شوارع وعرة مليئة بالحفر

“عطاء” تُعبّد طريقًا يخدّم 50 مخيمًا في قاح

فتح طريق مخيم عطاء

camera iconفتح طريق مخيم عطاء

tag icon ع ع ع

عفاف جقمور – إدلب

بخطواتٍ متعثرة، سائرًا نحو حلمٍ ينتظره بعيدًا عن خيمته، والتي تفصله عنها حفر وأوحال، كان الطفل أحمد (10 سنوات)، يمشي يوميًا نحو مدرسته، وتقع أعلى جبل يُطل على خيمته، قاطعًا مئات الأمتار على قدميه الصغيرتين، منذ أن نزح إلى مخيمات أطمة، مطلع شباط الجاري.

طرقاتٌ وعرة وضيقة مليئة بالحفر، زادت من مشاكل النازحين في المخيم، ودفعت جمعية “عطاء” لتعبيد طريقٍ رئيسي بين المخيمات التي تديرها في المنطقة، بطول 1500 مترٍ، وعرض ستة أمتار، وقد أنهته في 9 شباط، بعد ستة أيام من العمل.

طريقٌ جديد لأحمد والنازحين

تشرف الجمعية على إدارة تسع مخيمات في المنطقة، تتوزع بين تجمعات أطمة و”الكرامة” و”لأجلكم”، وتوفر ضمنها الخدمات اللازمة للاجئين والنازحين، بينما يستفيد من فتح الطريق سكان أكثر من 50 مخيمًا في المنطقة.

وبينما أصبح إيجاد حل للطريق الموحل، مطلبًا رئيسيًا لدى الأهالي، بدأت “عطاء” عمليات فتح الطريق، الذي يُغني النازحين عن استخدام طرق فرعية أخرى أكثر وعورة، ويصل بين سبع مخيمات تديرها هناك.

حسين العلي (لوجستي في المشروع)، قال لعنب بلدي إن الضغط “الكبير” الذي واجهوه في الفترة الأخيرة، جعل قطع الطريق صعبًا، موضحًا “لم يكن للطريق الذي فتحناه مقومات، ما دعانا لفرشه بالحصى بسماكة 25 سنتيمترًا، بينما وصلت السماكة في بعض المناطق إلى 50 بسبب الحفر”.

أكثر من 20 عاملًا و25 آلية عملت في تسوية الأرض، وفق العلي، وساعد بعض النازحين وسكان أطمة في العمل، ومنهم محمد جلال طه، الذي قال لعنب بلدي إنه عمل على مدار خمسة أيام، ولساعات “طويلة”، مردفًا “أنهكنا التعب خلال العمل، ولكن النتائج كانت مرضية إلى حد كبير”.

نازحون ضمن لجانٍ لتنسيق العمل في المخيمات

توصف جمعية”عطاء” بأنها منظمة مجتمع مدني، وهي جمعية رسمية غير ربحية مسجلة في تركيا، منذ آب 2013، وتخضع للقوانين التركية المنظّمة والضابطة للعمل الإغاثي.

ونفّذت الجمعية، ومقرها اسطنبول، مشاريع إغاثية وتنموية في العديد من القطاعات الإغاثية، وتدير من خلال مكاتبها داخل سوريا مخيمات للنازحين حتى اليوم.

لم يكن اختيار المشروع عشوائيًا، وإنما سبقه مشروع آخر لتنظيم إدارة المخيمات التي ترعاها “عطاء”، إذ اختارت 45 شخصًا من النازحين، لتشكيل تسع لجان، تضم كل واحدة منها خمسة أشخاص، بينهم امرأتان، وتدربهم الجمعية على مهارات الإدارة، على أن ترفع اللجان احتياجات المخيم إليها.

وأفاد عدنان عباس، منسق المشاريع في الجمعية أن “التنسيق بدأ بين إدارة المخيمات لتحديد المواقع المستهدفة والشوارع الرئيسية لإعادة تأهيلها”.

واعتبر عباس، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن مشروعًا كهذا “من شأنه تخفيف ضغط الازدحام المروري المتشكل جراء الطرقات الضيقة، وتخفيف الحوادث، فهو مشروعٌ خدمي بالدرجة الأولى”، مؤكدًا “دربنا أعضاء اللجان على المبادئ الإنسانية والتعبئة المجتمعية، والمشاركة وإدارة المخيمات والمخاطر وتمكين المرأة”.

يؤكد محمد قوجة مدير أحد المخيمات، أن الطريق “كان سيئًا إذ اضطر النازحون لحمل المرضى بالبطانيات إلى السيارة”، لافتًا “أصبح الطريق مأهولًا اليوم، ولن أضطر إلى تصليح سيارتي، التي ذهبت بها إلى ورشة التصليح أكثر من عشر مرات خلال الأشهر الماضية”.

عشرات المشاريع أشرفت عليها “عطاء” في المخيمات خلال الفترة الماضية، ولم يكن تعبيد الطريق أولها، ومنها فرش أرض مخيم أطمة وفتح طريقٍ فيه، ويرى القائمون على المشاريع أنه يجب العمل عليها دوريًا، إذ يمكن أن تؤسس على تلك الطرقات محال تجارية “تغير معالم الحياة في المخيم بشكل كامل”.

يعبّر أحمد، في حديثٍه لعنب بلدي، عن سعادته بفتح الطريق، الذي سيمكنه من الذهاب والعودة من وإلى مدرسته بشكل أسهل، خاتمًا حديثه “الآن أستطيع أن أمشي على الطريق دون أن تتسخ قدماي وثيابي”.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة