مشروعٌ لرصف حُفَر دوما على غرار حارات دمشق القديمة

من أعمال المجلس المحلي في مدينة دوما - 30 آذار 2017 (عنب بلدي)

camera iconمن أعمال المجلس المحلي في مدينة دوما - 30 آذار 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

خرّبت حُفَر الصواريخ في طرقات دوما “دوزان” عشرات السيارات والآليات، ما دفع المجلس المحلي في المدينة إلى البدء بمشروعٍ لردمها ورصف الطرقات مجددًا.

كطرقات دمشق القديمة المرصوفة بالحجارة، يعمل مجلس دوما على رصف الحفر، مستفيدًا من أحجار أرصفة المناطق التي خلت من السكان، بحكم استهدافها بشكل شبه يومي.

تقليل زيارات الميكانيكي

لم تستثنِ الحفر سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني، إلى جانب سيارات ووسائل النقل البسيطة، ويقول هيثم جمال، أحد سكان دوما، لعنب بلدي، إن فكرة المجلس “ضرورية”، خاصة عند تقاطع الطرقات وفي الأماكن المزدحمة.

ويرى الرجل الأربعيني أن رصف الحفر يفيد في تخفيف الحوادث وزيارات الميكانيكي، ويوافقه سليمان مراد، سائق سيارة إسعاف، شاكرًا المجلس المحلي على المشروع الأول من نوعه في الغوطة.

“المشروع يوفر علينا تصليح الدوزان، وخاصة أننا نتعرض للضرر كثيرًا، كوننا نسير بسرعة ونتجاوز الحفر والمطبات، للوصول إلى مكان القصف وإنقاذ المدنيين”، يضيف مراد.

لكنّ الشاب العشريني كمال سعد له وجهة نظرٍ مغايرة، فيقول ساخرًا “يا سلام.. ستصبح طرقاتنا مرصوفة، في وقت أصبحت حياتنا كلها (مزفتة) وطرقاتنا وعرة”.

الميكانكي هيثم الشيخ يؤكد أن أغلب السيارات التي يصلحها اليوم تعاني من نفس المشكلة، وهي تعطل دوزانها، أو كسر كامل لبعض القطع، لافتًا إلى أن المطبات والحفر تدمر السيارة، ويضطر الميكانيكيون لـ “الترقيع” بقطع صاج صغيرة لزيادة متانة القطعة المكسورة، في غيابٍ شبه كامل لقطع الغيار.

هل يكفي المشروع؟

ردم المجلس المحلي أربع حفرٍ كبيرة ورصفها، من أصل 40 تنتشر في شوارع دوما، ويقول المهندس عدنان المبيّض، رئيس الدائرة الفنية في المجلس، إن العمل مستمر منذ مطلع العام الجاري.

يُؤكد المبيّض أن واجب المجلس تأمين الطرق كخدمات أساسية وباعتبارها مرافق عامة، وبحكم خبرته في هذا المجال، يوضح أن الطرق في دوما كانت تشهد تغييرات وتحسينات كل خمس سنوات.

ورغم إقراره بأن “الإسفلت” هو الأفضل لتسوية الطرقات، إلا أن الأمر يحتاج إمكانياتٍ كبيرة، من المجبل الأساسي إلى المداحل والآليات الضخمة، وجميعها غير متوفرة في الغوطة الشرقية.

ردمت كوادر المجلس المحلي عشرات الحفر الصغيرة والمتوسطة، وأصلحوا ما أمكن من خطوط الصرف الصحي، وفق رئيس الدائرة الفنية، الذي يعتبر أن ذلك ليس حلًا نهائيًا، إذ بقيت مشكلة تجميع الحفرة للأوساخ والمياه، وغدت عبئًا مجتمعيًا يحتاج حلًا جذريًا.

ويرى المبيّض أن الأهالي يعيشون أعباء الحصار والغلاء والقصف، وصعوبة التحرك في الطرقات، مؤكدًا أنه شهد أكثر من حادث تصادم لسيارات تحاول تفادي الحفر والمطبات، ما دعا المجلس لتجريب حلولٍ كالردم والتسوية بالإسمنت المسلح، إلا أن ذلك لم ينفع بوجود مياة الأمطار واستمرار حركة الناس، فتضررت الحفر من جديد.

عقب دراسة المجلس للحل الأفضل، رأى أعضاؤه إمكانيةً في الاستفادة من أحجار أرصفة المناطق المتضررة والخالية من السكان، كونها سهلة التركيب باستخدام الرمل.

الحارات القديمة في دمشق معبدة بأحجار متينة منذ عشرات السنين، وقد قارب المشروع الفكرة مع هذه الحارات، بحسب المهندس.

يستهدف المشروع في الوقت الراهن الأماكن الأكثر ازدحامًا وضرورة، ويشرف على أعمال ردم كل حفرة ستة أشخاص مع مراقب ومهندس، جميعهم يعملون لتنفيذ حلولٍ وصفها المبيّض بـ “الإسعافية”، داعيًا إلى ضرورة أن تضع المنظمات العاملة في الغوطة صيانة الطرقات ضمن جدول أعمالها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة