معاندة المستحيل في حمص

tag icon ع ع ع

أمير أبو البراء – حمص

بينما انشغل السوريون والعالم أجمع خلال الأيام العشرة الماضية باستهداف النظام للغوطة الدمشقية بمواد كيميائية، نظرًا لما حمله من خطورة بالغة على السوريين، كانت معاناة الجيش الحر في حمص المحاصرة تتزايد بسبب استمرار الحملة التي يشنها النظام عليها، بعد أن سيطر على حي الخالدية، مما أدى لزيادة كبيرة نسبيًا في عدد شهداء وجرحى الجيش الحر، وتحديات خطيرة يواجهها مقاتلوه.
لم يستطع عناصر الجيش الحر البقاء في ما تبقى من حي الخالدية، وهي المنطقة الموازية لحيي جورة الشياح والقصور والممتدة من جامع خالد بن الوليد مرورًا باتجاه الشمال إلى المطاحن حتى مساكن المعلمين، ما دفعه إلى الانسحاب منها لعدم توفر العدد الكافي من المقاتلين.
هذا الأمر أعطى النظام فرصة السيطرة على أبنية تشرف بشكل ممتاز على أجزاء من أحياء القصور وجورة الشياح والقرابيص، وعلى الطرق الواصلة بينها، والتي يتحرك خلالها عناصر «الحر»، وقد تمركز قناصة النظام في الأبنية العالية في حي الخالدية ليستهدفوا عناصر «الحر» أثناء تحركاتهم ما أدى سقوط عدد منهم بنيران القناصة.
وقد شهد الأسبوع الماضي سقوط ثمانية شهداء وسبعة جرحى خلال محاولة مقاتلي الجيش الحر التقدم في أول أيام الأسبوع، وذلك عندما اصطدموا بإحدى نقاط حي القصور بقوات الأسد واضطروا للتراجع إلى مواقعهم. وفي وقت لاحق من نفس اليوم، سقط ثلاثة مقاتلين وجرح آخرون أثناء محاولة للتقدم عبر بساتين القرابيص لإعادة فتح طريق الإمداد، بعد أن استطاع النظام في وقت سابق السيطرة عليه، لكن «الحر «لم ينجح في محاولة تسلله هذه.
يعتبر سقوط مثل هذه العدد في صفوف الجيش الحر في حمص، أمر يصعب تداركه، فعناصر الحر المتواجدون داخل المدينة المحاصرة محدودون، وﻻ يمكن إمدادهم بمقاتلين جدد، نظرًا لشدة الحصار الذي يفرضه النظام، وهذا ما يؤدي إلى إرباك وإضعاف الجبهات، وربما لسقوطها ببطء في وقت لاحق.
إضافة لذلك، فإن العدد الكبير من الجرحى في صفوف «الحر» يعتبر أيضًا من التحديات الكبيرة في حمص، فالحصار المفروض منع دخول الأدوية والمعدات الطبية منذ فترة طويلة، ما جعل مداواة الإصابات البسيطة والمتوسطة أمرًا صعبًا، أما الإصابات الحرجة فلا أمل بمعالجتها وﻻ يمكن إخراج هؤﻻء الجرحى لتلقي العلاج اللازم خارج المدينة، كما أن مجرد إصابة أحد المقاتلين فهذا يعني عجزه عن العودة للقتال في الجبهات التي تحتاج كل فرد من «الحر» للوقوف في وجه قوات النظام التي تحاول يوميًا التقدم في جبهات حمص المحاصرة.

بعد قطع طرق الإمداد العسكري والبشري، وازدياد الحصار الذي يعاني منه الجيش الحر داخل مدينة حمص شراسة، وضمور المناطق التي يستطيع الحر التحرك والمقاومة فيها، لم يعد هنالك مجال لمقاتليه، كما يعبر كثيرون، إﻻ أن يقاتلوا بكل رصاصة يملكونها وبكل مقاتل يستطيع حمل السلاح بعد أن سدت في وجهوهم كل الطرق والوسائل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة