tag icon ع ع ع

لم يكن اللثام وحيدًا في سلوك الحركات والفصائل الجهادية في سوريا، فإلى جانبه توجد طريقة أخرى، باتت وسمًا لها للخوض في الميادين العسكرية والسياسية في آن معًا، إذ تتعدد الأسماء لشخصية قيادية واحدة تتبدل تبعًا للمتغيرات الطارئة، وتعطي أكثر من دور وتوصيف لها.

بدأ بـ “أبو عائشة” كأحد المسؤولين في “جبهة النصرة” سابقًا، لينتقل فيما بعد إلى “حسام الشافعي”، المتحدث باسم “فتح الشام”، وصولًا إلى زيد العطار، رئيس إدارة الشؤون السياسية في “هيئة تحرير الشام”، والذي أعلن استقالته منه، لمنصب “سياسي جهادي غامض” آخر لم يحدد بعد.

لا توجد أي معلومة دقيقة عن المسؤول في “هيئة تحرير الشام”، إذ اعتمد خلال السنوات الماضية من عمله ” على التنقل في مناصبه، بالتزامن مع تغيرات جذرية في عمل “فتح الشام” سابقًا، سواء بالاندماج أو التشكيلات جديد، أو ما يخص الفكر الذي تسير عليه، والذي شهد في الأشهر الماضية منحىً مختلفًا عما سبقه.

لمع اسم “العطار” في الأشهر الماضية في دولة قطر، كأحد الموقعين على اتفاق المدن الخمسة، والذي كانت “هيئة تحرير الشام” اللاعب الرئيسي فيه، إلى جانب “حركة أحرار الشام”.

وسُلّمت إثره بلدات سورية من بينها الزبداني، ومضايا، وبلودان مقابل الفوعة وكفريا، إلى جانب إطلاق سراح عدد من المختطفين القطريين لدى “حزب الله” العراقي في العراق.

وحين وجّهت انتقادات إلى “حسام الشافعي” كونه ممثلًا لـ “فتح الشام” في الدوحة، نفى التوقيع بهذا الاسم، ليبقى مجال حضوره واسعًا أمام زيد العطار، الشخصية ذاته باسم مختلف.

ولاقى الاتفاق استياءً واسعًا، إذ اعتبرته المعارضة “تغييرًا ديموغرافيًا”، واتهم ناشطون “الهيئة” و”الأحرار” بأنهما حصلا من ورائه آلاف الدولارات.

لم تختلف نظرة وفكر العطار كما كانت عليه سابقًا لدى الشافعي، إذ حُصرت في المجال السياسي لـ “الهيئة” فقط، سواء موقفها من الثورة السورية من جهة، أو الاتفاقيات والصفقات التي تعقد باسمها، خاصة فيما يخص تبادل مناطق مع النظام السوري، أو إخراج معتقلات وأسرى.

إضافةً إلى تبيين موقف “فتح الشام” من الاجتماعات السياسية التي تعقد بعيدًا عنها، من خلال تصريحات سابقة قال فيها إن “الجبهة ليست ضد الحل السياسي، فالجهاد الذي تقوم به هو لإيصالنا إلى حل سياسي”.

حسن الدغيم، المهتم بشؤون الجماعات الإسلامية، كتب عبر صفحته في “فيس بوك”، واصفًا المسؤول بأنه “كان أبو عائشة، ثم صار حسام الشافعي، ثم زيد العطار (…) رجل مجهول لايعرفه أحد”.

واعتبر أنه “فاوض باسم السوريين، وعقد صفقات بيع النشطاء والصحفيات ثم صفقة المدن الأربعة بلا مشورة من أحد ولارجوع لأحد، ولم يكلف خاطره بمؤتمر صحفي يكشف تفاصيل ماجرى، وكل ذلك استخفافًا واستعلاءً واحتقارًا لهذا الشعب لاعتقادهم أنه شعب جاهلي يجب الاستعلاء عليه”.

“التلغرام والتويتر” كانت وسيلة التواصل الأساسية للمسؤول السياسي، إذ تستمر تغريداته عن الأحداث السياسية أو الميدانية الدائرة على الأرض السورية، ممررًا رؤية “تحرير الشام” بأسلوب ينطلق من “مفاهيم الجهاد” التي تسير عليها.

ربما يظهر العطار باسم ومنصب سياسي أو عسكري آخر قريبًا، وخاصة مع تغيّر “شكلي” للفكر الأول للفصيل الذي يتبع له، كالتوجه إلى النشاط السياسي من جهة، ومحاولة الهيمنة على “جيب إدلب” اقتصاديًا وتنمويًا من جهة أخرى، ودعم نشاطات خدماتية.

فسّر متابعون استقالة القيادي اليوم، بما تشهده الساحة السياسية العربية من عزل قطر على خلفية عدة تهم أبرزها “دعم الإرهاب”، ما قد يفضي إلى مرحلة جديدة لسياسة “تحرير الشام”، التي تعتبر الدوحة من أبرز داعميها.

مقالات متعلقة