لكلّ مجتهد نصيب

2016 عام المفاجآت في كرة القدم

tag icon ع ع ع

انتهى عام 2016 مخلفًا موسمًا رياضيًا مميزًا، مليئًا بالمفاجآت الكروية التي لم يسبق لها أن تكررت بهذا الكم في عام واحد، يقاس ذلك بحجم المتعة التي ساقها للجماهير الرياضية، والألقاب والأوسمة التي وزعت، إذ يبدو أن 2016 أعاد ترتيب أوراق قواعد لعبة كرة القدم، وغيّر قوانينها فلكل مجتهد نصيب، وليس دائمًا الغلبة لصاحب الاسم والشهرة.

أسماء لمعت على مستواها الشخصي، وأندية ومنتخبات صنعت المجد في عام اعتبرته المعجزة بالنسبة لها، وأخرى تعثرت في أسوأ موسم رياضي على الإطلاق، بينما سجلت على لائحة البطولات الكبرى أسماء جديدة لم تكن لتدخل عالم الكبار قبله.

وقد أثبت العام أن الاجتهاد الفردي في كرة القدم مسموح، والكل له الحق في الطموح والسعي نحو المجد.

تبدأ حكاية 2016 من:

ليستر سيتي ظاهرة العام في البريميرليغ

ولد نادي ليستر سيتي الإنكليزي في 2016. في الحقيقة يختلف تاريخ ولادته عن تاريخ تأسيسه الذي يعود لعام 1884، لكن الجماهير الإنكليزية اعتبرت ولادة النادي يوم حقق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم الفائت، الإنجاز الذي لم يسبق للنادي تحقيقه في تاريخه.

البريميرليغ لا يعني الفوز في مباراة واحدة، أو ذهاب وإياب، ولكنه نتيجة عمل دؤوب وإيجاد الحلول الدائمة والبدلاء المناسبين في جميع المباريات، هذا كله تمكن من تحقيقه فريق ليستر للوصول إلى اللقب، بعد أن كان يكافح في الموسم السابق من أجل البقاء في دوري الأضواء.

البرتغال كتبت المجد أخيرًا

وأخيرًا حمل عام 2016 الإنجاز للمنتخب البرتغالي، بعد تمكنه من تحقيق لقب اليورو. ورغم عدم إقناع البرتغاليين للمحللين والجماهير بداية المنافسات الأوروبية، ولكنهم تمكنوا بحسب نظام المسابقة الجديد من الوصول إلى الأدوار النهائية والتغلب على فرنسا في مباراة اللقب.

التوليفة البرتغالية التي ظل المدرب فيرناندو سانتوس يبحث عنها طيلة مراحل البطولة، دون أن يجد إليها سبيلًا، وجدها أخيرًا بفضل كريستيانو وسانشيس في الأدوار النهائية، بعد أن أوصلهم الحظ إليها، ويحقق برازيل أوروبا اللقب الأول في تاريخهم بعد أن كانوا خارج دائرة التوقعات.

الأرجنتين وعقدة تشيلي

بدورها عادت الأرجنتين بقيادة ميسي لتقع بفخ تشيلي في كوبا أمريكا، الأمر الذي لم يتوقعه أشد المتشائمين من جمهور المنتخب الأرجنتيني، الذين اعتبروا أن ما حصل في النسخة السابقة من كأس كوبا أمريكا (الخسارة أمام تشيلي في النهائي) أمرٌ لا يمكن له أن يتحقق مرة أخرى وأن فوز التشيلي كان محض صدفة.

ولكن تشيلي تمكنت مرة أخرى من تحطيم أسطورة الأرجنتينيين، وأسقطتهم في المباراة النهائية في الولايات المتحدة، والتي كانت كالصاعقة على لاعبي وجماهير ميسي ورفاقه.

وأعلن ميسي اعتزاله عقب انتهاء البطولة، لأنه أضاع إحدى ضربات الجزاء التي كانت سببًا بالخسارة، ولكنه عدل عن ذلك للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم 2018.

البرازيل حفظت ماء وجهها

غاب المنتخب البرازيلي عن المنافسات منذ فترة طويلة، ويبدو جليًا لجماهير اللعبة الغياب التام لأسطورة السامبا التي عرفتها كرة القدم، وكلمة البرازيل التي لا يعلو فوق كعبها أي منتخب آخر.

لكن البرازيل عادت من الباب الضيق في عام 2016، عندما تمكن نيمار ورفاقه من تحقيق الميدالية الذهبية في كرة القدم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بعد أن غاب اللقب عن تاريخ البرازيليين.

ويحسب الإنجاز للجيل الحالي لراقصي السامبا حيث استعصت البطولة على جميع الأجيال التي مرت على المنتخب البرازيلي.

فريق للّاجئين

وللمرة الأولى في التاريخ، تحسب للفيفا مشاركة فريق للاجئين في دورة الألعاب الأولمبية، إذ شهدت الدورة الفائتة في ريو مشاركة مميزة لفريق اللاجئين في العديد من ألعاب القوى.

وضم الفريق رياضيين من سوريا والسودان والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا.

لايبزيغ في ألمانيا ونيس في فرنسا

قبل أن تغيب شمس 2016 انتقلت ظاهرة ليستر بالعدوى إلى ألمانيا وفرنسا، فنجح لايبزيغ بأول موسم له في البوندسليغا بالحفاظ على الصدارة حتى الجولة 14 من الدوري، لكنه تلقى هزيمتين بآخر ثلاث جولات وتراجع للمركز الثاني بإنجاز أيضاً لا يمكن التقليل منه.

أما نيس بفرنسا فمع بعض التعاقدات والتغييرات الطفيفة وبوجود المدرب العبقري لوسيان فافري ومهاجم مثل بالوتيلي، تمكن من تصدّر الدوري الفرنسي، أمام موناكو وسان جيرمان اللذين تصدرا مجموعتيهما بدوري الأبطال.

ذهبية كريستيانو

بعد أن بدأ الموسم بمستوى ليس مقنعًا مع ريال مدريد، ووجهت له العديد من الانتقادات التي أفادت بأنه انتهى، وأنه لاعب فنتازيا فقط، ولا يمكن مقارنته بغيره من اللاعبين أمثال الأسطورة رونالدو أو ميسي.

تمكن كريستيانو من حصد لقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم متغلبًا على ميسي، ليصل للقب الرابع له، بعد حصوله عليها أعوام 2008 و2013 و2014، وكان من المتوقع حصول رونالدو على اللقب رغم التعثر في بداية الموسم، إلا أنه تمكن من تحقيق لقب الشامبيونزليغ وكأس العالم للأندية لريال مدريد، وكأس أمم أوروبا لمنتخبه البرتغال.

الجزائري محرز أفضل لاعب في إنكلترا

توج الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، ليكون بذلك أول لاعب أفريقي وعربي يفوز بهذه الجائزة وينضم إلى قائمة الأساطير التي حصلت على الجائزة من قبل مثل كيفن كيغن، وكيني دالغليش، وغاري لينيكر، وتيري هنري، وكريستيانو رونالدو، وغاريث بيل، ولويس سواريز.

وقاد محرز فريقه ليستر سيتي للحصول على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه، مسجلا 17 هدفًا لفريقه ومساهمًا في 11 هدفًا آخر بتمريراته الدقيقة ومراوغاته القاتلة.

كما منحت الصحافة الجزائرية محرز جائزة أفضل لاعب جزائري، وهي الجائزة التي تمنح لأفضل اللاعبين الجزائريين في الدوري المحلي أو في الخارج.

عموري اللاعب رقم 1 في آسيا

فاز الإماراتي عمر عبد الرحمن (عموري) بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2016، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز السنوية الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

وقدم عموري مستويات رائعة خلال هذا العام، فقاد نادي العين إلى بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا 2016.

كما يواصل التألق مع منتخب الإمارات الذي ينافس بقوة ضمن التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2018 في روسيا.

فضيحة المنشطات الروسية

كشف تقرير أن أكثر من ألف رياضي روسي، بينهم رياضيون أوليمبيون، تعاطوا منشطات ضمن برنامج أشرفت عليه الحكومة الروسية بين عامي 2011 و2015.

وجاء في التقرير، المعروف باسم تقرير مكلارين، والذي أعده فريق من المختصين لصالح الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) أن الأمر تطور من مجرد التغطية على تعاطي المنشطات بشكل فوضوي إلى مؤامرة مؤسساتية منظمة، بهدف المشاركة والحصول على ميداليات.

وصدر قرار من الاتحاد الدولي لألعاب القوى بحظر مشاركة الفرق الروسية في البطولات الدولية، بعد أن أصدرت (وادا) تقريرًا أثبت أن عددًا من العدائين الروس تناولوا المنشطات أثناء المشاركة في بطولات دولية.

اسمان رحلا عن عالم الرياضة في 2016

شهد العام 2016 رحيل اثنين من الأسماء التي لن تمحى من ذاكرة الرياضة، كان لهما دورهما في الميدان الرياضي، ومازالت مدارسهما تخرّج الرياضيين حتى بعد رحيلهما.

محمد علي كلاي

توفي أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي عن 74 عامًا. حصد على أول لقب عالمي له عام 1964 عندما هزم سوني ليستون، ثم أصبح أول ملاكم يحتفظ بلقب الوزن الثقيل ثلاث مرات.

كما حصل على لقب رياضي القرن، الذي تمنحه مجلة سبورتس الأمريكية، وعلى لقب شخصية القرن الرياضية من بي بي سي.

وفضلًا عن مهاراته الفنية وبطولاته على حلبة الملاكمة، تميز علي بوصفه شخصية عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان.

يوهان كرويف

كما توفي يوهان كرويف، المهاجم الهولندي الأسطوري الذي درب نادي برشلونة لكرة القدم، عن عمر ناهز الـ 68 عامًا بعد صراع مع سرطان الرئة.

وفاز كرويف بكأس أوروبا ثلاث مرات متعاقبة مع نادي أياكس أمستردام الهولندي، كما تولى إدارة نادي برشلونة وقاده للفوز بأولى بطولاته الأوروبية عام 1992.

وفاز كرويف بالكرة الذهبية ثلاث مرات، كما ساعد منتخب بلاده في الوصول إلى نهائي كأس العالم عام 1974، التي خسرها أمام ألمانيا الغربية.

وعلى صعيد الكوارث، كان لـ 2016 منها نصيب، حيث تحطمت طائرة فريق شابيكوينسي البرازيلي، خلال رحلته للعب مباراة نهائي كأس أمريكا الجنوبية في كولومبيا.

ونجا من الطائرة ستة أشخاص فقط من أصل 81، رياضيون وإعلاميون وإداريون رافقوا الفريق في رحلته، وقرر اتحاد أمريكا الجنوبية عقب الحادثة منح كأس سود أمريكانا للنادي البرازيلي بطلب من نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، الذي كان من المقرر أن يلعب معه في النهائي.

كما تقرر إقامة مباراة ودية بين منتخبي البرازيل وكولومبيا نهاية الشهر المقبل لصالح ضحايا حادثة تحطم الطائرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة