tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 81 – الأحد 8-9-2013
9
منذ ساعات الصباح الأولى تتجمع نسوة، بالعشرات، أمام الهلال الأحمر في منطقة الميدان في دمشق، يتوزعن على الرصيف في انتظار موظف الباب الذي يفتح بوابة المركز عند الثامنة صباحًا ليقوم بتسجيل الأرقام والأسماء قبل أن يدخلهن إلى الساحة الداخلية للبناء لتبدأ مشقة الانتظار الجديدة.
أم بشار، سيدة في عقدها الخامس، نازحة من داريا، تقول لعنب بلدي أنها تعاني من آلام في الظهر، وتضطر لتحمل الوقوف لساعات تحت أشعة الشمس لتحصل على «بطاقة علاج مجاني».
تترقب أم بشار الدور وتنتظر أن ينادى رقمها الذي تجاوز المئة، وبعد ساعات من الانتظار تدخل عيادة الطبيب المختص فتتلقى العلاج ثم تصرف لها الوصفة الطبية من المركز. تتابع قائلة: «لا توجد جميع الأدوية بالمركز في بعض الأحيان، ولا أستطيع شراءها من الصيدلية بسبب غلاء الأدوية بالصيدلية»
ويبدو أن ارتفاع الأسعار هو ما دفع بالكثير من النازحات من أرياف دمشق المشتعلة، للتدفق إلى المركز رغم مشقة الوصول والانتظار طويلًا بغية الحصول على العلاج والدواء المجاني، لاسيما بعد صدور قرار وزارة الصحة، بداية شهر تموز من العام الحالي، برفع الأسعار بنسبة 50% للأدوية التي سعرها مئة ليرة وما دون ، وبنسبة 25% للأدوية التي يتجاوز سعرها مئة ليرة.

أم أنس، أم لأربعة أطفال، نزحت من الحجر الأسود دون زوجها الذي بقي بالمدينة مع الثوار، تقول وقد بدت عليها آثار التعب من ملاحقة أطفالها في الشارع: «لا أستطيع دفع أجور العلاج والدواء بسبب غلاء أجرة الطبيب في العيادات الخارجية». لكن يبقى الدافع الأكبر لقدومها إلى مركز الهلال الأحمر هو تحول المستشفيات الحكومية والمستوصفات إلى أماكن لعلاج «الشبيحة» ومراكز تجمع لهم، على حد تعبيرها.
وقد صرح طبيب بالهلال الأحمر، بعد أن رفض رئيس المركز الإدلاء بتصريح لمراسلة عنب بلدي، قائلا: «الجميع يحصل على العلاج، وتوجد في المركز كافة الاختصاصات بحيث يستطيع المريض العلاج والحصول على الدواء مجانًا، كما يوجد دوامان، صباحي ومسائي، لكن هناك بعض الصعوبات أبرزها عدم توفر بعض الأدوية، وذلك بسبب إغلاق بعض الشركات الدوائية معاملها، أو صعوبة إيصال الدواء منها إلى المراكز الطبية».
ينتهي يوم النساء بإغلاق باب المركز، دون أن يحصل بعضهن على الدواء والعلاج. تقول رانيا بعد انتظار طال ساعات: «لم يصل الطبيب المختص بسبب صعوبة المواصلات وإغلاق الطرق، مجبورة ارجع تاني يوم» لتبدأ رحلة انتظار جديدة على أبواب الهلال الأحمر.

مقالات متعلقة