القصة الكاملة لسقوط واستعادة كتيبة الدفاع الجوي جنوب درعا

موقع كتيبة الدفاع الجوي جنوب غرب درعا (جوجل مابس)

camera iconموقع كتيبة الدفاع الجوي جنوب غرب درعا (جوجل مابس)

tag icon ع ع ع

بشكل مفاجئ سيطرت قوات الأسد صباح أمس، الثلاثاء 20 حزيران، على كتيبة الدفاع الجوي، أو ما تعرف بـ “القاعدة” جنوب غرب درعا البلد، لتقطع ريفي درعا عن بعضهما بعدما كشفت الطريق الحربي ناريًا، وتحدث خرقًا خطيرًا على جبهة المعارك جنوب حي المنشية.

تداركت قوات المعارضة الموقف واستعادت السيطرة على القاعدة في ساعات، موقعة في قوات الأسد عشرات القتلى والأسرى، بالإضافة لاغتنام آليات وأسلحة وذخائر متنوعة.

لكن السؤال الذي شغل بال كثيرين: كيف سقطت القاعدة الاستراتيجية بهذا الشكل؟ عنب بلدي تكشف التفاصيل بشكل حصري.

تحرك خطير ومفاجئ

المفاجئة الأكبر التي تكشفت بعد زوال غبار المعركة أن قوات الأسد لم تسيطر على القاعدة صباحًا، بل أحكمت السيطرة عليها منذ الساعة الثانية ليلًا دون علم قوات المعارضة التي غاب عناصرها بشكل غريب عن خطوط الرباط.

مصدر عسكري مطّلع أفاد عنب بلدي أن عشرات العناصر من قوات الأسد بدأت عملية تسلل ومسير بعد منتصف الليل، انطلاقًا من مواقعها في ضاحية درعا إلى وادي الزيدي ومنه إلى مزارع جنوب غرب درعا البلد، قبل أن تصل إلى القاعدة العسكرية، في مسير يمتد إلى ما يقارب أربعة كيلومترات، ضمن أراضٍ من المفترض أنها تخضع بالكامل لسيطرة قوات المعارضة.

مع وصول القوات إلى القاعدة وتأكدها من السيطرة عليها، عاد عدد من هذه القوات نحو مواقعها الأولى في ضاحية درعا، لتنطلق بعدها جرافتان لتفتح الطريق أمام مرور الآليات العسكرية الثقيلة، التي وصلت هي الأخرى إلى القاعدة قبل بزوغ الفجر، لتحدث جميع هذه التحركات وسط غياب كامل لقوات المعارضة عن المنطقة.

المصدر أكد أن المسير الذي سلكته قوات الأسد خطير جدًا وصعب، ولا بد من وجود “مرشد ودليل” من المطلعين على المنطقة بشكل جيد جدًا، ساعد قوات الأسد في الوصول إلى القاعدة، وهذه النقطة بالذات أكدتها اعترافات الأسرى الذين استطاعت قوات المعارضة أسرهم بعد المعركة، وأكدوا وجود “مرشدين” ساعدوهم في الوصول إلى المكان، بحسب المعلومات التي حصلت عليها عنب بلدي.

تدارك الموقف في ساعات

استنفرت المعارضة قواتها فورًا لإنقاذ الطريق الحربي بعد أن قطع ناريًا من قبل قوات الأسد التي سيطرت على القاعدة، وباشرت الفصائل عملية عسكرية لاستعادة ما خسرته، ونجحت في ذلك بعد اشتباكات استمرت ساعات.

لكن أين كانت قوات الأسد من هجوم المعارضة المعاكس؟ المصدر العسكري الذي تحدثت إليه عنب بلدي أفادها أن تسلل قوات الأسد وسيطرتها على القاعدة العسكرية هو “عمل عسكري غبي ومتهور”، فهي كمن ألقى حجرًا وسط بركة مياه.

وأوضح أن قوات الأسد رمت بعناصرها وسط موقع بعيد يخضع محيطه بالكامل لسيطرة قوات المعارضة دون أن تؤمن لهذه القوات خط إمداد، وهو ما ساعد الفصائل على إحكام الحصار على القاعدة فور اكتشافها لوجود قوات الأسد داخلها، ثم بدأت عملية الاقتحام ونجحت فيها باستعادة السيطرة وأسر عناصر وقتل آخرين محتفظة بجثثهم جميعًا.

بالتزامن مع هذه المعركة، باغتت قوات الأسد المعارضة صباحًا بهجوم واسع على محور آخر، هو محور صوامع الحبوب في منطقة غرز، لتشن قوات الأسد هجومًا حققت على أثره تقدمًا كبيرًا في المنطقة، وكادت تصل من خلاله إلى صوامع الحبوب، قبل أن تدارك قوات المعارضة الموقف وتصد التقدم مدمرة دبابتين لقوات الأسد وتقتل وتجرح عددًا من عناصره، مجبرة القوات على التراجع قبل ظهر ذات اليوم.

لكن قوات الأسد بالتزامن مع خسارتها “القاعدة” في درعا البلد، أعادت الهجوم مجددًا على محور الصوامع، لتتصدى المعارضة من جديد وتفشل الهجوم.

انتهى الهجوم بحفاظ المعارضة على جميع مواقعها، وإفشالها واحدة من أخطر عمليات التسلل التي نفذتها قوات الأسد في درعا البلد منذ سنوات، ليبقى غياب قوات المعارضة عن محيط القاعدة وتأمين الطريق الذي سلكته قوات الأسد ما سمح لها بالتسلل والسيطرة، هو السؤال الذي يبحث عن إجابة حتى الآن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة