين أسلوب تربية بعيدًا عن العنف يعتمد على شرح ما فعله الطفل من خطأ سلوكي وتوجيهه للسلوك الصحيح.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة