tag icon ع ع ع

أشهر حاسمة تنتظرها عاصمة المنطقة الشرقية في سوريا، دير الزور، وسط سباقٍ بين قوىً محلية وإقليمية لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.

وفي وقتٍ تحاول الدول المؤثرة تجميد المعارك بين النظام والمعارضة، تدعم تحركات لتقليص مساحة التنظيم، الذي يسيطر على نحو 40% من الأرض السورية.

 

“الجيش الحر” يزحف

في زحف سريع قطع مقاتلو “الجيش الحر” مساحات واسعة في البادية السورية، وتمكنوا من دخول الحدود الإدارية لدير الزور، من جهة الجنوب، بالتوازي مع الشريط الحدودي العراقي.

ويأتي التقدم بعد معارك لفصائل “الحر” في البادية تحاول من خلالها فك الحصار عن القلمون الشرقي.

أبرز الفصائل في المنطقة هي: جيش أسود الشرقية، قوات الشهيد أحمد العبدو، جيش مغاوير الثورة، جيش أحرار العشائر، وجيش سوريا الجديد.

وتتلقى دعمًا من غرفة عمليات تنسيق الدعم (موك)، والتي تشمل الأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة.

وترددت أنباء عن دخول مباشر لقوات برية أردنية وبريطانية وأمريكية في معارك المنطقة، إلا أن محللين عسكريين رجحوا اقتصار الدعم على الاستشارات والتخطيط والتدريب، وتقديم سلاح قادرٍ على إمالة الكفة لصالح الفصائل.

وإلى جانب التحرك الميداني، تطمح فصائل من “الجيش الحر” لدخول المعركة قادمة من شمال حلب، فأعلنت، في آذار الماضي، الانضواء في مجلس دير الزور العسكري، بهدف “تحرير” المحافظة من تنظيم “الدولة” والنظام السوري، وقوات “سوريا الديمقراطية”.

 

قوات الأسد تحاول قطع الطريق

بدورها تحاول قوات الأسد قطع الطريق على فصائل “الجيش الحر”، بالسعي إلى السيطرة على طريق دمشق- بغداد، وكبح أي تقدم من البادية باتجاه الدير.

وأطلق مناصرو النظام السوري، في الأيام القليلة الماضية، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “lavender to Deir ez-Zor”، مرفقة بخرائط لخطة قوات الأسد التقدم إلى المحافظة.

واستبق النظام العمليات، بالإعلان عن تشكيل “حشد الجزيرة والفرات” من دمشق، نهاية العام الماضي، وقال حينها إن أبناء المنطقة الشرقية بدأوا الحراك لطرد تنظيم “الدولة”.

وما يزال النظام السوري يحتفظ بمسمار في قلب مدينة دير الزور، إذ يسيطر على ثلاثة أحياء هي الجورة والقصور وهرابش، إلى جانب المطار العسكري، وهو محاصرٌ في هذه المناطق من تنظيم “الدولة” ويعتمد على الإمداد الجوي الروسي.

 

“سوريا الديمقراطية” داخل دير الزور

تمكنت قوات “سوريا الديمقراطية”، المدعومة أمريكيًا، من دخول الحدود الإدارية لدير الزور، من الجهة الشمالية الغربية، في إطار عملياتها لعزل تنظيم “الدولة” في مدينة الرقة.

وتضم القوات، التي تشكل الوحدات الكردية عمادها، مقاتلين من دير الزور، ينضوون في مجلس دير الزور العسكري وقوات النخبة التابعة للمعارض السوري أحمد الجربا.

وشكّل انتخاب رياض درار، المنحدر من دير الزور، رئيسًا مشتركًا لـ “مجلس سوريا الديمقراطية” في شباط الماضي، مؤشرًا إضافيًا لتوجه القوات في المحافظة.

وقال درار في وقت سابق لعنب بلدي إن “دير الزور مرحلة ثانية بعد تحرير الرقة”، معتبرًا أن “وجود النظام في المدينة يدعو إلى عملية التحرير، التي ستكون بالتعاون مع أبناء العشائر العربية”.

لكن محللين عسكريين يستبعدون دخول القوات كرأس حربة في معارك الدير، لسببين رئيسيين: انشغالها بمعارك الرقة التي يتوقع أن تتحول إلى حرب استنزاف طويلة، وللحساسية العربية- الكردية في المنطقة.

 

عراقيون إلى سوريا

وقال القائد العسكري في ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي، كريم النوري، إن المعارك مع تنظيم “الدولة” ستنتقل إلى داخل الحدود السورية قبالة البوكمال.

جاء ذلك في تصريح لصحيفة “الحياة” اللندنية”، نهاية نيسان الماضي، وأوضح أنه بعد “تحرير البغاج والقيروان (غرب الموصل) نكون فتحنا خطًا كاملًا نحو سوريا، وأكملنا سيطرتنا على أهم طرق إمداد داعش ومحاصرته في الموصل”.

ويبدو أن الحشد يريد تثبيت نقاط تدعم النظام السوري في المحافظة، لتلاقي مصالح الجانبين المدعومين من طهران، وهو ما أكده القيادي في “الحشد” ورئيس منظمة بدر، هادي العامري، بالقول “الحكومة السورية، برئاسة بشار الأسد، وجهت دعوة لقيادات الحشد لدخول سوريا بعد إكمالها تحرير العراق”.

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أصدر مطلع آذار الماضي، أوامر لقواته بضرب مواقع التنظيم داخل سوريا، وقال “وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي، في حصيبة، وكذلك في البوكمال، داخل الأراضي السورية، والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الأخيرة في بغداد”.

ينظر إلى دير الزور باعتبارها مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا، فمن يسيطر عليها يمسك بزمام عقدة المنطقة الشرقية في سوريا، ويرفد خزينته بثروة نفطية كبيرة، ويثبّت نقاطًا على خط طهران- دمشق.

خريطة السيطرة في سوريا - 8 أيار 2017 (liveuamap)

خريطة السيطرة في سوريا – 8 أيار 2017 (liveuamap)

مقالات متعلقة