تواصل المباحثات الدولية لإنجاح جنيف 2.. المعارضة تتمسك بثوابتها، والأسد: لا مانع من ترشحي لانتخاب الرئاسة

camera iconThe president of the Syrian National Coalition, Ahmad Jarba (Ahmad al-Assi al-Jarba) is seen at a press conference after attending the "London 11" meeting, the core group of the Friends of Syria in central London on October 22, 2013. The Syrian National Council, a key member of Jarba's Syrian National Coalition, has already said it opposes the Geneva conference and threatened to quit the umbrella opposition group if Assad's regime takes part. AFP PHOTO / POOL / SUZANNE PLUNKETT (Photo credit should read SUZANNE PLUNKETT/AFP/Getty Images)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 88 – الأحد 27/10/2013

استمرار المباحثات لانجاح جنيف-2استمر الجدل في الأوساط السياسية حول إمكانية انعقاد مؤتمر جنيف2، وسط إصرار المعارضة السورية على رحيل الأسد واستبعاد الدور الإيراني، ومطالب من الجيش الحر للمجتمع الدولي بموقف حاسم أو «فليذهب جنيف 2 إلى الجحيم»، في حين لم يستبعد الأسد ترشحه لولاية جديدة العام المقبل، بينما يواصل  الاخضر الإبراهيمي مباحثاته في المنطقة في محاولات لإنجاح المؤتمر.

ثوابت المعارضة

رغم نجاح مجموعة «لندن 11» التي عقدت اجتماعها بحضور وفد من الائتلاف السوري يوم الثلاثاء 22 تشرين الأول، بإصدار بيان مشترك يهدف إلى دفع العملية السياسية لحل النزاع السوري من خلال 18 بندًا تشمل المطالبة بـ «إجراءات بناء ثقة»، تتضمن «ثوابت الائتلاف» وهي الإفراج عن معتقلين وتأمين ممرات إنسانية لبعض المدن المحاصرة، ودخول الصحافيين إلى سوريا، إلّا أن الاجتماع لم ينجح بأخذ التزام من المعارضة بحضور مؤتمر جنيف-2، إذ أبلغ رئيس الائتلاف «أصدقاء الشعب سوريا» أن الائتلاف لن يحضر محادثات السلام المقترحة إلّا إذا كان هدفها واضحًا وهو رحيل الأسد.

كما استبعد الجربا قبول إيران كوسيط على طاولة التفاوض إذ تشكل الداعم الأساسي لنظام الأسد، مشيرًا إلى حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي الذَين يتلقيان دعمًا من طهران، إضافة إلى مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني. واعتبر المشاركة في المؤتمر دون الوصول إلى ثوابت الائتلاف خيانة أمام الشعب السوري «سيصنّفنا خونة للثورة والثوار لو قلنا نعم لجنيف 2»، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية عدم المشاركة «طالبناكم بمجرد حظر جوي أو ضربة رادعة لنظام سفك الدماء لكنكم لم تفعلوا، فكيف تريدوننا أن نحضر»، في إشارة لحاجة مقاتلي المعارضة إلى «الدعم العسكري وخاصةً السلاح النوعي ضد الطائرات ثابتًا أساسيًا كبداية لخلق توازن حقيقي على الأرض، تستطيع القوى الثورية من خلاله إجبار النظام على التفاوض وعدم التجرؤ على قتل المدنيين العزل».

وأضاف رئيس الائتلاف فيما إذا كانت الدول الداعمة لجنيف تريد أن تخرج من الحرج الإنساني أمام العالم بتوريط المعارضة «فستسمع 5 لاءات… لا تفاوض، لا صلح، لا اعتراف، لا تراجع، ولا لمجتمع دولي عاجز، أما إذا كان المراد إيجاد مخرج لرحيل المجرم بعد تسليم السلطة ومحاكمة مجرمي الحرب من أي جهة كانوا أو أتوا فألف أهلًا بجنيف-2».

«فليذهب جنيف-2 إلى الجحيم»

المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر رفض بدوره الجلوس على طاولة التفاوض مع من «تلطخت أيديهم بدماء السوريين»، وجاء في بيان له عقب اجتماع رئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس بالمبعوث الأممي الاخضر الابراهيمي في أنقرة «فليذهب جنيف-2 إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفًا حاسمًا تجاه المجازر المروعة الممارسة بحق المدنيين».

وقال العقيد قاسم سعد الدين الذي تلا البيان «إن صيغة مؤتمر جنيف-2 تفتقر إلى المحفزات، وانعدام الآليات الواضحة وفقدان الرؤية وخريطة الطريق وكل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة في مؤتمر ترك كل شيء فيه للارتجال»، معتبرًا المشاركة «من دون إعداد وتحضير وتعبيد الطريق فهذا يعني وضع المفاوضات في متاهات لا تنتهي» لذلك  فقد قرر المجلس العسكري  أنه «ما قبل تطبيق جنيف-2 يجب تطبيق جنيف-1 وبضمانة ورعاية عربية وإسلامية».

كما شدد المجلس العسكري «على تنحّي الأسد عن السلطة ومحاكمة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري ونقل السلطة بكل مكوناتها ومؤسساتها إلى الحكومة الانتقالية بكامل الصلاحيات، وهي تضمن السلم الأهلي»، مطالبًا «بوضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».

الأسد: «لا مانع من ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة»

في المقابل يرى الأسد أن «لا موعد» محدد لانعقاد جنيف-2 و «لا توجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح»، متسائلًا في مقابلة مع قناة الميادين يوم الأحد «من هي القوى المشاركة فيه؟ ما هي علاقة هذه القوى بالشعب السوري؟ هل هي قوى ممثِلة للشعب السوري أم قوى ممثلة للدول التي صنعتها؟» في إشارة إلى الائتلاف الوطني المعارض.

ولم يستبعد الأسد الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة «شخصيًا، لا أرى أي مانع من ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة»، متجاهلًا مسؤوليته تجاه أكثر من 100 ألف شهيد والوضع الإنساني المزري في سوريا.

وجدّد الأسد انتقاده للسعودية وقطر مؤكدًا أنها «تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة»، مطالبًا المبعوث الأممي إلى سوريا «الأخضر الإبراهيمي» بالالتزام بمهمته، وبعدم الخروج عنها.

إلى ذلك حذر رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان من أن يؤدي الفشل في عقد المؤتمر واستمرار القتال في سوريا، إلى فتح الطريق أمام السيناريو الذي تحدث عنه الأسد والمتعلق بترشحه للانتخابات الرئاسية، وقال فيلتمان إن الغاية من عقد المؤتمر هي إطلاق عملية سياسية بقيادة سورية، «ليس لإدارة الوضع القائم، بل للوصول إلى سوريا جديدة»، مشددًا على ضرورة أن يعي ذلك المشاركون في المؤتمر.

معارضة زائفة

بدوره ردّ الناطق الرسمي للائتلاف الوطني لؤي صافي على تصريحات الأسد وانتقاد الخارجية الروسية بتمثيل الائتلاف للشعب السوري، بأن دمشق وموسكو تريدان «التفاوض مع معارضة زائفة تصنعها تحت عينها كـأمثال نائب رئيس وزراء الأسد قدري جميل وغيرهم»، ممن وصفهم «بأنهم جزء لا يتجزأ من هيكل النظام».

جولة الإبراهيمي

إلى ذلك واصل المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي مباحثاته مع قيادات في المنطقة في سعيه المستمر لإنجاح جنيف-2، فبعد اجتماعه بوزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل فهمي في القاهرة، التقى الإبراهيمي بأمير قطر تميم بن حمد في الدوحة يوم الجمعة لكنه اكتفى بوصف اللقاء -الذي تناول التطورات المتعلقة بانعقاد جنيف-2 على الساحة السورية- بأنه كان «مثمرًا».

كما أجرى الإبراهيمي مباحثات مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة، معرجًا على قادة المعارضة السورية السياسية والعسكرية،  في حين شدّد على ضرورة مشاركة دول الجوار بفعالية في المؤتمر خلال لقائه بوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي أكد دعم بلاده لانعقاد المؤتمر في أقرب وقت ممكن؛ وقد شملت جولة الإبراهيمي أيضًا كلًا من الأردن وسلطنة عمان والكويت، على أن يجتمع بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد وصوله إلى طهران أمس السبت.

يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا تحاولان الوصول إلى تسوية سياسية من خلال جنيف-2 منذ أيار الماضي، فيما تضع المعارضة السورية شروطًا أساسية للمشاركة في أي تسوية لا يلقي حلفاء الأسد لها بالًا، في الوقت الذي تستمر فيه المجازر بحق الشعب السوري يوميًا منذ قرابة عامين ونصف على انطلاق الثورة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة