بدون ماء أو بنىً تحتية

“الباب” تنتظر تنفيذ “وعود” تركية لإعادة الإعمار

رجل مسن يستقل دراجة نارية بثلاثة عجلات في مدينة الباب بعد تحريرها - 19 آذار 2017 -(عنب بلدي)

camera iconرجل مسن يستقل دراجة نارية بثلاثة عجلات في مدينة الباب بعد تحريرها - 19 آذار 2017 -(عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حلب

شهر ونصف على “تحرير” مدينة الباب بريف حلب الشرقي، كانت كافية لعودة آلاف العائلات إليها، بدافع الحالة المادية “الصعبة” التي عايشها أهالي المدينة بعد حالات النزوح المركّب.

يطمح العائدون إلى البدء بحياة جديدة “من الصفر”، وإعادة إعمار ما هدمته العمليات العسكرية أثناء طرد تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتفجيرات التي نفذها عند انسحابه، ورغم مؤشرات عودة الحركة التجارية، إلا أن المواطنين مايزالون يتلقّون وعودًا للبدء بأعمال إعاة الإعمار دون المباشرة بها فعليًا.

ووصلت إحصائية العائدين إلى نحو سبعة آلاف عائلة، بحسب المجلس المحلي الجديد في الباب، لكن الأرقام ماتزال غير دقيقة، في ظلّ توافد أعدادٍ جديدة يوميًا.

واستطاعت فصائل “الجيش الحر” العاملة في غرفة عمليات “درع الفرات”، السيطرة على الباب في 23 شباط الماضي، بعد مواجهات مستمرة منذ كانون الأول الفائت، وأمّنت محيطها من أي وجود لتنظيم “الدولة”.

وعود بإعادة تأهيل البنى التحتية

عنب بلدي تحدثت مع المسؤول الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة الباب، عمّار نصار، للوقوف على أوضاع العائدين، والقضايا التي يفترض أن تبدأ الجهات المسؤولة بحلّها بعد استلام أمور المدينة.

وشكّل ناشطون ومثقفون المجلس الجديد بالانتخاب، وتركزت أعماله في المرحلة الأولى على الملفات الإغاثية والنشاطات الإسعافية للعائدين.

يقول نصار إن العودة التدريجية ترافقت مع وصول التيار الكهربائي والأمبيرات إلى بعض الأحياء السكنية الأقل ضررًا، إضافةً إلى حركة تجارية أولية.

وبدأ العمل على إعادة تفعيل بعض المؤسسات، أولها مشفى الحكمة غرب المدينة، الذي جُهّز حاليًا كمشفى إسعافي للحالات الطارئة، على أن تباشر الحكومة التركية في الأيام المقبلة ببناء مشفىً جديد يتسع لثلاثة آلاف سرير.

مدينة جديدة من الصفر

وبحسب معلومات لعنب بلدي بدأت الحكومة التركية والمنظمات التابعة لها بالتخطيط لمشاريع تنموية وإغاثية، كما تسعى لبناء مدينة جديدة بإشراف من منظمة “آفاد” الحكومية، ووضعت مشروعًا يبدأ تنفيذه في الأيام المقبلة.

المهندس الإنشائي المسؤول عن تنفيذ مشروع المدينة الجديدة، عثمان سلطان، قال لعنب بلدي إنه “تم اختيار منطقة نضاح شمال الباب، لإنشاء أول مدينة سورية جديدة تتسع لـ 80 ألف نسمة”.

وبحسب المهندس، “ينطلق المشروع من بناء حيين، ويتكون الحي الأول من 400 بناية تتضمن كل واحدة منها 16 شقة، بينما يضم الحي الثاني 311 بناية مكونة من أربعة طوابق وتتسع لـ 16 شقة أيضًا للبناية الواحدة”.

وعن تفاصيل المشروع والتركيبة التنظيمية التي يتضمنها، أشار المهندس إلى أن “الحي الأول يشمل أربع مدارس، وثلاث في الحي الثاني، تتسع المدرسة الواحدة لـ 24 صفًا”.

هل تروي الوعود العطش؟

إلا أن هذه الوعود والمخططات يبدو أنها لا تقنع المواطنين الذين تؤرقهم عوائق عديدة، أبرزها المياه الغائبة عن المدينة، بعد سيطرة قوات الأسد على محطة الخفسة شرق الباب، الأمر الذي دعا إلى الاعتماد بشكل أساسي على الصهاريج والخزانات المتنقلة للحصول على المياه.

ويتراوح سعر الصهريج بين ثلاثة وأربعة آلاف ليرة، وينقل الباعة المياه من الآبار المحيطة بالمدينة.

المسؤول الإعلامي عمار نصار قال إن الأهالي لا قدرة لهم على تحمّل هذه التكاليف، بعد المصاريف الكبيرة التي أنفقوها على الإيجارات في مدن النزوح.

أموال الإعمارغير موجودة

تقدّر نسبة الدمار في الأبنية بنحو 35%، ما يجعل أغلب البيوت غير صالحة للسكن، وتحتاج إلى إعادة بنائها من جديد، لكنّ أسامة محمد، شابٌ ينحدر من الباب، فضّل العودة إلى بيته المدمّر “جزئيًا” للتخلص من التكاليف المتراكمة خلال النزوح.

ويقول الشاب لعنب بلدي إن العمل بشكل جدي على ترحيل الخراب والركام والبدء بأعمال الصيانة والترميم لم يبدأ بعد، مؤكدًا أن هذه الأعمال تحتاج تكاليف عالية لا قدرة للأهالي عليها.

ويرى أسامة أن الأجرة التي كان يدفعها شهريًا للمنزل في اعزاز، وتقدّر بنحو 200 دولار، تكفيه لترميم الضروريات في منزله، ثم إعادة تأهيله تدريجيًا.

تقع جهود إعمار المنازل والمحلات على عاتق الأهالي حتى الآن، وأوضح المسؤول الإعلامي عمار نصار أن السكان مُرهقون اقتصاديًا ولا يملكون القدرة المادية على هذه الأعمال.

وأوضح أنه لا وجود للمنظمات التي من المفترض أن تدعم هذه الملفات، سوى لجنة إعادة الاستقرار التي قدّمت بعض الآليات للعمل داخل المدينة.

دراسات ومخططات كثيرة بدأت فيها الجهات المسؤولة في المنطقة مع الحكومة التركية، كما اطلعت وفود تركية على أرض الواقع والقضايا المتعلقة بالحياة اليومية بشكل عام، واعدةً بخطط مستعجلة تسعى الحكومة لتنفيذها.

لكن المدنيين هنا يطالبون باستعجال الخطوات، لتكون المدينة مستقرًا لآلاف النازحين في المنطقة، وتفتح بابًا لمشاريع تنموية اقتصادية تؤمّن حياتهم بدل الاعتماد على السلل الغذائية، وتنعش أسواق المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة