قافلة الهلال الأحمر تعمّق الخلاف بين روسيا وأمريكا

camera iconوزيرا خارجية أمريكا وروسيا، جون كيري وسيرغي لافروف (إنترنت)

tag icon ع ع ع

يومان على قصف الطائرات الحربية لقافلة المساعدات في ريف حلب الغربي، ولا تزال التنديدات من قبل مسؤولين أمريكيين وأوروبيين لعملية القصف وتوجيه أصابع الاتهام إلى روسيا.

وأسفر قصف جوي مساء الاثنين، 19 أيلول، عن مقتل مدير الهلال الأحمر في حلب، عمر بركات، وإحراق القافلة التي كانت متجهةً إلى أحياء حلب المحاصرة.

واشنطن: الروس قصفوا

الإدارة الأمريكية حملت روسيا المسؤولية عن قصف القافلة، وأعربت عن غضبها في ظل نفي موسكو لهذه الاتهامات بشكل قاطع.

وكالة “رويترز” نقلت عن مسؤولين أمريكيين اليوم، الاربعاء 21 أيلول، قولهم إن “طائرتين روسيتين من طراز “سوخوي-24″ حلقتا فوق القافلة في نفس الوقت الذي تعرضت فيه للقصف، وذلك بناء على معلومات للمخابرات الأمريكية دفعتهما لاستنتاج مسؤولية روسيا عن الهجوم”.

نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، بن رودس، حمل أمس روسيا مسؤولية حادثة القصف، معتبرًا إياها “مأساة إنسانية هائلة”.

وعقب عملية القصف أعربت أمريكا على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، جون كيربي، عن غضبها من استهداف القافلة، مؤكدةً أن واشنطن ستعيد تقييم التعاون المستقبلي مع روسيا.

موسكو: لا يوجد دلائل

من جانبها نفت وزارة الخارجية الروسية ذلك التأكيد واعتبرت أن الإدارة الأمريكية “لا تملك حقائق” لدعم زعمها، والغاية من التصريحات الأمريكية صرف الانتباه عن خطأ التحالف الدولي بقصف مواقع تابعة للنظام السوري بدير الزور قبل أيام.

كما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العسكريين الروسي في سوريا أصدروا بيانًا، وقالوا إن “الطيران لم يعمل هناك، والطيران السوري لم يكن قادرًا على العمل لأن قصف القافلة جرى ليلًا، والطائرات السورية لا تحلق في هذا الوقت، لأنها لا تملك مثل هذه الإمكانيات”.

المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أكد أن موسكو درست بدقة شريط الفيديو الذي نشره “النشطاء” من مكان الحادث، مشيرًا إلى عدم وجود ما يدل على إصابة قافلة الشاحنات بأية قذائف حربية.

وأعتبر أنه لا يوجد أي حفر في المكان ولا أي إصابات في هياكل الشاحنات أو تناثرها إلى قطع نتيجة موجات انفجارات القنابل الجوية، “فكل ما عرض في الفيديو كان نتيجة مباشرة لحريق بدأ وبشكل غريب في وقت واحد مع  بدء الهجوم الشامل للمسلحين في حلب”.

ويبدو أن قصف القافلات ساهم في تعميق الخلافات بين موسكو وواشنطن، التي كانت سائدة بين البلدين في الفترة الماضية عقب انهيار اتفاقهما الذي أبرمه وزيرا خارجية البلدين، الأسبوع الماضي، وتبادل الاتهامات بينهما حول مسؤولة كل طرف عن خرق الاتفاق.

الشرخ يزداد

وكان الخلاف ظهر جليًا عقب قصف طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكا لمواقع تابعة للنظام السوري، ومقتل نحو 80 عنصرًا، وإفادة تقارير أن من بين القتلى جنود روس.

وشهدت جلسة مجلس الأمن التي عقدت عقب عملية القصف تلاسنًا وتراشقًا كلاميًا بين مندوبي البلدين، واتهامات متبادلة بين المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، ونظيرته الأمريكية سامنثا باور حول انتهاك الاتفاق في سوريا.

الأمم المتحدة بدورها قالت إنها غير قادرة على تحديد ما إذا كانت قافلة المساعدات الإنسانية قرب مدينة حلب قد تعرضت لقصف أو هجوم مسلح، وعدّلت عبارة “ضربات جوية” في بيانها مستخدمةً كلمة هجوم” غير محدد.

وصعدت روسيا والنظام السوري من قصفهما لمناطق المعارضة، وآخرها استهداف بلدة خان طومان في ريف حلب فجر اليوم، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا من الكوادر الطبية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة