في تحد للضغط الأمني والنفسي، العام الدراسي الجديد يبدأ في حماة

tag icon ع ع ع

محمد صافي – حماة

بدأ العام الدراسي الجديد في مدينة حماة في ظل أجواء القتل والتخريب والاعتقالات التي تسود أحياء المدينة. فبعد اجتياح المدينة عام 2011 قامت قوات الأسد بالتمركز في العديد من المدارس واتخذتها أماكن لممارساتها الأمنية من تعذيب وتخويف وإذلال لشباب حماة ورجالها، فضلاً عن حرق المدارس التي كانت قد خرجت منها العديد من المظاهرات، كمدرسة عثمان الحوراني في حي طريق حلب التي تم حرق صفوفها لمنع طلابها من تكرار التظاهر فيها، وهو ما جعل بقية مدارس المدينة تستقبل أعدادًا مضاعفة من الطلاب، فضلاً عن الطلاب من الأطفال النازحين الذي تجاوزت أعدادهم الآلاف، فأصبحت الصفوف التي كانت تستوعب 40 طالبًا يملؤها ما بين 60 إلى 70 طالبًا، ما جعل الظروف التعليمية والدراسية في غاية السوء.

تعاني مدارس المدينة أيضًا من نقص كبير في الكتب الدراسية بسبب توقف عدد من المطابع عن العمل، وبسبب العدد الهائل من الطلاب في السنة الحالية، كما انعدمت غرف المعلوماتية والمخابر والمكتبات فيها، بسبب تحويلها إلى صفوف دراسية لاستيعاب أعداد الطلاب الكبيرة، كما حولت صفوف أخرى لغرف إيواء للنازحين الذين لم تستوعبهم منازل المدينة.

«خالد» مدرس مادة الفيزياء والكيمياء في إحدى مدارس حماة، يقول أن الحالة النفسية للطلاب داخل الحصة متردية جدًا، وحالة من غياب التركيز والوعي باتت تسيطر عليهم، ويضيف: سألني طالب: ما هي مادة السارين؟ ما تركيبها؟ لماذا نستخدم الخل للتخفيف من أثرها؟ وطالب آخر: هل نستطيع أن نصنع المتفجرات من السماد؟ في إشارة من المدرس إلى التأثير الكبير للأحداث التي تمر بها البلاد على تفكير الطلاب وتركيزهم في المدرسة.

ويزيد الوضع النفسي المتردي لأهالي المدينة عمومًا، أصوات القصف من المطار التي تهز أركان المدينة يوميًا، وحالة الرعب التي يعيشها الطلاب مع تفاقم مشكلة غياب الكهرباء لتصل إلى تسع ساعات يوميًا، علاوة على مشكلة المياه التي بدأ الحمويون يعتادون على انقطاعها.

بعيدًا عن المشاكل التي يعاني الطلاب منها داخل المدارس، تبرز معاناة أهليهم من خلال تأمين اللوازم المدرسية التي ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق هذا العام، إذ أظهرت جولة في المدينة أن أسعار القرطاسية تضاعفت خمس مرات على الأقل ليصبح سعر قلم الرصاص العادي مثلًا 30 ليرة والقلم الناشف 50 ليرة ودفتر الـ 50 ورقة 125 ليرة.

يذكر أن قوات الأسد قامت منتصف تموز من العام الماضي بتفجير عبوة ناسفة في مدرسة فاطمة السقا في حي الكرامة، قضى على أثرها أربعة أطفال وجرح 12 آخرون، وتكررت الحادثة في أكثر من مدرسة دون أن تسجل إصابات. كما سقط مع بداية العام الجديد ثلاثة أطفال إثر استهدافهم على باب مدرسة بسام حمشو في حي غرب المشتل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة