استماتة إيرانية روسيّة على الحدود العراقية

قوات الأسد تبني “أحلامًا” شمال التنف.. و”الحر”: لن تتحقق

camera iconمقاتل من جيش مغاوير الثورة قرب معبر التنف على الحدود السورية العراقية - 22 أيار 2017 - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

شهدت الحدود العراقية السورية استماتة إيرانية روسية للوصول إلى الجهة الجنوبية لمدينة البوكمال في ريف دير الزور، شمال شرق قاعدة التنف العسكرية، لتقابلها تحذيرات جوية من قبل التحالف الدولي استهدفت أرتالًا عسكرية لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية الرديفة في المنطقة.

تطورات عسكرية سريعة ومفاجئة، كان آخرها الإعلان الروسي السوري الوصول إلى الحدود العراقية شمال شرق التنف، بعد معارك قالت قوات الأسد إنها كانت “دقيقة ونوعية” واستطاعت من خلالها الالتقاء مع “الأشقاء العراقيين” بعد انقطاع دام لسنوات.

إلا أن فصائل “الجيش الحر” التي يمثلها في المنطقة “جيش مغاوير الثورة” اعتبرت أن هذا الإعلان “حلمٌ لن ولم يتحقق”، مشيرةً إلى أن التقدم العسكري مجرد “رسوم على الخرائط”، دون أن يكون له أي مكسب أو ثقل عسكري، الأمر الذي بقي في دائرة الغموض وسط تكهنات عن اتفاق أمريكي روسي أفضى بوصول الأسد إلى الحدود بتكتّم من “الحر”.

تغير للنفوذ بعد “الزكف”

وجاء في بيان لقوات الأسد، السبت 10 حزيران، أن “الجيش السوري سيطر على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية بمساحة 20 ألف كيلومترٍ مربعًا منذ بدء العمليات جنوب وشرق مدينة تدمر”.

واعتبر البيان أن “هذا الإنجاز يشكل تحولًا استراتيجيًا في الحرب على الإرهاب وقاعدة انطلاق لتوسيع العمليات العسكرية في البادية، ويقطع خطوط إمداد التنظيم على أكثر من اتجاه”.

الناطق الرسمي باسم “جيش المغاوير” أبو جراح، ردّ على ما ذكره البيان وقال “هل من المعقول أن يفتح الأسد طريقًا طوله أكثر من 100 كيلومتر وعرضه خمسة كيلومترات بهذه السرعة (…) هل هو جدار؟”.

وأشار إلى أن “معسكر الزكف، الذي شملته رسوم النظام من الناحية الشمالية والشرقية، آمن بشكل كامل، وقوات الجيش الحر موجودة في مراكزها”.

وكان الفصيل العسكري المنضوي في “الجيش الحر” أنشأ في 6 حزيران الجاري بدعمٍ من التحالف الدولي، معسكرًا جديدًا شرق قاعدة التنف العسكرية، على الحدود السورية العراقية.

وفي حديث مع قائد “جيش المغاوير”، مهند الطلاع، قال إن المعسكر أُنشئ باتجاه الشمال الشرقي من قاعدة التنف بنحو 60 كيلومترًا في منطقة الزكف، وحوالي 130 كيلومترًا عن مدينة البوكمال بريف دير الزور.

وأوضح أن الهدف الأساسي من إنشائه هو تنفيذ دوريات وعمليات عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وكخطوة تحضيرية لمناطق عسكرية أخرى باتجاه الشرق.

كما يعد منطلقًا للفصيل العسكري للقيام بعمليات متوسطة وصغيرة في منطقة البادية السورية، والمناطق المحيطة بقواعد السيطرة.

ضربة جوية للتحالف تربك روسيا وإيران

من جانب آخر وكخطوة استباقية، لم تكن التحذيرات الأمريكية لقوات الأسد من التقدم تجاه القاعدة العسكرية في التنف والمنطقة “الآمنة” التي ترعاها “عبثية”، إذ استهدفت في 7 حزيران الجاري بعدة ضربات جوية أرتالًا لقوات الأسد والميليشيات المساندة له في البادية السورية وقتلت أكثر من 60 عنصرًا.

وأعلن التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” أن مقاتلاته دمرت رتلًا لقوات موالية للنظام السوري في البادية السورية، قرب معبر التنف الحدودي، موضحًا أن الرتل المستهدف مكون من 60 عنصرًا ودبابة ومضادات ومدفعية.

في حين أقرّت قوات الأسد بالغارات، وذكرت في بيان مقتضب عقب إعلان التحالف أن “طيران ما يدعى بالتحالف الدولي أقدم بالاعتداء على أحد مواقعنا العسكرية، على طريق التنف في منطقة الشحيمة بريف حمص الشرقي، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وبعض الخسائر المادية”.

وذكر مصدر في “الجيش الحر” لعنب بلدي أن الرتل يعود لميليشيات عراقية، وأن عدد القتلى يفوق 50 مقاتلًا، وسط نعي وسائل إعلان إيرانية مقاتلين قتلوا في العملية، وبينهم قائد لواء الاستطلاع في ميليشيا “فاطميون”، محمد حسيني الملقب بـ “سلمان”.

هل قُطع حلم المغاوير في الوصول إلى وادي الفرات؟

في سياق متصل كثرت التساؤلات في الأيام القليلة الماضية عن الوجهة العسكرية التي يرنو إليها “مغاوير الثورة”، سواء البقاء في قاعدة التنف العسكرية، أو التوجه إلى مدينة دير الزور والمناطق المحيطة بها.

وفي حديث مع الطلاع حدد الوجهة العسكرية القادمة لـ “المغاوير” تجاه وادي الفرات، لكنه لم يحدّد المدينة أو المنطقة فـ “ربما تكون البوكمال أو غيرها”.

وأشار إلى تعزيزات من قبل التحالف الدولي إلى المنطقة، “لدعم المغاوير العاملين بشكل منفرد، دون أي تدخل لأي فصائل أخرى”.

إلا أنه وفي حال ثبتت سيطرة قوات الأسد والميليشيات المرادفة له على المنطقة الواقعة شمال شرق التنف، ووصولها إلى الحدود العراقية، يكون العمل العسكري الذي يخطط له الفصيل العسكري قد تبدد، إذ يعد التقدم العسكري للأسد حاجزًا أمام “الجيش الحر” باتجاه المناطق الشرقية، وفاصلًا يمنعه من التقدم خارج مناطق نفوذه في المعسكر الجديد (الزكف)، وقاعدة التنف الرئيسية التي تديرها القوات الأمريكية البريطانية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة