مساجد جديدة في مخيمات إدلب.. نازحون: أولادنا أحق

مئذنة مسجد مدمر في معرة النعمان بإدلب - أيار 2017 (عنب بلدي)

camera iconمئذنة مسجد مدمر في معرة النعمان بإدلب - أيار 2017 (عنب بلدي

tag icon ع ع ع

إدلب – طارق أبو زياد

نشطت حركة بناء المساجد في محافظة إدلب، في الأشهر الماضية، وخاصة في المنطقة الحدودية مع تركيا، حيث تنتشر مخيمات النازحين على طول الشريط الحدودي، في وقت يُطالب الأهالي بضرورة تجهيز أماكن للسكن، بدل الخيام التي يسكنونها اليوم، والتي غدت مكانًا للإقامة الدائمة بعدما كانت مؤقتة.

ورصدت عنب بلدي أن بعض المساجد قيد الإنشاء في المنطقة، إلى جانب أخرى انتهى تأسيسها داخل المخيمات، من قبل إدارات المخيم أو منظمات عاملة في المنطقة أو من قبل فصائل عسكرية، وبينما وجدها البعض ضرورة، دعا آخرون لبناء ما يقيهم برد الشتاء وحر الصيف.

نازحون: أولادنا أحق

يقطن ثائر حج إسماعيل داخل خيمة على الحدود التركية، بعد نزوحه من منزله في ريف حلب الجنوبي، ويرى أن بناء المسجد داخل المخيم “غير منطقي”، فـ “رغم أن المسجد أساسي في حياة الناس، إلا أننا نبحث اليوم عن حل يبعدنا عن العيش في العراء”.

 وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تضرّر 16 مركزًا دينيًا، من أصل 102 من المراكز الحيوية المتضررة، خلال نيسان الماضي.

لماذا لا يُبنى منزلٌ يؤوي بعض العائلات بنفس القيمة؟ يتساءل الأربعيني حج إسماعيل، معتبرًا أن بناء المساجد والمدارس وغيرها من البنى التحتية، يأتي في الدرجة الثانية “فأولادنا أحق بذلك العمار”.

ورغم أن البعض يوافق حج إسماعيل، إلا أن آخرين يرون في بناء المساجد، أمرًا مهمًا لأنها “تبني الإنسان وتقوّم أخلاقه، وتحثه على فعل الخير”، وفق خريج المعهد الشرعي في دمشق، غياث الهبط.

ويقول الهبط لعنب بلدي إن بناء الإنسان وتوعيته، يجعل منه أهلًا لبناء المدن وتشييد البنى التحتية، “فمن غير العلم الشرعي والرجوع إلى الله لا حياة ولا منازل ولا حضارة”.

وتستثمر المساجد من قبل التيارات الدينية الرئيسية في الشمال السوري والفصائل التي تمثلها، كالسلفية الجهادية والصوفية والمحسوبين على جماعة “الإخوان المسلمين”، من خلال “معاهد” تسيّرها الهيئات الشرعية للفصائل وتضع مناهجها.

وقد كرّمت حركة “أحرار الشام الإسلامية” 300 حافظ وحافظة للقرآن الكريم، في 19 أيار الجاري، تخرجوا من معاهد الحركة في مساجد الشمال السوري.

ترميم 70 مسجدًا في المناطق “المحررة”

تنشط منظمة “عمّار المساجد” في الشمال السوري، منذ أكثر من عامين، ويرى عبيدة قبّش، أحد أعضائها، أن الانتقادات لبناء المساجد تحتاج إلى تفنيد “فعشرات المنظمات قابلت إجرام الأسد وتهجيره الأهالي بخطوات جيدة في قطاعات التعليم والطب والإغاثة، وإحياء بعض المناطق المدمرة، ولا بد من إكمال الحلقة”.

 “عمّار المساجد” منظمة غير ربحية، تأسست في كانون الثاني 2015، وتُعنى بمستلزمات المساجد وإعمارها وتحفيظ القرآن.

“بعد رصدنا الاهتمام الكبير للغاية بقطاع الإغاثة والمستشفيات، ورغم إمكاناتنا الضعيفة للغاية، كان لا بد من سد ثغرة تدمير المساجد”، يقول قبّش، مضيفًا “أكرمنا الله بإخوة عملوا في الخارج لحث السوريين على التبرع، فنحن لا نريد إعمار البنيان وحسب، بل إعمار الإنسان”.

رمّمت المنظمة وبنت حوالي 70 مسجدًا خلال عامين في المخيمات، وداخل البلدات والقرى “المحررة” شمال سوريا، وفق إدارتها، ويعتبر قبّش أن الاهتمام بالجانب الديني “يشكل حجر الأساس وبدونه يفقد الإنسان قيمة الحياة وغايته في التحرر من الاستبداد”.

رغم توجه المنظمة إلى بناء المساجد، إلا أن قبّش يوافق الأهالي بضرورة تحويل الخيمة إلى منزل معزول، داعيًا المؤسسات الخيرية ومن وصفهم بـ “أهل تلك المسؤولية” لتكثيف جهودهم.

“تكلفة إعمار المخيم باهظة، وفي حال بنيت مساكن لبعض الأهالي سيغضب الآخرون”، وفق رؤية قبّش، مجيبًا على تساؤلات عنب بلدي أن المنظمة تعمل وفق اختصاصها وبما تستطيع فعله للسوريين في الشمال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة