اختطاف في وضح النهار.. رعب وتجارة أعضاء في حماة

أرشيفية- حي الدباغة في مدينة حماة (عنب بلدي)

camera iconأرشيفية- حي الدباغة في مدينة حماة (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تجوب سيارة “فان” بيضاء شوارع حماة، وتختطف مدنيين في وضح النهار، دون رقيب أو ملاحقة أمنية، في ظاهرة تشهدها المدينة منذ أسابيع، لتضفي أجواءً من الرعب والقلق على مصير المخطوفين، أو حتى الأهالي ممن باتوا يخشون مصيرًا مشابهًا.

مصادر متطابقة أكدت لعنب بلدي أن “الفان” الأبيض بات معروفًا لدى أهالي المدينة، ورصد شهود عيان حالات اختطاف من عدة أحياء، يقف مسلحو هذه السيارة وراءها، لتتعدى حالات الاختطاف عشرة أشخاص في غضون شهر واحد.

قبل نحو أسبوع، وجدت جثة مقطعة الأوصال، ومسروقة الأعضاء، في أحد الأحياء على أطراف المدينة، ما جعل أهالي حماة يرجّحون وقوف “العصابة” ذاتها وراء العملية.

“إنها تجارة أعضاء بكل تأكيد”، يقول براء الحموي، الناشط الإغاثي في حماة، إذ وقف على حالة اختطاف لأم وطفلها قبل أسبوعين، لكنهما استطاعا الفرار من خاطفيهما بصعوبة، بعد أن وضعا في غرفة بمنطقة نائية، كانت الغرفة المجاورة تحتوي جثثًا في براد كبير.

عند مرور الطفل مع والده، لاحقًا، بالقرب من قيادة الموقع في حي الدباغة وسط حماة، أصيب الطفل بحالة هلع وخوف، وأكد لوالده أن أحد عناصر الموقع، والذين ينتمون لفرع “الأمن العسكري”، ينتمي إلى العصابة الخاطفة.

وأكد براء لعنب بلدي أنه وثق حالة اختطاف شابة بالقرب من موقف الشمالية في حي الحاضر قبل نحو شهر، واختطافًا مماثلًا في حي الأربعين لفتاة أخرى، كما لا تزال الدكتورة ناهد باشوري مختطفة من قبل جهة مجهولة منذ عشرة أيام.

ورجّح محمد أبو عمر، مالك أحد المحلات التجارية في حماة، أن تكون عصابة “علي الشلي” وراء حوادث الاختطاف، لتكون بابًا لتجارة أعضاء بشرية، تلقى رواجًا واسعًا في سوريا، في ظل الواقع الأمني وانتشار الميليشيات الطائفية بشكل كبير.

علي الشلي، من منطقة مصياف، يقود ميليشيا يفوق عددها 1000 عنصر، ويتبع للمخابرات الجوية، شارك في معارك النظام في ريفي حماة وحلب، وذاع صيته جراء حوادث قتل واختطاف على طريق مصياف وطريق السلمية، لتؤكد مصادر معارضة وقوفه وراءها.

وأوضح أبو عمر لعنب بلدي أن الأمن الجنائي في حماة سبق وألقى القبض على “خلية” تعمل على بيع الأعضاء البشرية بين سوريا ولبنان، منوهًا إلى أن انتشار هذه الظاهرة أضفى أجواءً من الرعب في المدينة التي تؤوي نحو مليوني مواطن ونازح.

تخضع حماة لسيطرة النظام السوري، وتعدّ حاليًا ثاني أكبر المدن من ناحية الكثافة السكانية بعد دمشق، إثر نزوح آلاف الأهالي من محافظات حلب وإدلب وحمص والرقة ودير الزور، إلى جانب سكان بلدات الريف الشمالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة