تجربة جديدة إلى جانب التعليم

يافعون سوريون يدخلون عتبة عالم الصحافة في أورفة التركية

سمر عيني وذيب الخالدي أثناء الترديب على الورشات الصحفية في أورفة التركية - تشرين الأول 2016 (عنب بلدي)

camera iconسمر عيني وذيب الخالدي أثناء الترديب على الورشات الصحفية في أورفة التركية - تشرين الأول 2016 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أورفة – برهان عثمان

تجربة جديدة يخوضها يافعون سوريون في ولاية أورفة التركية، سعيًا إلى الدخول في مضمار الإعلام السوري الجديد، من خلال التدريب على كتابة المقالات الصحفية، وطرق عرض ونقل الأخبار والتواصل مع وسائل الإعلام.

تجمع سمر عيني (15 عامًا) معلوماتٍ عن تقرير تعمل عليه عن اللاجئين في أورفة، وتقول لعنب بلدي “أشعر بشيء يحفزني للكتابة عن كل شيء يمر أمامي”، معتبرةً أن دخولها عالم الكتابة الخبرية، جاء بعد الورشة “التي حركت داخلها الفضول والرغبة في دخول المجال”، وفق تعبيرها، والتي انتهت أول تشرين الأول الماضي وشملت 22 يافعًا سوريًا (بين 13 و 18عامًا).

سمر تكمل دراستها في الصف التاسع الأساسي، في مدينة أورفة، بعد خروجها من حي بستان القصر في حلب، وترى أن دخول اليافعين عالم الصحافة “يفتحُ آفاقًا جديدة تمكنهم من خلالها تفعيل قدراتهم وتطوير مهاراتهم”.

“نحاول اكتشاف آفاق لحياتنا من خلال قصص نجاح الآخرين، ومشاركتهم فرحتهم، ثم نقل تجاربهم إلى العلن”، كلماتٌ جاءت على لسان اليافعة المبتدئة، لامست شيئًا من مهام الصحفيين.

جانب آخر يضئ عليه ذيب الخالدي (15 عامًا)، من حي العرفي في دير الزور، ويرى في تدربهم المستمر على العمل الصحفي أمرًا مفيدًا، رغم صغر سنه للعمل في المجال، مردفًا لعنب بلدي “ينقصنا الكثير من المعرفة والخبرة لكننا نحاول أن نتعرف ثم نتعلم ونعمل “.

وفق رؤية ذيب، فإن تواصل اليافعين مع المجتمع من خلال الصحافة، “ضروري باعتبارنا نمثل شريحة واسعة من اللاجئين السوريين، ويجب أن نتدرب كي لا نكون مهمشين كما هو الحال في سوريا اليوم، ما يمنحنا تقنيات نستطيع من خلالها التعبير عن أنفسنا من خلال مهنة حقيقية فيها من الشغف الكثير”.

ويؤكد ذيب أن “نقل هموم السوريين ومعاناتهم، وفضح الفساد والأخطاء في محيطهم، سبب أساسي للعمل الصحفي”.

من ينظم الورشات؟

تُنظّم ورشات التدريب بالتعاون مع جمعيات ومنظمات سورية في أورفة، تُعنى بشؤون الأطفال واليافعين، ومنها شبكة “أمان سوريا”، وفريق “بناء التطوعي”، الذي تأسس قبل عام ونصف، ويقوده مجموعة من الشباب السوريين، بينما تستمر الدورات حاليًا في كل من منطقة حياة حران وتل أبيض، على أن تُنظّم أخرى قريبًا في العثمانية والريحانية، خارج حدود أورفة.

ينتظر اليافعون من يفتح لهم الأبواب ويرعى حيويتهم برحابة صدر، لتنضج تجربتهم القصيرة في عالم الخبر، وفق رنيم الديواني، إحدى المدربات في مبادئ العمل الصحفي، والتي ترى أنه رغم صغر سن المتدربين “إلا أنه من الضروري تقدير مواهبهم ومساندتهم، بعيدًا عن الدائرة الفكرية الضيقة، التي تعتبر أن العمر مقياس أساسي للاستماع إلى الشخص والاستفادة منه”.

لكن رنيم، التي تحمل شهادة في الاقتصاد، وعملت منذ بداية الثورة كناشطة إعلامية، تخشى على اليافعين من الإحباط ورفض المجتمع لهم، “الذي يرى فيهم أطفالًا ويغلق الأبواب في وجههم”، كما تقول لعنب بلدي، مؤكدة ضرورة تشجيعهم ودعمهم.

خوف من نوع آخر تحدثت عنه المدربة، ويتمثل بخشية الأهالي على أبنائهم من مشاكل وصعوبات العمل الصحفي، “وخاصة أن الأهل يحملون صورة نمطية عن الصحافة في الداخل السوري”، وفق الناشطة الإعلامية، إلا أن تلك الهواجس لا تمنع من مساعدة اليافعين ورفدهم بما يحتاجون إليه.

وبرزت أسماءٌ لأطفالٍ ويافعين سوريين، وضعوا بصمتهم في العمل الإعلامي داخل سوريا، إلا أن عملهم لم يكن مرتبطًا بمعرفة أكاديمية، بل اقتصرت مشاركتهم على نقل الأخبار والصور بعيدًا عن مهنية الصحافة.

إلا أن أولئك اليافعين يحملون أحلامًا وآمالًا “كبيرة”، كما يرى القائمون على الورشات التدريبية، واصفين عملهم في مجال الصحافة، بأنه “يمنحهم فرصة إيصال صوت السوريين بلغتهم الخاصة، بعد صقل مهاراتهم وخبراتهم التي ماتزال محدودة، إلا أنها مصحوبة بحيوية وتصميم على النهوض بالمجتمع السوري، وإعادة إعمار بلد أنهكته الحرب”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة