“بسطات” رمضان فرصُ عمل للسوريين في أورفة التركية

camera iconبسطات يديرها سوريون في أورفة التركية - حزيران 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أورفة – برهان عثمان

يخرج الشاب السوري علي محسن (25 عامًا) إلى شوارع مدينة أورفة التركية، حاملًا أكياسًا كبيرة من الملابس المنوعة، لبيعها في منطقة الهاشمية، قرب حيه (الخزملي)، بعد أن يشتريها من المعامل، ليبيعها بأسعار مقبولة تحقق له ربحًا بسيطًا.

تشكل أجواء رمضان والعيد في ولاية أورفة التركية، موسمًا تجاريًا وفرص عمل للسوريين اللاجئين إليها، فيعمّ “خيره” على الكثير من العاملين في التجارة ومنهم أصحاب “البسطات”، الذين يحاولون الاستفادة من بيع أنواعٍ مختلفة من السلع.

يعرض محسن بضائعه على أحد أرصفة منطقة “عرب ميدان”، ويؤكد “لابد أن ندرس المكان جيدًا، ونراعي كثافة الرواد والعلاقة الطيبة مع الجيران”.

تتضمن سلع محسن تشكيلة واسعة من الملابس، بينما يبيع آخرون ألعابًا وأطعمة مختلفة وعصائر وحلويات شهر الصيام، قبيل وبعد أذان المغرب.

أصحاب المحلات: منافسة “غير عادلة”

 يقطن في مدينة أورفة حوالي 300 ألف سوري، من أصل قرابة 750 ألفًا في كامل الولاية، وفق الإحصاءات التركية الرسمية، ويُعاني الآلاف من صعوبة قوننة وجودهم في تركيا، وإيجاد فرص عمل تعيلهم وأسرهم.

“أتنقّل بين المناطق حسب بضاعتي والمكان الأكثر راحة”، يضيف محسن لعنب بلدي، الذي يتحدث عن “سخط” أصحاب المحلات التجارية وبعض الأتراك، “إذ يرونها منافسة غير عادلة، فنحن نبيع بأسعار أرخص ولا نتحمل أعباء الضرائب والفواتير وأجور الشحن وغيرها”.

ووفق الشاب العشريني فإن بعض أصحاب المحلات يشتكون لضابطة بلدية أورفة، التي تُداهم مناطق مختلفة في حملاتٍ مستمرة، وتطرد أصحاب “البسطات”، إلا أنها “تغض الطرف عنا خلال شهر رمضان”، وفق محسن.

تنتشر “بسطات” السوريين في ساحة “المدفع” وسط أورفة، ويبيع محمد الخلوف (32 عامًا)، المعيل لأسرة مؤلفة من سبعة أفراد، الألعاب للأطفال، موضحًا لعنب بلدي “الشهر كله خير وبركة وأستطيع خلاله تأمين رزق عائلتي، رغم ساعات عملي القليلة بعد الإفطار، من التاسعة مساءً وحتى الثانية فجرًا.

ويبيع طفلا الخلوف الشاي والقهوة في مكانٍ قريبٍ منه، ويأمل الشاب أن يستمر بعمله حتى بعد رمضان، رغم إدراكه أن الظروف ستتغير، وحركة السوق ستنخفض، “لا أستطيع التخلي عن مصدر رزقي الوحيد، كما أن عملي أفضل من الجلوس في المنزل”.

يرى الشاب الثلاثيني أن السوريين في أورفة يعانون من مشكلة البطالة، ما يعني أن هذه الأعمال البسيطة والاعتماد على الأعمال الموسمية “يُمكن أن تؤمن لهم مصدر رزق ولو لفترة مؤقتة”، مردفًا “ربما يتطور مشروعك الصغير وتحصل على محلك الخاص مستقبلًا”.

محمد الكردي (25عامًا) شاب من مدينة الرقة ويقيم حاليًا في أورفة، يقول إن “البسطات” هي فرصة لإرشاد الشباب نحو العمل الخاص، ويُساعدهم في الاندماج بالمجتمع التركي، معتبرًا أنها “تُحرر السوريين من التبعية لرب العمل الذي يتحكم بهم”.

وتوفر تلك الأعمال خبرة عملية لإقامة وإدارة مشاريع أكبر، وفق الكردي، كما توفر نوعًا من الاستقرار النفسي والمادي، بعيدًا عن التهديد المستمر بالطرد من العمل، المشكلة التي يُعاني منها معظم الشباب حاليًا.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة