لماذا يغامر الأسد بما كسبه خلال ست سنوات عبر تنفيذه لهجمة كيماوية

نيويورك تايمز: هل شجعت التصريحات الأمريكية الأسد للهجوم الكيماوي

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (إنترنت)

camera iconالرئيس الأمريكي دونالد ترامب (إنترنت)

tag icon ع ع ع

بعد الضربة الأمريكية لنظام “الأسد” في سوريا، والتي لاقت استحسان دول واستهجان أخرى، بدأت الأوساط السياسية الأمريكية تتسآل عن دور الولايات في تشجييع الهجوم الكيماوي.

وهنا تطرقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى مدى تأثير التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أمريكان مؤخرًا، في تشجيع “الأسد” لتنفيذ الهجوم الكيماوي “الشنيع” على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.

وعكس كل من وزير الخارجية، ريكس تيليرسون، ومندوبة الأمم المتحدة، نيكي هايلي، السياسة الخارجية الأمريكية من خلال تصريحاتهما، مشيرين إلى “عدم اعتزام إدارة ترامب التركيز على رحيل بشار الأسد”، وذلك وفي تصريحات منفصلة في تاريخ 30 آذار الماضي، وفق قول الصحيفة.

وفي اليوم التالي، أدلى شون سبايسر، المتحدث باسم “البيت الأبيض”، بتصريح داعم لما قالاه، وقال “من منطلق الواقع السياسي، علينا أن نقبل من حيث الشروط، أين نحن اليوم”.

يمكنه الإفلات

وبعد أربعة أيام، وبتاريخ 4 نيسان نفذ “الأسد” الهجوم الكيماوي “الأشد” منذ عام 2013، الذي اجتذب اعتراضًا دوليًا، وأدى إلى أول ضربة أمريكية عسكرية على النظام السوري.

وقالت الصحيفة، طرحت “سلسلة الأحداث اللامعة” في “البنتاغون” وداخل دائرة الأمن القومي، سؤال هام للغاية، فيما إذا كانت تصريحات هايلي- تيلرسون وسبايسر، شجعت في واقع الأمر، “الأسد” لاعتقاد أنه “يمكنه الإفلات بفعلته بعد هجوم كيماوي”؟

واعتبرت ليندا روبنسون، كبيرة محللي السياسة الدولية في مؤسسة “راند”، أن “التقارب الشديد في تصريحات هيلي وتيلرسون، قد يكونا أعطار (الأسد) الضمانة لتنفيذ هجومه الكيماوي”.

ورافقت روبنسون الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية في زيارته للمنطقة في شهر شباط الماضي.

لماذا يغامر “الأسد”؟

كما استبعد ماركو روبيو، سيناتور من ولاية “فلوريدا”، أن يكون هجوم “الأسد” الكيماوي “مجرد صدفة”، بعد تصريحات تيلريسون، التي يعتقد أنها “في جوهرها أومأت للأسد للاعتقاد أنه يملك القدرة لفعل ذلك”.

كما شكك أشخاص في “البينتاغون”، “لماذا قد يغامر (الأسد) بما كسبه خلال ست سنوات عبر تنفيذه لهجمة كيماوية”، وفق الصحيفة.

وفي ذات السياق، اعتبر كوري شيك، عضو معهد “هوفر” للدراسات السياسية العامة في أمريكا، أنه “مهما ارتكب تيلرسون وهايلي من حماقة الأسبوع الماضي، فإن (الأسد) هو الملام الوحيد عن الهجوم الكيماوي”.

شيك، هو محرر كتاب “محاربين ومواطنين: الآراء الأمريكية حول جيشنا”، بالتعاون مع وزير الدفاع جيمس ماتياس.

ترقبوا التناقضات من ترامب

وقال شيك إن “عدم انتظام الرئيس دونالد ترامب سينتج عنه العديد من التناقضات التي رأيناها للتو في سوريا، ما يضطر المفكرين في مجلس الوزراء لإيجاد طريقة لمقابلة أهداف البلاد الاستراتيجية”.

واعتبرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية وجهت لنظام الأسد، رسائل “مختلطة” حول سياستها في سوريا، ما دفع “الأسد” للقول إن ترامب “حليف طبيعي محتمل”.

وقالت كاثلين هايكس، وهي رئيسة برنامج الأمن الدولي في  مركز “الدراسات الدولية والاستراتيجية”، إن “السوريون (النظام) قد شعروا أنهم منحو الضوء الأخضر من خلال هذه الرسائل المتناقضة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة