300 لاجئ مهددون بالترحيل.. القصة الكاملة لأحداث سلطان غازي في اسطنبول

أتراك غاضبون جراء مقتل مواطن تركي على يد لاجئين في حي سلطان غازي في إسطنبول - الإثنين 15 أيار (سوزجو)

camera iconأتراك غاضبون جراء مقتل مواطن تركي على يد لاجئين في حي سلطان غازي في إسطنبول - الإثنين 15 أيار (سوزجو)

tag icon ع ع ع

اعتقلت السلطات التركية نحو 300 لاجئ سوري وأفغاني، على خلفية التصعيد الذي ولّده مقتل مواطن تركي في حي سلطان غازي، مطلع الأسبوع الجاري.

ووفقًا لوسائل إعلام تركية قتل شاب تركي يدعى رمضان شاهين، مساء الأحد 14 أيار، بعد محاولته التفريق في مشاجرة مع مجموعة من اللاجئين الأفغان والسوريين.

وتقول الرواية التركية إن الحادثة كانت بسبب “تحرش” بفتاة، ولاحقًا نشبت مشاجرة بين سوري وأفغاني، وهنا حاول رمضان التفريق بينهما، فطعنه الأفغاني في قلبه، وفق ترجمة عنب بلدي عن قناة “NTV” المحلية.

وكرد فعل على الحادثة، اجتمع مواطنون أتراك أمام منزل رمضان عقب صلاة الجنازة، وبدأوا يلقون الشعارات معترضين على وجود السوريين، مساء أمس، الثلاثاء 16 أيار، وفق شبكة “CNN Türk”.

لا دخل للسوري

وتواصلت عنب بلدي مع حسام، وهو أحد قاطني الحي من السوريين، رفض ذكر اسمه الكامل، وقال إن المشاجرة بدأت بين سوري وأفغاني، لتحرش الأخير بفتاة سورية، وهنا تدخل التركي فطعنه الأفغاني، مشيرًا إلى أنه “لا دخل للسوري أبدًا”، وهذا يطابق الرواية التركية.

وأكدّ حسام أن التركي رمضان قبل أن يموت قال إن الأفغاني هو من قتله، مشيرًا إلى هرب السوري منذ وقت الحادثة.

وتابع حسام مشيرًا إلى أن الأتراك تجمعوا وهاجموا محلات السوريين في المنطقة، وأن الشرطة ختمت عدد من المساكن الشبابية للسوريين بالشمع الأحمر.

ولاحقًا تجمع شباب أتراك في خمس سيارات من طراز “فان” واتجهوا إلى أحد الأبنية التي يقطنها شباب سوريون وحاولوا إنزالهم للشجار، لكن عندما لم يفتح الباب غادروا المكان، وفق ما قاله الشاب السوري.

كما أغلقت مدرسة “الشهيد فرقان دوغان” في شارع عصمت باشا، في منطقة جبجي، لمدة يومين، تخوفًا من التصعيد المحتمل.

مواطنان: السبب “أتاوة”

وفي الوقت الذي ترسخت نظرية المشاجرة التي بدأت بسبب التحرش بإحدى الفتيات، نشر ناشطون أتراك على “تويتر” صورة لمحادثة “واتساب”، بين مواطنَين تركيَين، أحدهما شاهد على الحادثة ونفى القصة المتداولة.

الأول: ما القصة بالضبط، فروايات المواقع التركية متضاربة؟

الثاني: بلطجية الحي كانوا يأخذون “أتاوة” من السوريين والأفغان، فلم يعد اللاجئون يطيقون ذلك، فنشأ شجار بين الجانبين ليقتل الشاب وهو يحاول التفريق بينهم، جراء ضربة بالسكين (دون أن يحدد من هو القاتل).

الأول آسفًا: الآن أهالي الحي لا يقتربون من هؤلاء (البلطجية)، ويهجمون على اللاجئين. ويقولون إن المشكلة كانت بسبب تحرش الأفغان بفتاة مارة.

الثاني: هذا كذب يا أخي، هم يروجون لهذه الرواية، أصحاب المحلات شاهدون على الحادثة.

سكان الحي: لا نريد الأجانب

لكنّ القضية أخذت أبعادًا طالب من خلالها السكان بإخلاء “الأجانب”، فقال محمد صالح أصلان، في لقاء مع قناة “TGRT” مساء الأحد، إن “الشاب رمضان، دخل بهدف التفريق بين سوريين وأفغان جراء مشاجرة بسبب (التحرش) بفتاة مارة، ليلقى حتفه”.

وأشار أصلان إلى أن ساكني الحي سيجولون أحياء المنطقة بهدف الترويج لفكرة طرد الأجانب منها، عقب صلاة الجنازة في اليوم التالي.

واستنكر المواطن نفسه وجود الأجانب، متحججًا أن الأتراك لم يعودوا قادرين على الخروج من منازلهم والتنزه بحرية “بسبب اللاجئين”، قائلًا “احتلوا حدائقنا وشوارعنا، نحن لا نريدهم هنا”.

وعقب الحادثة اعتقلت السلطات التركية، مساء أمس الثلاثاء، نحو 300 لاجئ سوري وأفغاني، وأرسلتهم إلى مراكز الإيواء، ومازالت الاحتياطات الأمنية في المنطقة مستمرة.

ووفقًا للمعلومات الأولية تنوي السلطات ترحيل المعتقلين إلى مخيمات اللاجئين خارج المدينة.

فيما أشارت صحيفة “سوزجو” التركية إلى أنه سيرحل نحو 116 لاجئًا إلى خارج تركيا.

وبالتزامن مع حادثة سلطان غازي، شهدت مدينة مرسين مشاجرة أخرى بين سوريين وأتراك، وقتل مواطن تركي، دون وجود تصريح رسمي حول القصة وأسبابها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة