“ركين” تفتتح ثلاثة مشاغل خياطة للنساء في إدلب

منتجات عاملات مشغل معرة النعمان في ريف إدلب - 20 آذار 2017 (عنب بلدي)

camera iconمنتجات عاملات مشغل معرة النعمان في ريف إدلب - 20 آذار 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

توظفت السيدة الأربعينية هناء حمّوش في مشغل الخياطة، الذي أنشاته منظمة “ركين” في بلدة حربنوش بريف إدلب، وتقول إنها تعمل منذ أربع سنوات في الخياطة، معتبرةً أن عملها الحالي يُساعدها في الاعتماد على نفسها.

توفي زوج هناء وترك لها سبعة أطفال، وهي واحدة من 11 امرأة تعمل داخل المشغل، الذي افتتح تزامنًا مع افتتاح مشغل آخر في معرة النعمان، في 18 آذار الجاري، بينما تُجهّز “ركين” مشغلًا ثالثًا في مدينة إدلب، على أن يبدأ العمل مطلع نيسان المقبل.

فاديا الإدلبي، تعمل بقص القماش في مشغل معرة النعمان، وتعتبر أن العمل مع زميلاتها “مريح نفسيًا رغم التعب الجسدي أثناء العمل في القص”، وفق ما تقول لعنب بلدي.

وترى فاديا أن المشغل يشكل فرصة لكل امرأة تعمل فيه، “تمكنها من الاعتماد على نفسها للحصول على معيشة أفضل، وتكفها عن سؤال الناس”.

وتُوافق الخمسينية فيحاء المعمار زميلتها، واصفةً العمل بأنه “جيد كبداية وسيكون أفضل في الأيام المقبلة”، وتشير إلى أن “الخطوة الأولى تكون دائمًا صعبة، ولكنها ستكون أسهل بتعاون الجميع هنا في المركز”، لافتًة إلى أنها تعمل كخياطة منذ 20 عامًا، وكانت لها تجارب سابقة مع مشاغل أخرى.

من الإغاثة إلى التنمية المستدامة

يضم كل مشغلٍ 11 عاملة خياطة، وست عاملات توعية، على رأسهم مديرة لكل مركز، وفق منير سويد، مدير المشاغل في منظمة “ركين”، ويوضح أن الاستفادة من المشاغل “ستكون للعاملات وأسرهم بشكل غير مباشر، كما ستستفيد المنطقة ككل مستقبلًا”.

“الخطة التشغيلية أفضل من الإغاثية”، وفق رؤية سويد، “فهناك ضرورة للتوجه إلى التنمية المستدامة، من مبدأ حكمة: لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصيد”، معتبرًا أن “المردود المالي الدائم يمكن أن يتطور، أما الإغاثة فتساعد على التكاسل بعيدًا عن الاعتماد على الآخرين”.

عنب بلدي تحدثت إلى مديري المشاغل، وتقول سلمى بلاني، مديرة مشغل معرة النعمان، إن العاملات فيه بدأن بصنع نماذج لطرحها في السوق، لمعرفة الأكثر طلبًا بينها، موضحةً “لدينا ثماني ماكينات خياطة، واخترنا العاملات بحسب الكفاءة، مع مراعاة الأكثر حاجة للعمل منهن”.

أما إلهام بكمشلي، مديرة مشغل حربنوش، فترى أن الهدف منه “تدريبي وتشغيلي بالدرجة الأولى”، لافتةً إلى أنه “يُمكن أن يكون ربحيًا مع الوقت”.

ويُدرب المشغل 16 امرأة مجانًا حاليًا، وفق بكمشلي، التي توضح أن التدريب “سيكون لمدة أسبوع، بواقع ثلاث ساعات يوميًا”.

مشغل إدلب يتجهز للبدء بالعمل

تعمل منظمة “ركين”منذ أكثر من سنتين، وتدير نشاطات متنوعة في مجال الدعم النفسي، وغيرها من الفعاليات ضمن محافظة إدلب.

ينطلق العمل في المشغل داخل مدينة إدلب، مطلع نيسان المقبل، وتوضح جميلة الزير، مديرة المشغل، أن الإدارة استأجرت المكان واشترت الماكينات والأقمشة التي تتناسب معها، مؤكدة أن كادر العمل سيتضمن 13 عاملة خياطة.

وتقول مديرة المشغل إن الجميع “متحمسون للعمل لأن أغلب العاملات من الأسر الفقيرة”، لافتةً “في مجتمعنا أصبحت المرأة تتحمل أعباء الحياة، في ظل غياب الزوج عن قرابة 50% من منازل إدلب بسبب الحرب”.

سلوى قيراطة، تتجهز للعمل ضمن المشغل، في مجال التوعية الصحية، وترى أن توعية المرأة بحقوقها وواجباتها ضروري خلال العمل، مشيرةً “سأعمل وزميلاتي على توعيتهن لإثبات دور المرأة الفعّال في مختلف نواحي الحياة”.

وتعيش عشرات العائلات التي فقدت معيلها في محافظة إدلب، معتمدة على السلل والمعونات الإغاثية، وغالبًا ما يكون معيل الأسرة امرأة، تملك خياراتٍ بالغة الصعوبة محدودة بقيود المجتمع وأعرافه، إلا أن أغلب المنظمات تتوجه اليوم بعيدًا عن السلة الغذائية، نحو التنمية المستدامة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة