معمل الدفاع 790 في السفيرة

tag icon ع ع ع

محمد صافي – حماه

تبعد السفيرة 20 كم شمال مدينة حلب، ويتموضع معمل الدفاع 790، أكبر معامل مؤسسة الدفاع في سوريا، في القسم الجنوبي الغربي منها، على سفح جبلين تتمركز على قمة كل منهما كتيبة للدفاع الجوي مهمتها حماية المعمل والبحوث السرية التي تجرى فيه. حاليًا، بعد سيطرة الجيش الحر على الفوج 46. ويعتبر المعمل أهم من أي ثكنة عسكرية أو مطار عسكري أو مدني في الشمال السوري، فهو مصدر الإمداد العسكري الأول للنظام في محافظة حلب والمنطقة.
يقوم المعمل بتصنيع قذائف الهاون 82، والهاون 120، والمدفعية 130 ميدانية، وقذائف دبابات ومدافع 57، بالإضافة إلى الطلقات بكافة أنواعها. ويوجد داخل المعمل مبنى لتصنيع أسطوانات الغاز الفارغة، ومبنى لتصنيع الأقنعة الواقية من الغازات السامة. وهناك مبانٍ للأسلحة الكيماوية لا يسمح إلا للأشخاص الموثوقين ذوي الرتب العالية بالاقتراب منها. كما يوجد مخازن للأسلحة تسمى مخازن ال400، وتؤكد المخابرات الألمانية (بي إن دي) التي تراقب المعمل بالأقمار الصناعية، أن أكبر كمية من غاز (vx) والسارين موجودة هناك.
حراسة المعمل مكونة من 200 عنصر ثابت و100 من المتناوبين يتوزعون في مفارز أهمها مفرزة الباب الرئيسي، وهي مسؤولة عن المدخل ولها 3 نقاط حراسة أضعفها نقطة تسمى (التوسع) بسبب اتصالها المباشر بالجبل المحيط بالمعمل .
وفي مقابلة مع «أبو زيد»، أحد العاملين السابقين في المعمل والذي تمت إقالته من عمله عام 2001، حدثنا عن الإنتاج في المعمل حيث كل نوع مما ذكرناه سابقًا خط إنتاج يمتد على عدة مبان ويحتوي على 20 مخرطة CNC، تنتج كل واحدة منها قذيفة كل 3 دقائق سواءًً قذيفة دبابة أو هاون أو مدفعية.
المعمل، الذي يشكل الخبراء الروس 30% من العاملين فيه، يعمل 24 ساعة متواصلة بنظام عسكري صارم والأقسام مفصولة عن بعضها بنظام أمني شديد؛ إذ يسمح التجول داخل المبنى الواحد، بينما يمنع التجول بين أقسام الخط نفسه. وأضاف أحد أصدقاء «أبو زيد» والذي ما زال يعمل داخل المعمل إلى الآن، أنه مع اندلاع الثورة في ريف حلب قام النظام بنقل العديد من المعدات المهمة إلى مناطق في الساحل السوري.
بعد أشهر من حصار منطقة المعامل، وبعد تدمير عدة أرتال ضخمة أرسلها النظام لفك هذا الحصار، يطبق الجيش الحر اليوم على المعمل ويعزله بشكل كامل؛ فقد نجحت بعض الكتائب منذ أيام بتحرير قرية خناصر التي كانت تعد الرئة الوحيدة للمعمل الذي شارك بالقصف على أغلب قرى ريف حلب مستخدمًا قوة تدميرية كبيرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة