tag icon ع ع ع

بدأت قوات الأسد استخدام معبر تجاري في بلدة خربة غزالة مطلع أيار الجاري، يصل بين منطقة حوران ومحافظة دمشق، وتحصّل منه رسومًا مالية لقاء دخول وخروج الشاحنات التجارية، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على الأسعار في كلتا المنطقتين.

خربة غزالة “الاستراتيجية”

وتقع بلدة خربة غزالة وسط محافظة درعا، على الطريق الواصل بين مدينتي دمشق ودرعا، وتخضع لسيطرة النظام السوري بشكل كامل.

وينطلق من البلدة طريقان رئيسيان: الأول من المحور الغربي باتجاه بلدة داعل، ويغذي ريف درعا الغربي، والثاني من المحور الجنوبي باتجاه بلدة الغارية الغربية، ويغذي ريف درعا الجنوبي والشرقي.

ورغم احتدام المعارك في المحافظة، والمناطق القريبة نسبيًا من خربة غزالة، إلا أن البلدة شهدت خلال الأعوام الماضية مرورًا خجولًا للسيارات والشاحنات من وإلى دمشق، اقتصر على السيارات الخاصة، والطلاب والموظفين، وبعض البضائع التي كان النظام السوري يسمح بمرورها.

مشروع ترفيق لـ “الفرقة الرابعة”

وأوضح مصدر إعلامي في خربة غزالة (رفض ذكر اسمه)، أن قوات عسكرية تابعة لـ “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، دخلت خربة غزالة أواخر نيسان الفائت، واستحدثت ساحات لوقوف الشاحنات، ومكاتب لتحصيل الرسوم منها.

وأضاف المصدر، في حديث إلى عنب بلدي، أن قوات الأسد وبموجب المعبر الجديد، سمحت بإدخال مواد البناء والمحروقات والمواد الغذائية كافة إلى درعا، والتي كانت تصل إلى المناطق الخاضعة للمعارضة في المحافظة عن طريق اللجان الشعبية المحلية في السويداء.

ونقل المصدر عن قيادي في “الجيش الحر” توضيحه، أن افتتاح معبر خربة غزالة جاء على خلفية اشتباكات متقطعة بين “الفرقة الرابعة” واللجان الشعبية في السويداء (رجال الكرامة)، سببها رفض اللجان إنشاء حواجز “ترفيق” على طريق السويداء- دمشق.

ورجّح المصدر أن النظام استثمر خربة غزالة، وحولها إلى معبر تجاري رسمي، يحصل من خلاله رسومًا مالية كبيرة، تنعكس إيجابًا على خزينته، أو لصالح الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.

تأثير اقتصادي سلبي في الجنوب

ونقل المصدر عن تجار خضراوات قولهم، إن سيارات الخضراوات تخرج من المناطق المحررة إلى مناطق النظام، ليتم تجميعها في نقطة واحدة تدفع فيها الرسوم، وتخرج باتجاه دمشق في رتل موحد دون أن يتم تفتيشها عبر الحواجز، وهي المعاملة بالمثل للشاحنات التي تأتي من دمشق باتجاه درعا.

وتواصلت عنب بلدي مع تاجر أدخل، في الثاني من أيار، شاحنة تحتوي جرات غاز من دمشق إلى درعا، وقال إنه تعرض لخسائر كبيرة بسبب الرسوم والرشاوى التي دفعها عبر الطريق، وهو ما يشير إلى احتمالية ارتفاع ملحوظ للأسعار في حوران.

كذلك قد ينعكس الأمر سلبًا على أسعار الخضروات في محافظة دمشق، باعتبار أن تحصيل الرسوم يطال كلا الجانبين، ولا سيما أن منطقة حوران هي المصدر الرئيسي للخضراوات في دمشق والجنوب السوري عمومًا.

وحصلت عنب بلدي على نسخة من لوائح الرسوم المضافة على الشاحنات التجارية في معبر خربة غزالة، تظهر المبالغ الكبيرة التي سيلزم التجار بدفعها لدى مرورهم، فعلى سبيل المثال: رسوم شاحنة البيض 500 ألف ليرة سورية، ورسوم شاحنة المولدات الكهربائية مليونا ليرة، وشاحنة الأسماك مليون ليرة.

وفيما لو أصرت قوات الأسد المهيمنة على المعبر، على لوائح الأسعار هذه، فقد يضطر تجار درعا للجوء مجددًا لإدخال البضائع من السويداء، بتسهيلات تقدمها اللجان الشعبية المحلية، وهو الأمر الذي سلكه التجار طيلة الأعوام الخمسة الفائتة.

التجار في مناطق النظام ضمن محافظة درعا، أعلنوا رفضهم للقرار أيضًا، وبدأ تجار اللحوم في درعا المحطة إضرابًا عن العمل، احتجاجًا على الرسوم الجديدة، بحسب مراسل عنب بلدي في المدينة.

موقف الفصائل من المعبر

فصيل واحد من “الجيش الحر” أبدى اعتراضه على معبر خربة غزالة، محذرًا المدنيين والتجار من التعامل مع قوات الأسد فيه، ودفع الرسوم لها.

وأعلن فصيل “شباب السنة” في بيان، الثلاثاء 2 أيار، خربة غزالة والحاجز الجنوبي منها، منطقة عسكرية بالكامل، محذرًا المدنيين والتجار من الاقتراب من المنطقة أو المعبر، أو التعامل مع النظام ودفع مبالغ مالية له.

لكن أيًا من الفصائل الأخرى لم تبدِ موقفًا واضحًا من المعبر، فيما حصلت عنب بلدي على معلومات تؤكد ترحيب فصائل محلية في بلدة داعل بإنشائه.

يرى ناشطون أن معبر خربة غزالة هو بداية لترسيخ مناطق قد تحظى مستقبلًا بحكم ذاتي، في إطار حديث عن نظام فيدرالي لامركزي في سوريا مستقبلًا، لكن آخرين استبعدوا هذه الفرضية، معتبرين أن إنشاءه لا يعدو كونه “سرقة” لأموال المواطنين من قبل قوات الأسد، بطريقة تأخذ شكلًا إداريًا.

مقالات متعلقة