بعد سيطرته على الريف الجنوبي لحماة، النظام يحكم قبضته على أتوسترادين إستراتيجيين

tag icon ع ع ع

محمد صافي – حماه

لم يتأخر الريف الجنوبي لحماة عن الالتحاق بالثورة وكان ملاذَا آمنًا للكثير من نازحي الريف الشمالي لحمص وحماة. وقد قام الجيش الحر مطلع العام الحالي بتحرير قرية «جنان» التي تعد مركز النظام الرئيسي بالريف الجنوبي للمحافظة، وعلى أثر ذلك، وبسبب أهمية المنطقة الواقعة بين أوتوستراد حماة-حمص وأوتوستراد سلمية-حمص، حشد النظام قواته وقام بحملة واسعة على المنطقة الجنوبية، مما اضطر بعض كتائب الجيش الحر للانسحاب إلى ريف حمص الشمالي وأخرى إلى ريف حماة الشمالي، ليحكم النظام الخناق على المنطقة الجنوبية في الريف الحموي، ويسيطر على أوتوسترادين إستراتيجيين يصلان اللواء 47 وكتيبة الهندسة والأمن العسكري والمكننة الزراعية بالحواجز داخل مدينة حماة، بالإضافة لمطار حماة العسكري.

أبو موفق الحموي قائد لواء المجد، أكبر الفصائل التي كانت متواجدة في الريف الجنوبي، يوضح لعنب بلدي سبب انتقاله للريف الشمالي لحماة قائلًا: تمت السيطرة على الريف الجنوبي لحماة بالكامل ولكن وجود القرى ذات الغالبية العلوية المؤيدة للأسد (قبة الكردي، تل درة، الكافات، خنيفس) والتي تتوزع على شكل طوق حول القرى التي يسيطر عليها الجيش الحر (جنان، كريمش، جرنية العاصي، الضمينة، زور السوس، تقسيس)  إضافة لهدم الجسور التي كانت تصل قرية جنان بقرية الضمينة وجرنية العاصي في الحملة الأخيرة على الريف الجنوبي جعل من حركتنا في المنطقة أمرًا شبه مستحيل علمًا أن هذه الجسور موجودة منذ أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا.

ويضيف أبو موفق: عدم وجود نقطة اتصال بالريف الشمالي للمحافظة صعّب من عملية تأمين الذخائر والأسلحة فضلًا عن عدم دعم المجلس العسكري بحماة وهيئة الأركان للجبهة الجنوبية لحماة .

وفي 20 تشرين الأول المنصرم قام انتحاري يقود سيارة مفخخة تابع لجبهة النصرة بتفجير حاجز المكننة الزراعية موقعًا 31 قتيلاً وعشرات الجرحى  بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال أن الانتحاري فجر نفسه قبل وصوله إلى الحاجز، ما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، بالإضافة لجنود من قوات النظام. وقد قام النظام بعد التفجير بتشديد الخناق على قرى جنان، كريمش، زور السوس، الرملية،  زور سريحين، جرنية العاصي في الريف الجنوبي لحماة ـ كما منع دخول المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر إلى هذه القرى والتي كانت تصل كل شهرين، وقام العناصر الموجودون على حاجز المكننة بإتلاف قوائم التوزيع التي كانت بحوزة طاقم الهلال الأحمر. ومنعوا دخول صهاريج المحروقات إلا عن طريق بلدية قرية جنان، كما قاموا باعتقال العديد من أبناء تلك القرى على حاجز المكننة.

أبو عدي، عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة، يقول أن النظام وبعد تفجير المكننة الزراعية «أصبح يشن حملة مداهمات وبشكل يومي على قرى الريف الجنوبي وبالأخص قرية جنان» ووثق أكثر من17 معتقلًا بالإضافة لإحراق مزرعة في قرية جرنية العاصي، ويضيف: يقوم عناصر قوات الأسد بتهديد الأهالي ضمن حملات المداهمات بقطع مادة الطحين عن القرية في حال احتضان مجموعات مسلحة علمًا بأن القرى المحاصرة تأخذ الخبز من المخبز الوحيد في المنطقة الواقع في قرية جنان ولا يوجد طريق يؤدي  إلى القرية إلا عن طريق حاجز المكننة.

ويختتم أبو عدي حديثه: يتبقى أمل تحرير المنطقة معلقًا على نجاح المرحلة الثانية من معركة قادمون والتي تفتح الطريق بين الريف الشرقي لحماة والريف الشمالي لحمص بحيث يصبح الطريق مفتوحًا لإمداد كتائب الجيش الحر في الريف الجنوبي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة