“بنفسج” تُدرّب معلمين متطوعين في ريفي إدلب وحلب

من دورات بنفسج في ريف إدلب - شباط 2017 (عنب بلدي)

camera iconمن دورات بنفسج في ريف إدلب - شباط 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

بدأ البرنامج التعليمي في منظمة “بنفسج” دوراته في مدينة إدلب، منذ مطلع شباط الجاري، وتستمر حتى نهايته، في مناطق ريفي إدلب وحلب الغربي، مستهدفًا عددًا من المعلمين والمتطوعين في المجال التعليمي وحماية الطفل.

مدرّس اللغة العربية عصام طالب، حضر ورشتين ضمن برنامج دورات المنظمة، الأولى كانت في الإسعافات الأولية النفسية، ويقول إنها عرّفته على خبرات جديدة في التعامل مع الأطفال “خلال الأزمات بشكل خاص”.

عُرفت منظمة “بنفسج” بعملها في المجال الإغاثي والطوارئ والدعم النفسي في الشمال السوري.

تأسست المنظمة في مدينة إدلب عام 2011، على أيدي مجموعة من الشباب “الطامح لخدمة المدينة وأهلها”، وتوسعت منذ ذلك الحين ليصل عدد الكوادر العاملة فيها اليوم إلى أكثر من 350 شابًا وشابة.

والدورة الثانية التي حضرها المدرّس، وهو خريج جامعة حلب عام 2007، هي تدريب المعلمين، ويشير إلى أنها كانت غنية بالمعلومات المفيدة في طرائق التدريس، “ما سيساعدني خلال تدريسي لطلاب الثالث الثانوي”.

دورات متكررة على مدار شهر

عمر جمالو، هو أحد المدربين ضمن البرنامج، يقول لعنب بلدي إن التدريبات تسير وفق مرحلتين، الأولى حول الإسعافات النفسية الأولية وحماية الطفل، من خلال الممارسات التربوية، وتستهدف 210 متطوع ومتطوعة من العاملين في مواقع “بنفسج” التعليمية.

تشمل التدريبات 14 موقعًا تعليميًا، أبرزها “حارم، سلقين، كفرتخاريم، ملس، مخيم عائدون، مخيم قادمون، حربنوش، كللي، باتبو، والأتارب”، وجميعها تنتشر بين ريفي إدلب الغربي والشمالي وريف حلب الغربي.

المرحلة الثانية تشمل تدريبات التعليم الشامل والتدريب الأساسي للمعلمين، وفق المدرب محمد القاسم، الذي يقول إنها تستهدف 168 معلمًا ومعلمة، ضمن 24 ساعة تدريبية، تستمر على مدار ثلاثة أيام.

ويرى القاسم أن استجابة المتدربين “نقطة مهمة” فمعظم المتدربين كانوا متطوعين في مواقع المنظمة، مشيرًا “كانت الاستجابة جيدة ضمن المواقع التي انتهت الدورات فيها، وجاءت بسبب ضعف المعلمين في مجال عملهم، كوننا مشرفين على المدارس ومطلعين على تعاملهم مع الطلاب”.

دمج التلاميذ المهجرين مع المحليين

أنهت صفاء الحاجو بكر من حلب، خريجة كلية التربية، الدورتين التدريبيتين وحصلت على شهادة الحضور، وتقول لعنب بلدي إنها استفادت في كيفية التعامل مع الأطفال خلال الأزمات، وخاصة المهجرين من حلب في الفترة الأخيرة.

تُدرّس صفاء مادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية منذ خمس سنوات، لتلاميذ الصفين الخامس والسادس الابتدائي، وترى أنه من خلال الدمج مع التلاميذ المحليين ورفدهم بما ينقصهم، يمكن إعادة تأهيل التلاميذ المهجرين من حلب.

وتتحدث المعلمة عن نشاطات متنوعة ومفيدة، ونقاشات جرت لبحث المشاكل التي يتعرض لها المعلم، وكيفية التعامل الصحيح معها، وتشير “طبقنا أغلب النشاطات في مدارسنا بعد الدورة، ووجدنا فيها حلولًا واقعية تخدم العملية التعليمية ككل”.

“من المهم أن يكون المتعلم بحالة نفسية جيدة لتسهيل التعامل معه”، عبارة تقولها صفاء وترفقها بابتسامة عريضة، وتتابع حديثها “تعرفنا على معظم المشاكل النفسية التي تواجه الطفل وكيفية التعامل معها، ونسعى لتهيئة بيئة آمنة ومريحة لهم في المدرسة”.

المدرس يوسف غضب يعمل منذ خمس سنوات مع منظمة “Save the children”، تحدث إلى عنب بلدي عن نقاط أخرى غطتها التدريبات، وشملت “رفاه المعلم”، معتبرًا أن نجاح العملية التعليمية، مرتبط بشكل أساسي بدور المعلم، وقدرته على دمج الأطفال في مستوى تعليمي واحد.

“لدينا أعداد لا بأس بها من التلاميذ النازحين، ونواجه صعوبات في عملية دمجهم في الصفوف، في ظل الفروق العمرية، وانقطاع بعضهم عن العملية التعليمية لفترة طويلة”، يقول يوسف غضب، مضيفًا “هنا يكمن دور المعلم في استيعابهم ومراعاة الظروف وإيجاد الحلول المناسبة للتعامل معهم”.

مئات الأطفال من المهجرين والمنقطعين عن الدراسة، انضموا إلى زملائهم في مدارس إدلب وحلب، إلا أن معظم من حضر الدورة، يجمع على أن الأسلوب التعليمي، أهم من تلقين التلاميذ الدروس اليومية، بعيدًا عن مراعاة ما مروا به خلال فترة انقطاعهم، واختلاف البيئة التي يعيشون فيها.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة