معرة النعـمان: شعـلة لا تـنـطفئ

tag icon ع ع ع

سامي الحموي – معرة النعمان

معرة النعمان درة الشمال وعاصمة ريف إدلب، غنية عن التعريف لما تملك من زخم حضاري وتاريخي جعل منها محط أنظار الملوك والشعراء.

انتفضت المدينة على حكم الأسد باكرًا فكانت سباقة في الثورة، وأضحت منبرًا لكل ثائر في المنطقة، حيث كان لها الدور الريادي في سلمية الثورة من خلال مظاهراتها الكرنفالية التي ما زالت مستمرة بها حتى يومنا هذا.

زياد الآمنة (بلبل معرة النعمان) والناشط في الحراك الثوري تحدث إلى عنب بلدي عن الواقع الثوري في المدينة: «رغم كل التحديات التي واجهت الثوار من قمع واعتقالات وقتل وتنكيل بأبناء المدينة، استمرت المظاهرات في المعرة ومن ثم  تشكلت سرايا وكتائب من أبناء المدينة لحماية الحراك الثوري، ورغم ضعف الإمكانيات اللوجستية للناشطين لرفضهم الوصاية من الائتلاف الوطني لقوى الثورة أو المجلس الوطني السوري وحفاظًا على حرية الحراك الثوري وعدم استخدامه من قبل أي فصيل سواءً كان سياسيًا أو عسكريًا، استمرت المظاهرات بصورة رمزية  في ظل عدم الدعم واستمرار القصف على المدينة».

وأضاف الآمنة: «وخوفًا على من تبقّى من الأهالي نخرج بمظاهراتنا في يوم هادئ نسبيًا ولا نطيل الوقوف في الاعتصام أو المظاهرة خشية تجدد القصف، حيث نعتمد في مظاهراتنا على مكبرات للصوت وأعلام الثورة وصور ويافطات لتكون رسائل للمجتمع الدولي والعالم منها باللغة العربية ومنها بلغات مختلفة، فكان للحراك الثوري رونقه الطبيعي حتى يومنا هذا وكانت آخر مظاهرة واعتصام بتاريخ 3/1/2014».

ولا تزال مدينة معرة النعمان تتعرض لقصف شبه يومي، ويتركز القصف من معسكرات الجيش النظامي في وادي الضيف والحامدية، إضافة إلى الغارات الجوية المتكررة على المنطقة، بالتوازي مع ذلك ومنذ أن أعلن الثوار معركة تحرير المدينة بتاريخ 8/10/2013، وما زالت المعارك مستمرة بشكل مضطرد ما بين الثوار وحواجز النظام في المعسكرات آنفة الذكر، حيث يخوض الثوار ما يشبه حرب استنزاف بين كر وفر ورباط على ثغور معسكر وادي الضيف والذي يتألف من عدة حواجز تمتد على طول 7 كم، ويتجاوز عدد الحواجز 40 حاجزًا وخط إمداد له من حواجز بعيدة من جهة الجنوب.

في ظل هذه المعطيات المأساوية يعاني أهالي المدينة من التشرد والنزوح وقلة الغذاء والدواء وتدمير في البنى التحتية والتي تعرضت معظمها للتدمير، وأهمها شركتي الكهرباء والمياه وجميع المراكز الخدمية والطبية، الأمر الذي أدى إلى تفشي العديد من الأمراض في صفوف الأهالي ومنها اليرقان والليشمانيا، فيما يعاني الأطفال من توقف التعليم في ظل تدمير معظم المدارس ونزوح الكثير من الكادر التعليمي عن المدينة.

لم يتبقَّ من أهالي معرة النعمان إلا الثلث تقريبًا بعد أن نزح معظم سكانها إلى المخيمات أو المدن المجاورة، ومن تبقّى آثر المعاناة في مدينته رغم كل أشكال الموت والخراب وندرة وغلاء السلع الأساسية، آملين أن تتغير المعطيات وتتحرر سوريا كافةً من الاحتلال الأسدي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة