الكابتن أحمد.. طفل يبحث عن حلمه

ثمانية مراكز رياضية تُدرّب أشبال إدلب

تدريبات مشروع الطفل الرياضي السوري في مدينة إدلب - 30 آذار 2017 (عنب بلدي)

camera iconتدريبات مشروع الطفل الرياضي السوري في مدينة إدلب - 30 آذار 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

يجري الطفل أحمد، ذو الثمانية أعوام، حول ملعب عشبي أخضر، وعلى وجهه ابتسامة عريضة، على عكس ما حصل معه قبل أيام، حين فرّ راكضًا هربًا من القصف والصواريخ التي طالت مدينته إدلب، وخطفت أرواح عددٍ من جيرانه.

يدرس أحمد في الصف الثاني، ويتدرب مع أصدقائه ضمن مركز رياضي في مدينة إدلب، بدأ نشاطاته الفعلية مطلع آذار الجاري، ويقول لعنب بلدي “بحب تمرين الضغط وبدي صير متل الكابتن ماجد”.

المركز واحدٌ من ثمانية مراكز تغطي محافظة إدلب، يشرف عليها الاتحاد الرياضي “الحر” لكرة القدم، الذي يعمل تحت مظلة “الهيئة العليا للرياضة والشباب”، وتهدف المراكز لاستقطاب حوالي 400 طفلٍ، متوزعةً بين إدلب وسراقب وكفردريان وبنش وجبل الزاوية وحيش ومعرة النعمان.

تمارين ونشاطات رياضية

عنب بلدي التقت بعض الأطفال المتدربين في مركز مدينة إدلب، الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية و 14 عامًا، ويقول الطفل وليد (ثماني سنوات) إنه سجّل أهدافًا كثيرة عندما كان يلعب في المدرسة، لكنه يتطلع اليوم إلى مزيدٍ من التحسن واكتساب المهارة.

يتدرب عادل (11 عامًا) في المركز، ويقول إن أجمل شعور يعيشه حين يركل الكرة نحو الهدف، بينما يطمح سيف الدين (تسعة أعوام) للعب مستقبلًا ضمن صفوف نادي أمية.

الأعمار الصغيرة مستقبل الرياضة

يوفر المشروع 400 حقيبة، تضم لباسًا وكرة لكل طفل، ويضم كل مركزٍ مشرفًا ومدربًا ومساعدًا ومسعفًا، إضافة إلى ثماني شاشات عرض، موزعة على المراكز، لاستخدامها في الدروس النظرية، وتشمل التعريف بقوانين كرة القدم والتحكيم.

ويقول مدرب مركز المدينة، محمد راغب الأشقر، الذي يُدرب نادي أمية، ولعب سابقًا في أندية جبلة والنواعير والمجد، واحترف في نادي “ذات راس” الأردني، إن فكرة المركز لها كثيرٌ من الأهداف، أهمها انتقاء لاعبين وإعدادهم للمستقبل الرياضي في سوريا.

ويرى الأشقر أن الأعمار الصغيرة لقيت اهتمامًا أكثر من السابق، ففريق كرة القدم كان يبحث عن اللاعبين بمقابل مادي، إلا أنه عندما يملك هؤلاء الأشبال لن يحتاج لأي لاعب من الخارج، بشرط أن يملك الأطفال مقومات أساسية للعب، ويحصلوا على الجرعة التدريبية الصحيحة.

“طول عمرنا بحاجة اللاعب الخارجي، وهو الرقم واحد في سوريا”، يضيف المدرب، لكنّه يؤكد أن من بين الأطفال الذين يدربهم بعمر ثماني وتسع سنوات، هناك خامات بمستويات عالية، ومهاراتهم مميزة في الملعب.

ويشير المدرب إلى أن التمارين التي تستهدف الأطفال، يجب أن تجعلهم يحبون الكرة وتضبطهم وتربيهم، ويوافقه مشرف مركز المدينة، مأمون الحامض، الذي يرى في المشروع “متنفسًا” للأطفال في ظل القصف.

يتدرب الأطفال ضمن فئتين عمريتين، ويؤكد مشرف المركز، لعنب بلدي، أن إنشاء المراكز الثمانية “خطوة مبدئية سيتبعها تشكيل فريق من الأطفال باسم المراكز”.

يسعى المدرب الأشقر لنقل خبرته للأطفال الذين يدربهم اليوم، ويقول إن الأفكار والعبارات التي رددها مدربوه حين كان صغيرًا مازالت محفورة في ذهنه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة