زاد العدد أكثر من ضعفين عن العام الماضي

طلاب وإعلاميو الغوطة مهتمون بتعلّم اللغة العربية

camera iconطلاب لغة عربية في فرع جامعة حلب بالغوطة الشرقية - نيسان 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

أحبّ طالب كلية الشريعة، طارق شمّا، اللغة العربية منذ صغره، متذوقًا بعض معانيها خلال دراسته الابتدائية وصولًا إلى الثانوية، إلى أن غدا التمكّن منها الهاجس الأكبر لديه مؤخرًا، وفق تعبيره، ما دعاه إلى التسجيل في فرع جامعة حلب.

زاد اهتمام طلاب وإعلاميي الغوط الشرقية بتعلّم اللغة العربية، خلال العام الدراسي الحالي، مع توافد أعدادٍ أكبر منهم على قسم المعاهد المتوسطة، التابع لفرع جامعة حلب، وتوجه آخرين لتعلمها على يد مختصين،  ويشرح بعض أولئك الطلاب والإعلاميين الذين التقتهم عنب بلدي، أسباب توجههم لتمكين معرفتهم بلغتهم الأم.

يقول شمّا إنه تعلّق بتعلّم اللغة أكثر، مع بداية حفظه للقرآن، لافتًا “عقب الثانوية العامة اتضح أمامي كثيرٌ من الضعف في النحو والبلاغة والصرف، وزاد ذلك بعد تسجيلي في كلية الشريعة، فقررت أنه من الضروري تمكين معرفتي في اللغة قبل دراسة أي شيء”.

ويرى الطالب، الذي ينحدر من بلدة دير سلمان في الغوطة، أنه من الضروري أن يستقيم لسان المتحدّث، معتمدًا على الألفاظ والقواعد الصحيحة، ويوافقه معظم زملائه في قسم اللغة العربية، الذين وصفوا شعورهم لدى تعمّقهم في بحرها الواسع بـ”الرائع”.

زادت نسبة الطلاب المسجلين في قسم اللغة العربية، ضمن المعاهد المتوسطة في فرع جامعة حلب، أكثر من ضعفين، فارتفع العدد من حوالي عشرة طلاب العام الدراسي الماضي، إلى 33 طالبًا هذا العام.

ثلاث فئات مهتمة بتعلم العربية

رغم أن الطلاب الذين التحقوا بالقسم العام الحالي، لم يشر معظمهم إلى أنهم اختاروا اللغة العربية، لسد النقص في عدد الأكاديميين داخل الغوطة، إلا أن مدرّس العربية في فرع الجامعة ومدارس الغوطة، معاذ عبد الله، اعتبر أن ازدياد المقبلين على تعلمها “جاء بعد تحفيز وتشجيع الطلبة في المرحلة الثانوية، على الاختصاص الأكاديمي في ظل نقص المختصين”.

ويعزو المدرّس نقص الكوادر التدريسية في اللغة العربية، “لهجرة المختصين بسبب الحرب والحصار”، لافتًا إلى اهتمام فئةٍ أخرى بها، متمثلة بالإعلاميين الذين يعتمدون عليها في التحرير الصحفي والتقارير المرئية، “لما يقعون به من أخطاء إملائية ونحوية وأثناء القراءة”.

عبد الله حدّد الفئة الثالثة بطلاب العلم الشرعي، ممن يقبلون على حفظ القرآن والحديث والفقه، والتي توجب على الطالب أن يكون متمكنًا من اللغة وأحرف المعاني وشيء من النحو، “حتى يستقيم الفهم والشرح للطالب ويدرك ما يقرؤه”.

 

إعلاميون يطوّرون لغتهم

يعتمد الناشط الإعلامي، محمود سمان، على معرفته البسيطة باللغة العربية، في إعداد التقارير المصورة في  الغوطة، ويقول إنه واجه صعوباتٍ لضعف درايته في اللغة وأحكامها، خاصة في النطق السليم وضبط النصوص خلال قراءته للتقارير.

ويقع معظم الإعلاميين، غير المختصين، في الأخطاء الشائعة للغة، وفق سمان، ويشير إلى أنه يخضع مع بعض زملائه لدورة “مكثفة” لدى أحد المدرسين، يتعلم فيها مبادئ اللغة العربية، لتصحيح أخطائهم “والحصول في النهاية على تقارير احترافية قدر المستطاع”.

وفي ظل اعتماد بعض الناشطين على مختصي اللغة، تُنظّم رابطة الإعلاميين في الغوطة دورات تدريبية متكررة لتعليم العربية، ويقول أنس الشيخ، مسؤول مكتب التدريب في الرابطة، إن هدفها يكمن في تطوير أداء المتدربين على أحرف المعاني، وإيضاح الأخطاء الشائعة، وتصحيح النحو والصياغة اللغوية والإملاء.

تنظيم الدورة الحالية جاء بعد استبيان لتقدير الاحتياجات التدريبية للإعلاميين، ويوضح الشيخ لعنب بلدي، “قيّمنا الاستبيانات فلاحظنا اهتمامًا عامًا بالعربية، إضافة إلى الرغبة في تطوير المهارات الفنية الخاصة بكل شخص، فلجأنا إلى تطوير العامة، للمساعدة في تطوير عملهم وتقوية لفظهم”.

يُجمع من التقتهم عنب بلدي من الطلاب والإعلاميين على ضرورة تمكين معرفتهم بلغتهم، ويراها طالب السنة الأولى في جامعة حلب، صالح الشامي، “تُفيد في التدريس والخطابة وتأليف الكتب وحلقات البحث”، بينما يستفيد منها المصوّر رضا فواز، في سرد القصص المصورة بالشكل الأمثل، على حد وصفه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة