النبك تحت النار.. ومجازر بحق المدنيين

tag icon ع ع ع

شهدت مدينة النبك حملة عنيفة من كل المحاور، ارتكبت خلالها قوات الأسد والميليشيات المرافقة لها مجزرتين بحق أكثر من 70 مدنيًا يومي الجمعة والسبت 6-7 تشرين الثاني، بينما تتوارد الأنباء عن مجازر أخرى لم يستطع الثوار توثيقها إلى الآن.

واكتشف الناشطون يوم الجمعة أن  مقاتلي  لواء «أبي الفضل العباس العراقي» أعدموا قرابة 40 مدنيًا في حي الفتاح شمال المدينة، بينهم شيوخ ونساء وأطفال وفق الهيئة العامة للثورة، بعد أن انقطع الاتصال معهم منذ أسبوع إثر سيطرة قوات الأسد على الحي.

وقد لجأ الضحايا في وقت سابق من الأسبوع الماضي إلى أحد الأقبية ليحتموا من القصف العنيف على المنطقة، ونقل المركز الإعلامي السوري في القلمون أن النساء اغتصبن قبل قتلهن، فيما حرقت الجثث ونُكّل بها، نقلًا عن شهود من داخل الحي.

بدورها أدرجت «سانا الثورة» أسماء الذين تأكدت من قتلهم في المجزرة وعددهم 35، بينهم 22 طفلًا، فيما لم تستطع التأكد من هوية 5 أشخاص آخرين.

وردًا على سؤال لقناة العربية حول سبب إحراق الجثث قال عامر القلموني عضو المركز الإعلامي إنها «ليست المرة الأولى التي يفعلها النظام وحلفاؤه، فقد مارسوا هذا الأمر وأحرقوا الجثث في عدة مناطق في سوريا».

يوم السبت لم يكن أفضل حالًا إذ أفاقت المدينة على وقع مجزرة أخرى بحي الفتاح أيضًا، راح ضحيتها قرابة 30 مدنيًا بنفس السيناريو، على يد لواء «ذو الفقار» العراقي وفق المركز الإعلامي في القلمون، وقد نشر مقاتلون من اللواء على صفحاتهم في الفيسبوك صورًا تظهر رفاقًا لهم حول الجثث وهم يفتخرون بقتلها، وأفاد مراسل «سمارت نيوز» في النبك أن طريقة القتل كانت بالذبح.

وتناقلت شبكات وصفحات إخبارية صورًا لـلمقدم «أبو شهد الجبوري» قائد لواء «ذو الفقار» العقاري، تظهر اقتياد الجبوري لرجل خمسيني يدعى «منير عبد الحي» ينزف وهو مكبل بحبل، قبل أن تظهر صورة أخرى للجبوري واقفًا فوق جثمان الرجل بعد قتله.

ولم تسلم سيارة تابعة للهلال الأحمر السوري حاولت الدخول إلى حي الفتاح لنقل الجثث والبحث عن ناجين، حيث فتحت عليها الميليشيات العراقية النار عليها واستشهد أحد عناصرها وجرح الآخر.

بدوره اعتبر الائتلاف الوطني السوري هذه «المنهجية المستمرة في القتل والإبادة» تكشف عن هدف نظام الأسد وحلفائه «الرامي لإجهاض انعقاد أي مؤتمر يسعى لإيجاد حل سياسي في سوريا».

ومنذ ثلاثة أسابيع ترزح بلدة النبك الاستراتيجية في القلمون لحصار خانق تطبقه قوات الأسد مدعومة  بعناصر من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي، استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى قصف مركز من الطيران الحربي، وأصيب يوم الثلاثاء 7 أشخاص بحالات اختناق في الحي الغربية إثر استهداف المنطقة بغازات سامة، لم نستطع التأكد من ماهيتها.

في المقابل يحاول مقاتلو الكتائب المتبقية في المدينة الحفاظ على ما بقي من المدينة في ظل نقص بالذخيرة، وتخاذل بعض الكتائب من المنطقة، بالتزامن مع تخوف الناشطين من مجازر أخرى بحق المدنيين المتبقين فيها ومطالبهم بفتح ممر آمن يخرجوا منه.

يذكر أن عددًا كبيرًا من الميليشيات المسلحة تقاتل إلى جانب قوات الأسد، أبرزها حزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس العراقي، والحرس الثوري الإيراني، بحجة الدفاع عن المزارات الشيعية في سوريا، في حين وصل عدد المجازر «بالذبح» إلى 20 مجزرة اتركبت بالسكاكين والساطور، راح ضحيتها 2885 شهيدًا بينهم أكثر من 200 طفل و 120 امرأة حسب الائتلاف الوطني السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة