بعد حربي الخليج والعراق.. سوريا مسرح جديد لليورانيوم الأمريكي

camera iconباقايا ناقلات نفط لتنظيم "الدولة الإسلامية" (إنترنت)

tag icon ع ع ع

ما تزال تقارير المنظّمات الدولية، واللجان الصحية تحذّر من آثار اليورانيوم المنضّب الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بداية التسعينات من القرن الماضي.

لحق ذلك آلاف الغارات الكيماوية التي رافقت الدخول الأمريكي إلى العراق عام 2003، الأمر الذي خلّف آثارًا بيئية تسببت بولادة مئات الأجنة المشوّهة، وزيادة حالات الإصابة بمرض السرطان.

اليورانيوم الأمريكي، عاد إلى المنطقة، غير بعيدٍ عن العراق، حيث ضرب الأراضي السورية في المنطقة الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، بتأكيدات من مسؤولين أمريكيين.

ونشرت مجلّة “فورين بوليسي” الأمريكية، أمس الثلاثاء 14 شباط، تقريرًا قالت فيه إنّ الجيش الأمريكي استعان باليورانيوم المنضب في غارات استهدفت شاحنات تنقل الوقود في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا نهاية عام 2015.

مدنيون ضمن الضحايا

ونقلت قناة “روسيا اليوم” أمس، عن المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، الرائد جوش تاكيتس، أنّ الولايات المتحدة استخدمت 5265 ذخيرة محتوية على اليورانيوم المنضب، عندما استهدفت تنظيم “الدولة” في عمليتين منفصلتين في تشرين الثاني عام 2015.

وأدى ذلك لتدمير ذخائر ومقتل عناصر للتنظيم، بحسب الرائد الأمريكي.

وأوضح تاكيتس أن “خليطًا يتكون من ذخائر حارقة وخارقة للدروع ومن قذائف شديدة الانفجار، تم استخدامه لضمان الاحتمال الأكبر لتدمير أسطول الشاحنات الذي استخدمه تنظيم داعش لنقل نفطه غير الشرعي”.

ما يزيد عن 350 ناقلة نفط تمّ تدميرها خلال الهجوم، ورغم أنه تسبب في الضغط على اقتصاد التنظيم، إلّا أنّ سائقي هذه الشاحنات غالبًا يكونون من المدنيين، الذين يجبرون على العمل لصالح التنظيم أو لصالح قوىً أخرى في المنطقة.

أضرار صحّية على المدى البعيد

بعد حرب الخليج الأولى التي استخدمت الولايات المتحدة خلالها آلاف الصواريخ المحملة بقذائف اليورانيوم، أظهرت الدراسات الطبية أنّ معدلات الإصابة بالسرطان في العراق زادت إلى 16 ضعف بعد عام 1991.

وخلال الفترة الفاصلة بين حرب الخليج وحرب العراق، سجل أطباء عراقيون تزايدًا ملحوظًا في أعداد الأطفال المصابين بالعيوب الولادية، ما دفعهم إلى التأكيد أنها ناتجة عن تلوث البيئة باليورانيوم المنضب.

كما تسببت حوادث التسرّب الإشعاعي من مفاعلات تخضيب اليورانيوم، بوفاة عشرات آلاف المدنيين في أوكرانيا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، منها سرطان الغدة الدرقية المميت.

وتترك آثار اليورانيوم المعرفة شكوكًا حول مدى تلويثها للموقع الذي تمّ ضربه في سوريا، قبل نحو عام ونصف.

إلا أنّ الأمر يبقى متعلّقًا بكمية اليورانيوم المستخدمة، والنطاق الجغرافي المتأثر، وهو ما يتطلب وجود مختصّين ولجانًا دولية يمكنها أن تدرس الآثار الصحية والبئية المترتبة على الغارات الأمريكية المذكورة.

ماهو اليورانيوم المنضّب

هو ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم في المفاعلات النووية، وهذه المادة الناتجة تطابق من الناحية الكيميائية اليورانيوم الطبيعي.

وبحسب دراسة للمهندس العراقي عماد سعد، فإنّ النظير (يورانيوم 238) غير القابل للانشطار النووي (أي لايمكن أن تصنع منه القنابل الذرية)، هو المادة المستخدمة في تصنيع حشوات رؤوس قذائف الدبابات.

التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم

تأسس التحالف عام 2003، نتيجة ظهور التداعيات الصحيين على المواطنين العراقيين بعد حرب الخليج.

وشهدت بلجيكا انطلاقته، بينما اتخذ من مدينة مانشستر في بريطانيا مقر له.

وسعى التحالف منذ تأسيسه إلى استصدار قرار دولي يحرم استخدام هذه الأسلحة ويمنع إنتاجها وبيعها ونقلها وتخزينها.

وتم طرح الموضوع على الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومنذ أول تصويت على المشروع عام 2007، وحتى تصويت عام 2014، لم تتمكن الجمعية العامة من إقراره بسبب معارضة أمريكا، بريطانيا، فرنسا وإسرائيل، وامتناع عدد من الدول عن التصويت لصالحه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة