tag icon ع ع ع

يختصر فيلم “العودة إلى حمص” حكاية الثائر الحمصي “سيمو”، ابن حي الخالدية الحمصي، فتروي ترانيم صوته وابتسامته الهادئة، التي لم يبق من أثره غيرها، قصة عاصمة الثورة السورية.

ودّع الناشط الحياة في ذكرى إفراغ مدينته ومع انتهاء آخر معاقل الثورة، في أيار 2017، بعدما غادرها في أيامها الأولى وعاهدها على العودة، ولقاء زينة التي أحبها خلال سنوات الحصار.

أسامة الهبالي، الإعلامي الحمصي العشريني ابن حي الخالدية في مدينة حمص ورمز الحراك السلمي، غطّى أحداث الثورة السورية الأولى في مدينته، بدءًا من حي البياضة والخالدية إلى أحياء حمص القديمة، موثقًا بكاميرته البسيطة هجمات قوات الأسد.

لكن أصدقاءه نعوه “شهيدًا تحت التعذيب” في سجن صيدنايا العسكري، بعد اعتقال دام أكثر من خمس سنوات، فقد أوقفته قوات الأمن أثناء عودته إلى حمص على الحدود اللبنانية السورية في آب 2012، بعدما تلقى العلاج داخل الأراضي اللبنانية جراء إصابة تعرض لها بشظايا قذيفة هاون.

شاب مسالم وهادئ، ورمز لروح الثورة السورية الصادقة، يقول الناشط الإعلامي هادي العبد الله، “ودعت حمص ابنها البار المعتقل منذ العام 2012، كان من أهم الوجوه الحاضرة في البدايات عمل بجد وإخلاص، لم يثنه شيء عن المضي قدمًا نحو خدمة ثورته”.

كان الحاضر الغائب، يضيف العبد الله، “لا تفيه الكلمات حقه، يرحل عنا شهيدًا تحت التعذيب في تلك السجون المظلمة (…) لفظ آخر الأنفاس بعد أن ملأ وطنه حبًا وطيبًا يستمر عبقه لأجيال وأجيال”.

صنع الشاب عشرات الأفلام القصيرة أثناء وجوده في مدينة حمص، من بينها الفيلم الصامت “زينة”، الذي يصور فتاة في إحدى شوارع المدينة تبتسم بعد سقوط القذيفة.

إضافةً إلى الفيلم القصير “موعد مع قذيفة” التي تحدث فيه عن الإصابة التي تعرض لها، وكلماته الطريفة التي افتتحها أثناء حديثه “ما في داعي نروح.. هلق بتنزل عنا”.

كان “سيمو”، إلى جانب عددٍ من الناشطي، بطل فيلم “العودة إلى حمص” للمخرج طلال ديركي، الذي وثّق بداية الحراك السلمي في مدينة حمص، ثم تحولها إلى العمل المسلح بعد مقتل عشرات المدنيين برصاص قوات الأسد.

https://www.youtube.com/watch?v=_pE9jW7Rk8c

كما رافق مقاتلي مدينة حمص أثناء محاولتهم فك الحصار عن الأحياء القديمة والوصول إلى حي البياضة، والذي كان من بينهم الناشط عبد الباسط الساروت.

وبيّن الشاب تأثير العنف الوحشي على أهالي ومقاتلي الأحياء الحمصية، وتفاصيل حياتهم اليومية، بالتزامن مع سطوة “التجييش الأسدي” وارتفاع سطوة الموت والدمار.

اختصرت شقيقة الهبالي حكايته ببضع كلمات، وخاطبته في يوم وفاته “كنت عم استنى تطلع تفرح بخبر زواجي من رفيقك طارق، وتشوف ابن اختك يلي هو أول طفل بعيلتنا الصغيرة (…) كنت عم استنى تطلع ونفرح فيك، ونشوف ولادك وتكمل مسيرتك بالثورة يلي ما بتتخلا عنها لو بتموت (…) فعلًا طلعت روحك فداء للثورة بس والله وجعتنا كتير”.

لم يعد “سيمو” إلى حمص كما عاهدها، لكنه وفى بعهده الذي سار عليه في الحرية والكرامة، ماشيًا في طريق سبقه إليه أصدقاؤه الأوائل مثل “أبو بلال الحمصي”، وباسل شحادة، وطارق الأسود، وأنس الطرشة.

مقالات متعلقة