تدريبات في الإدراة والأعمال المنزلية تستهدف نساء إدلب

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

حارت سلوى كيف تبدأ مشروعها الخاص، فبدأت بإعادة تدوير الملابس القديمة للاستفادة منها، وسعت إلى التعاون مع النساء في إدلب، دون خطط واضحة، إلى أن دعيت لحضور دورة تدريبية في تأسيس الأعمال المنزلية، فجاءت تلبية لحاجتها.

ترعى منظمة “أورنج” دورتين تدريبيتين في إدلب، مستهدفةً نساء المدينة، إحداهما في إدارة الأعمال المنزلية، والأخرى في الإدارة الصفية، سعيًا منها لتدريب الفتيات وتطوير قدراتهن، منذ 29 كانون الثاني الماضي، وتستمر حتى 21 آذار المقبل.

بدأت منظمة “أورنج” عملها في تركيا، ثم افتتحت فرعًا في الداخل السوري أواخر عام 2016.

وتهتم المنظمة بالتدريب وتنمية القدرات، وتطوير الكوادر الإدارية، إضافة إلى عملها في تقييم ومتابعة بعض المنظمات الأخرى، ويقدر القائمون عليها عدد الأشخاص المستفيدين من تدريباتها حتى اليوم بحوالي 700 شخص.

إرادة حديديةتستلزم تطوير المهارات

يبلغ عدد المستفيدات من التدريبين 50 امرأة، 25 منهن في كل دورة، في حين تتوزع التدريبات على ثلاثة أيام في الأسبوع، بمعدل 20 يومًا لفترة التدريب، تشمل تقوية المهارات الخاصة في كل مجال، إضافة إلى المهارات الشخصية “soft skills”، وتختص بالتواصل والمراسلات.

 

تمتلك كل امرأة تخضع للدورات مهارة مختلفة، بين الخياطة والصوف وإعادة تدوير الأشياء، وصولًا إلى الطبخ وصناعة الحلويات، ما يجعل منهن قادرات على توظيفها في مشاريع صغيرة تدار من المنزل، في ظل توجه مئات النساء لإعالة أسرهن في ظل الحرب.

الشابة يُمنى (25 عامًا) إحدى المتدربات في دورة إدارة الأعمال المنزلية، تقول إنها لا تملك مشروعًا محددًا، رغم أنها تخرجت من كلية التربية، ما دعاها إلى حضور الدورة.

وتضيف في حديثٍ إلى عنب بلدي أن الخطوة جاءت “لمساعدة زوجي في إدارة المنزل، المكان الذي لا أستطيع تركه كثيرًا بسبب أطفالي الصغار”.

تطبيقات بين العلوم النظرية والعملية

ترافق الدورات دروسٌ عملية لتطبيق الدروس النظرية، كانت إحداها حول افتتاح مطعم، يُشرح خلالها الطرق الأساسية في العمل، وركزت على النساء اللواتي يعملن بمفردهن في المنزل، ويتعاقدن مع بعض المنظمات أو الجمعيات لتزويدها بالمطلوب.

مثقفات حضرن الدورات، ومنهن مدرسة اللغة العربية نجود (45 عامًا)، التي تقول إنها تعلمت الكثير من التدريب، رغم أنها تطبخ منذ سنوات، مردفةً في حديثٍ إلى عنب بلدي “يمكنني بدء مشروعي إن دعت الحاجة في مقبل الأيام”، على اعتبارها معيلة لأسرتها بعد وفاة زوجها منذ أربع سنوات.

الإدارة الصفية لتحقيق معايير التعليم الدنيا

جذبت دورة الإدارة الصفية الفتيات الجامعيات، اللواتي التحقن بها، لضمان جودة التعليم وتحقيق معاييره الدنيا، في ظل الظروف التي تعيشها المدينة، وقبلت المنتسبات وفق معايير العمر والشهادة الجامعية.

وتشمل الدروس العملية في الدورة مواضيع متنوعة، أبرزها “كسر الجليد” في كيفية التواصل مع الطلاب وإشراكهم بالأنشطة الصفية.

إسراء الإسماعيل، خريجة قسم الرياضيات من كلية العلوم، تقول إنها أنهت تسعة تدريبات من أصل 20، “بدأت بالتعليم النشط والذاتي، كما شملت حماية الطفل والإسعافات النفسية الأولية”.

“من الأفكار التي استقرت بذاكرتي تلخيص الفكرة من خلال رسومات بسيطة، تناسب عمر الطالب ومستواه التعليمي”، تصف إسراء ما تعلمته خلال الدورة باعتبارها مدرّسة وأمًا في الوقت ذاته.

الدورات جاءت بعد تحضيرات مسبقة

لم تبدأ الدورات من فراغ، بل سبقها استبيانات للشارع، تضمن شرائح مختلفة في الشمال السوري، بحثت في حاجة المجتمع للعمل النسائي ومواطن الضعف فيه، ووجهت أسئلة إلى شرائح من النساء والمجالس المحلية، بخصوص الأعمال الأكثر نجاعة، والمهارات التي يجب تطويرها، وفق القائمين على “أورنج”.

ويقول مدير المنظمة، أحمد الشب، إن التدريبات جاءت في إطار تمكين المرأة، بعد تنظيم مجموعاتٍ لنقاش أفكار مركزة، نتجت عن الاستبيانات، إلى أن وقع الاختيار على التدريبين الحاليين.

ووفق ما يرى الشب، فإن مدير المشروع الناجح لابد أن يعرف طريقة طرح المشروع، لفرض شروطه على المانح وفق أهدافه وليس العكس، “وهذا يتطلب الخبرة والدراية، وهما الجزئيتان اللتان نهدف لتقديمهما خلال الدورات”.

“استفدت من الدورة أكثر مما أعطيت، فقد كانت التجربة الأولى في تدريب النساء، منذ بداية عملي منذ أكثر من سنة ونصف وكانت تجربة ناجحة”، يصف المدرب مروان القاسم، تجربته في التدريب، مشيرًا إلى أنه “كان يتوقع أن يتعامل مع نفسيات مستسلمة من النساء إلا أنه تفاجأ بنماذج إيجابية”.

ويرى القاسم في حديثٍ إلى عنب بلدي أن “ظروف الحرب صعبة لكن الشعب السوري قوي لا يستسلم بسهولة”.

يرى القائمون على التدريبات، ضرورة في ردم الهوة بين العلوم النظرية والجوانب العملية على أرض الواقع، ووفق رؤيتهم فإن مثل هذه التدريبات، تساهم في ربط الجانبين، وتمكين النساء من خوض تجاربهن في سوق العمل.

بينما تنتظر كلٌ من سلوى ويمنى ونجود وإسراء وأقرانهن، الانتهاء من الدورات، وتعلم ما يُساعدهن على فتح مشاريعهن الخاصة، وبناء أحلامهن ضمن واقع أفضل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة