أربعة تطورات تعاكس الضمانات الروسية.. ماذا تريد موسكو؟

من جلسة مجلس الأمن الدولي وطرح الفيتو الروسي الصيني- 2 آذار-(انترنت)

camera iconمن جلسة مجلس الأمن الدولي وطرح الفيتو الروسي الصيني- 2 آذار-(انترنت)

tag icon ع ع ع

تستمر “لعبة” موسكو” في المفاوضات السياسية، التي تشهدها الساحة السورية، إذ تظهر بموقف “الطرف الدولي الضامن”، لاتفاقات التسوية ووقف إطلاق النار، وتظهر بتصريحات تقارب وفد المعارضة السورية، بما تقول إنه يخدم التسوية.

تصريحات وإعلانات عدة طرحتها روسيا وتعهدت بالتزامها وإلزام النظام السوري بها في اجتماع أستانة الماضي وجنيف الجاري، وخاصة “وقف إطلاق النار”، والسير نحو “الحل السياسي” بدلًا عن الحل العسكري، لتدحض هذه المواقف بتحركات سياسية وعسكرية من جانب آخر تخدم مصالحها ومصالح النظام السوري.

وتعرض عنب بلدي أربعة تطورات عسكرية وسياسية روسية، عاكست الضمانات التي أعلنت عنها لجانب المعارضة السورية والمجتمع الدولي.

قصف روسي يومي

لم يهدأ قصف الطيران الحربي الروسي على المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، رغم الإعلان بالالتزام باتفاق “وقف إطلاق النار” التي ضمنته موسكو وأنقرة، ولازالت تهلل وتؤكد استمرارها به بإشراك النظام السوري.

وشهدت مدن ومناطق الريف الشمالي من مدينة إدلب تصعيدًا عسكريًا جويًا مكثفًا استهدف الأحياء السكنية، وأوقع عشرات الضحايا والجرحى من المدنيين.

وتعرضت مدينة أريحا أيام 25 و26 و27 شباط الماضي، لغارات مكثفة أوقعت عشرات الضحايا وأدت إلى انهيار عدد من المباني السكنية فوق ساكنيها، إضافةً إلى قصف بلدة ترملا بالريف الجنوبي لإدلب.

ولم تسلم المناطق الأخرى في سوريا من الطيران الروسي، إذ تعرضت مدن الغوطة الشرقية لغارات جوية رافقت العمليات العسكرية لقوات الأسد على المنطقة، وأخرجت النقطة الطبية الوحيدة في مدينة المرج شرق الغوطة.

فرقاطة روسية إلى سوريا من جديد

في اليوم الخامس من مفاوضات “جنيف”، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إرسال فرقاطة “الأميرال غريغوروفيتش” الصاروخية، من ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إلى السواحل السورية، والتي من المفترض أنها وصلت أمس الثلاثاء.

وجاء هذا الإعلان بعد حوالي شهر من بيان الأركان العامة الروسية عن سحب حاملة “الأميرال كوزنيتسوف”، والطراد الروسي “بطرس الأكبر” ومجموعة من السفن المرافقة لهما من قبالة السواحل السورية، كخطوة لـ “تقليص عدد قواتها في سوريا”.

وذكرت الدفاع الروسية حينها أن خطوة سحب السفن “تزامنًا مع استمرار وقف إطلاق النار في سوريا كانون الأول 2016، الذي لا ينسحب على عناصر التنظيمات الإرهابية الدولية في سوريا”.

فيتو روسي ضد معاقبة نظام الأسد

على خلاف الضمانات المعلنة من الجانب السوري للمقاربة بين الأطراف “المتنازعة” في سوريا، استخدمت روسيا أمس الثلاثاء مع الصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن بفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدام السلاح الكيميائي.

وأشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن هذه العملية التي طرحت في المجلس الدولي “غير ملائمة”.

وأكد أن “مشروع القرار لن يساعد في عملية التفاوض، بل سيعوقها وسيقوض الثقة فيها، وأن روسيا لن تدعم أي عقوبات جديدة على سوريا”.

وهذا ما اعتبره محللون خلافًا لبوتين “مقوضًا للعملية السياسية التي تنادي بها روسيا.. فالحال كما هو والفيتو مستمر”.

إضافةً إلى الرئيس الروسي، قال نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، إن “طرح المشروع سيكون له أثر سلبي على محادثات السلام في جنيف، المناخ سيكون سلبيًا ليس لأننا سنستخدم الفيتو ولكن لطرح هذا المشروع”.

دور رئيسي لطرف واحد في جنيف

التقى نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في جنيف، رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، ليركز على فكرة “محاربة الإرهاب”، التي نادت به دولته واتخذته ذريعة منذ اليوم الأول لتدخلها في سوريا.

وأضاف نائب الوزير الروسي أن “الوفد السوري لا يعارض اقتراحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا”، دون ذكر لمحاولات إفشال الاجتماعات السابقة، التي كان وراءها وفد النظام السوري، برفضه لفكرة الانتقال السياسي، التي يعتبرها مستحيلةً ويمنع الخوض فيها.

كما أن تصريحات وزير الدفاع الروسي في اليومين الماضيين جاءت تأكيدًا لما ذكر سابقًا، عن طريق الإشارة إلى أنه “تم منع تفكك الدولة السورية، بالإضافة إلى إيقاف الحرب الأهلية عمليًا، وكذلك وضع حد لمحاولات تغيير السلطة الشرعية والتي جرى التحكم بها من الخارج”.

والتقى غاتيلوف خلال مسيرته الحالية في جنيف مع رئيسة حركة المجتمع التعددي، رندة قسيس، وتحدث عن “آفاق العملية السياسية السورية”.

وفي ذات السياق قال رئيس وفد المعارضة السورية، نصر الحريري إن “روسيا حاولت أن تأخذ موقفًا محايدًا، لكن حتى هذه اللحظة لم تستطع أن تأخذ القرار بشكل كامل من الميليشيات الإيرانية في سوريا”.

وأضاف “انفتاحها على ممثلي الفصائل الثورية واعترافها بها كطرف مفاوض يعتبر إشارة إيجابية”.

ولم تتبيّن، حتى ساعة إعداد التقرير، ما سينتجه اللقاء المتوقع بين وفد المعارضة السورية ونائب وزير الخارجية الروسي، اليوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة