بين أزيز المعارك وأجراس الميلاد.. من يضيء للسوريين عامهم الجديد؟

فعاليات الاحتفالات بعيد الميلاد في العاصمة دمشق- الجمعة 23 كانون الأول (فيس بوك)

camera iconفعاليات الاحتفالات بعيد الميلاد في العاصمة دمشق- الجمعة 23 كانون الأول (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

يستعد مسيحيو سوريا لتجهيز مراسيم الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، من إعداد الحلويات إلى تعليق الأجراس، وتغليف الهدايا في عدة محافظات سورية.

في دمشق، شارك “فريق اليافعين التطوعي” مع “جمعية ساعد”، بإعداد “صواني” الحلويات استعدادًا للاحتفال بعيد الميلاد، ووزع “فريق شباب دمشق التطوعي” هدايا “قرطاسية مدرسية” للأطفال، أيضًا بالتعاون مع “ساعد”.

ونشر رئيس إدارة “جمعية ساعد” عصام حبال، في صفحته الشخصية عبر “فيس بوك”، صورًا لنشاطات أعضاء الجمعية، وهم يقومون بتوزيع الهدايا وصنع الحلويات، وغزلان عربة الهدايا التي تحمل “بابا نويل” ومفاجآته للأطفال.

وبثت قناة “الميادين”، الموالية للنظام، السبت 24 كانون الأول، فيديو لسوريين في حلب، قالوا “وأخيرًا المدينة خالية من الإرهاب بعد سنوات من الانتظار”، يحتفلون بعيد الميلاد في حلب، إلا أن على الضفة المجاورة في سوريا، آلاف العوائل المهجرة مؤخرًا من منازلهم، ولم يلقوا حتى اللحظة، متسعًا من الفرح، أو حتى الآمان.

وإذا ما نزل المواطن لشراء طعام أو ثياب أو هدايا، فلن يرى إلا “العجقة”، التي شكلها المواطنون عقب نزولهم للأسواق، للنظر والمعاينة لا للشراء، إذ شهدت الأسواق ارتفاع الأسعار على كافة الأصعدة، مع اقتراب عيد الميلاد كما حدث من قبل.

امتنعت العديد من العوائل المسيحية عن وضع شجرة الميلاد أو الاحتفال بهذه المناسبة، تعبيرًا عن حزنهم لفراق أبنائهم من ضحايا الحرب أو المهاجرين إلى الخارج.

واختلفت مشاعر الناس، أمل منهم أن تكون سنة جديدة تحمل الخير لسوريا وأبنائها، وآخرين اكتفوا باستعادة شريط ذكرياتهم بليالٍ سعيدة مرت قبل الثورة، اعتادوا أن يحتفلوا بها.

ولطالما ارتبطت هذه المناسبة بالأضواء والأجراس المعلقة، وبأنوار تشع بكل مكان ليلة عيد الميلاد، إلا أنهم الآن يتمنون بعض الدعم من حكومة النظام، بالضوء والكهرباء، يستقبلون بها العام الجديد.

في ظل هذه التجهيزات، وخاصة الباهظة منها، عوائل سورية لم تجد حتى الآن مكانًا يؤويها، أو ملابسًا تكسوها، أو حتى طعامًا يبقيها حية، لتستقبل مع البقية، السنة الجديدة.

وتشهد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سيلًا من صور الاستعدادات، التي التقطتها عدسات أجهزتهم الذكية، والتي لم تصور المشرّدين ممن يفترشون حدائق دمشق، ولم تصوّر عتمة شوارعها مع غياب الكهرباء بشكل كبير.

يخرج السوريون مع آخر أيام 2016 بحكايا حزينة ومآس، ربما لن تمحيها أيام العام القادم، ميلاد لسنة جديدة، يأمل العالم أن تكون معها ولادة السلام في سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة