رؤية “جيش الإسلام” لأسباب ومجريات “اقتتال الغوطة”

تعبيرية: مقاتل على جبهة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية - 28 نيسان 2017 (جيش الإسلام)

camera iconتعبيرية: مقاتل على جبهة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية - 28 نيسان 2017 (جيش الإسلام)

tag icon ع ع ع

روى رئيس المكتب السياسي الداخلي في “جيش الاسلام”، أبو عمار دلوان، في حديثٍ إلى عنب بلدي، مجريات اليومين الأولين من الاقتتال في الغوطة الشرقية.

وبعد معارك دامية، دعا “الجيش” أمس أي عنصر مقاتل في “تحرير الشام”، لوضع سلاحه، معتبرًا أن من “يأتي متبرئًا من إجرام فصيله، فله ما لنا وعليه ما علينا ما لم تتلطخ يداه بدم مسلم”.

قبل الاشتباكات

وعزا دلوان، في لقاءٍ دعا إليه بعض إعلاميي الغوطة، الاشتباكات التي بدأت صباح الجمعة الماضي، إلى “الاعتداءات المستمرة منذ شهرين، وإيقاف عناصر تحرير الشام، لمقاتلي الجيش على حواجزهم ومصادرة بعض الأسلحة الفردية لبعض العناصر”.

ووفق “جيش الإسلام” فإن لقاءات جرت في وقت سابق مع “فيلق الرحمن” ووجهاء الغوطة، لردع عناصر “تحرير الشام”، “إلا أن الفيلق قال إنه لا يملك سلطة عليهم، بينما لم يستطع الوجهاء فعل شيء، في وقت نفت الهيئة أي تصرف من هذا القبيل”.

وأوضح القيادي أنه “في تلك الفترة وصلت أخبارٌ للجيش بالتجهيز لعمل عسكري ضده، إلا أنها لم تؤخذ بجدية إلا بعد تنوع المصادر”.

وأكّد أن السبب المباشر للاشتباكات هو “اعتقال تحرير الشام لرتل مؤازرة كان متوجهًا إلى القابون”، الأمر الذي نفته “تحرير الشام” مسبقًا، معتبرةً أن الهجوم “كيدي ودبّر بليل”.

“خطوط ساخنة” دون “فيلق الرحمن”

لم يتحرك “جيش الإسلام” إلا بعد التواصل مع جميع الفصائل في الغوطة، وإخبارهم بأن المواجهات ستكون مع “تحرير الشام” فقط، طالبًا فتح “خطوطٍ ساخنة” مع بققة الفصائل لتلافي “الأخطاء”، بحسب دلوان.

لم يتجاوب إلا قياديو “أحرار الشام”، الذين فتحوا خطًا أسهم في تصحيح خطأ اعتقال “الجيش” لعناصر من الحركة، وفق القيادي، بينما انقطع التواصل مع “فيلق الرحمن” في الساعة 11 من صباح الجمعة.

وبرّر القيادي الأخطاء بحق “الفيلق” إلى ملاصقة مقراته لنقاط انتشار “تحرير الشام” في عربين وحزة.

وأكّد أنه عقب هجوم “جيش الإسلام” رد عناصر “الفيلق”، وهنا سقط قتلى وجرحى منهم، وقتيل واحد من “الجيش”.

دعا ذلك الفيلق إلى الزج بقواته عصر اليوم الأول، التي توجهت نحو حزة، وخلال المعركة زاد عدد القتلى من الطرفين، إذ سقط أكثر من 17 قتيلًا من “جيش الإسلام”.

اشتداد الاشتباكات دعت قائد “جيش الإسلام”، عصام بويضاني، إلى الأمر باستخدام مكبرات الصوت “لحض فيلق الرحمن للوقوف على الحياد والتأكيد على أن الاستهداف بحق النصرة فقط”، وفق رواية دلوان.

وهنا بدأ المتحدث باسم “الفيلق”، وائل علوان، بإصدار بيانات اتهمت “الجيش بالاعتداء المباشر عليهم”، الأمر الذي زاد من سوء الوضع.

وحاولت عنب بلدي التواصل مع “فيلق الرحمن”، للوقوف على تفاصيل هذه الجزئية إلا أنها لم تلقَ ردًا.

الجيش يواصل حملته والفيلق يتحرك

في الساعة الواحدة من فجر السبت 29 نيسان، تواصل “جيش الإسلام” مجددًا مع “الفيلق” بعد وساطات. وقال دلوان إن اجتماعًا جرى داخل مقر “الفيلق” في عربين استمر نحو ساعتين، إلا أن الفيلق رفض بقاء الجيش في القطاع الأوسط.

تحرّك “الفيلق” بشكل أكبر وحشد تعزيزات عن طريق بلدة الأفتريس، ما اضطر “الجيش” للانسحاب إلى أطراف حزة.

تواصلت الاشتباكات، واستطاع “جيش الإسلام” اعتقال “أبو علي حزة”، بعد إخراجه من سجون “تحرير الشام” في عربين، وهو جزء من أسباب الاقتتال السابق في المنطقة، بمحاولته اغتيال القاضي العام السابق في الغوطة، خالد سليمان طفور، نيسان من العام الماضي.

كما اعتقل شخص معه، حاول في وقت سابق اغتيال سمير كعكة (أبو عبد الرحمن)، شرعي “الجيش”، ووفق دلوان فإنه “اعترف باغتيال القاضي “أبو أحمد عيون”، تشرين الأول 2015.

وتحدث رئيس المكتب السياسي الداخلي في “الجيش”، عن إخراج معتقلين منذ ثلاثة سنوات في سجون “تحرير الشام”، وقال إن العديد منهم اتُهم الجيش باعتقالهم، مؤكدًا أنهم سيظهرون على الإعلام خلال الأيام المقبلة.

كما استعاد “جيش الإسلام” بعض الأسلحة، التي استحوذت عليها “الهيئة” خلال الاقتتال الماضي، إضافة إلى بعض الذخائر.

هدأت وتيرة الاشتباكات في الغوطة اليوم، إلا أن مآلات الأوضاع لا زالت غامضة حتى الساعة.

تواصلت عنب بلدي مع “هيئة تحرير الشام”، إلا أنها رفضت ذكر أي تفاصيل حول مستجدات الأحداث،  وسط تساؤلات حول إمكانية اجتثاثها خارج الغوطة من عدمها، وخاصةً مع تأكيدها في بيانٍ، أمس، أن “ما جرى لن يمر دون محاسبة وعقاب للجيش”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة