أمراض معدية، تنتشر بين أطفال مخيمات البقاع اللبناني

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 104 – الأحد 16/2/2014

مخيمات (1)محمد زيادة

في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يعيشها أطفال اللاجئين ضمن منطقة البقاع اللبناني، تنتشر الأمراض المعدية لتكون مصدر قلق لكل من العائلات النازحة في مخيمات اللجوء، وللمنظمات الإنسانية وعلى وجه الخصوص الدولية منها.

عند زيارة مخيم «خلّوف»، الواقع خلف المدينة الصناعية في زحلة والقريب من نهر الليطاني، الذي اتخذته المصانع والمخيمات -على حد سواء- كمجرى للصرف الصحي ومرمى للنفايات الصناعية، لاحظنا وجود عدة حالات من عدوى «اللايشمانيا» لدى الأطفال، بعضها في مرحلة خطرة من المرض، مترافقة مع القمل وحالات أخرى من الجرب.

كانت تلك الحفرة مسودة الحواف على يد «سحر»، الطفلة صاحبة الأعوام العشرة، مثيرة للشفقة، وفي عينيها دموعٌ خالطها شعورٌ باليأس، فلا وجود لمن يساعدها على علاج حالتها سوى عصّارة المرهم المضاد للحروق المتوفر في حقيبة والدتها، العاجزة عن اصطحابها إلى الطبيب أو المستشفى بسبب «سوء الحالة المادية».

«اللايشمانيا» مرض فيروسي يصيب الدم ليضعف مناعة الجسم ضد الالتهابات، تسببه بعوضة حجمها أصغر من حجم البعوضة العادية بثلاث مرات، تكثر في أماكن مصبات الصرف الصحي والحظائر والزرائب والتي تنتشر غالبًا قرب خيمات اللاجئين. تنشط البعوضة القاتلة في بعض حالاتها منذ الغروب حتى الشروق لتفتح بابًا جديدًا من المخاوف والكوارث التي تحيط بأهل الخيم المنسيين.

وفي مخيم «حسون» القريب من المخيم السابق، يتوسط مستنقع المياه المليئة بالقمامة والسراخس والخز المخيم، ويطلق عليها قاطنوه «قصور يلدز» كنوع من السخرية على الحالة المزرية التي وصلوا إليها.

هنا يُترك الأطفال دون رقابة ليلعبوا بما يشاؤون وكيف يشاؤون لانشغال أهلهم عنهم لتأمين قوت يومهم، يتراشقون بالحجارة في موجات الصقيع وعواصف الشتاء، يركضون مع الخراف ويحتكون بها، ويحفرون خنادقًا في الطين ليختبئوا بها، لتصيبهم بعدها أنواع عديدة من الحمّى وارتفاع الحرارة وأمراض الصفيري «اليرقان» والحصبة.

في المقابل تقوم بعض المنظمات الدولية بمساعٍ لتحسين الوضع الصحي للأطفال، لكن دورها مازال مقتصرًا على الحالات التي تستطيع هذه المنظمات الوصول إليها؛ وقد أنشأت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة «save the children» ومفوضية الأمم المتحدة مستوصفات عدة، أهمها مستوصف «بر الياس» الواقع في البقاع الأوسط، حيث يشهد المستوصف إقبالًا كبيرًا من المناطق المجاورة، كما قامت منظمة اليونيسيف بحملة تطعيم واسعة ضد شلل الأطفال، شملت المخيمات والمنازل والمستوصفات والمراكز الصحية، وقامت بتغطية معظم الأراضي اللبنانية.

وفي نفس السياق أفاد أحد المتطوعين في منظمة إنقاذ الطفل، أن المنظمة قامت بحملات توعية صحية في منطقة البقاع وصلت إلى خمسة آلاف شخص، اهتمت بالأمراض المنتشرة حديثًا مثل اللاشمانيا والصفيري التي تصيب الأطفال وتشكل خطرًا على حياتهم.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة فإن عدد اللاجئين في لبنان تجاوز 900 ألف لاجئ في إحصاءاتها لشهر شباط الجاري، يتوزع 288 ألفًا منهم في منطقة البقاع.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة