صعوبات تواجه العملية التعليمية في الريف الحموي

tag icon ع ع ع

محمد صافي – حماة

غياب كامل للأجواء الدراسية في الريف الحموي للعام الدراسي الثاني على التوالي حيث المعارك وطائرات النظام حرمت أطفال حماه أحد أبسط حقوقهم، ألا وهو حق التعليم.

بعد سنة ونصف من القصف اليومي على مدينة كفرزيتا في الريف الشمالي لحماه لم يتبقَ مدرسة لم تتعرض للقصف، وأصبحت 11 مدرسة مدمرة ولم تطأها قدم طالب خلال العام الدراسي الماضي ولا خلال العام الدراسي الحالي. مدرسة ثانوية بنات كفرزيتا ومدرسة بنات كفرزيتا الفنية ومدرسة حسين قسوم باتت مدمرة بالكامل، وبحاجة لإعادة إعمار لتعود إلى العمل؛ بينما مدرسة وليد العبد الله والمدرسة الريفية ومدرسة شايش سويس ومدرسة حي الثورة ومدرسة الثانوية الصناعية ومدرسة الحي الشرقي ومدرسة حي الخربة ومدرسة حمدو الحسن مدمرة جزئيًا وتحتاج لترميم لتصبح جاهزة لاستقبال الطلاب من جديد.

حسن الأعرج، عضو تنسيقية مدينة كفرزيتا، يتحدث لعنب بلدي: عرض علينا دعم لترميم إحدى المدارس المدمرة وإعادة قسم من الطلاب للدوام، لكن القصف اليومي على المدينة يمنع ما تبقى من أهالي كفرزيتا من إرسال أطفالهم إلى المدارس، إذ أن طائرات النظام تشن غارتين بشكل شبه يومي، أولاهما صباحًا والثانية عصراً ما يجعل أمر دوام الطلاب أمرًا شبه مستحيل.

أما مدينة اللطامنة فهي أحسن حالًا من كفرزيتا، فبالرغم من وجود مدرستين مدمرتين، فإن ما تبقى من مدارس المدينة  يستمر باستقبال الطلاب بأعداد مضاعفة بسبب العدد الكبير من النازحين في المدينة.

وفي مدينة طيبة الإمام التي يسيطر عليها النظام فإن المدارس تفتح أبوابها للطلاب، إلا أن نسبة كبيرة منهم عزفت عن الدوام خوفًا من الاعتقال الذي طال العديد منهم انتقامًا من عمليات الجيش الحر على الحواجز التي تطوق المدينة؛ في حين تحتل قوات النظام المدرسة الكبيرة في بلدة حيالين في الريف الشمالي لحماه، وفي بلدة كرناز قامت غارات جوية باستهداف مدرستين، في حين اعتقلت قوات النظام العديد من طلاب المدراس المتبقية ردًا انتقاميًا على عمليات الجيش الحر التي استهدفت الحواجز التي تحاصر البلدة.

وبالانتقال إلى الريف الشرقي لحماه حيث 90% من مدراس المناطق المحررة مدمرة أو تتعرض لقصف يومي فإن معظم المدارس أغلقت أبوابها إثر تغيب المدرسين من حماه المدينة ومن مدينة السلمية لصعوبة الوصول إلى المنطقة، في الوقت الذي لا تزال فيه بعض المدراس تعمل بإدارة المعلمين والناشطين المتواجدين هناك.

يتحدث «أبو عبدو» من تنسيقية الريف الشرقي لحماه إلى عنب بلدي: تعمل المدارس في المناطق المؤيدة للنظام والتي يسيطر عليها مثل بلدة الصبورة وناحية السعن ومدينة سلمية وبلدة الحمرا، وتستقبل الطلاب ولا توجد فيها أي مشاكل، ولكن طلاب المناطق المحررة لا يستطيعون الذهاب إليها خوفًا من التصفية. ويضيف: في المناطق المحررة المدارس التي تستقبل الطلاب تعاني من نقص في الكتب إضافة للانقطاع المستمر بسبب ازدياد وتيرة القصف مع تقدم الثوار في كل منطقة.

حال المدارس في الريف الحموي كحال العديد من المدارس في مختلف أنحاء سوريا، تواجه مشاكل عدة ولا حلول لإعادتها للعمل إلا بإيقاف آلة التدمير التي لا تعرف حرمة للمؤسسات التعليمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة