خرائط ترسم مناطق النفوذ و”تخفيف التوتر” بأقلامٍ دولية

camera iconدبابات تركية تتوجه نحو جرابلس شمل حلب - آب 2016 (وكالات)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

حدّدت تركيا خريطة انتشار القوى الأجنبية ضمن سوريا، في إطار اتفاق “تخفيف التوتر”، وسط غيابٍ كاملٍ للتصريحات الرسمية من بقية الدول الراعية لاتفاق “أستانة”.

ووسط مساعي إيران الحثيثة لإنشاء حزام حول دمشق، والتوجه الروسي لتوسيع قواتها في سوريا بعد “حميميم” وحلب، إضافة إلى سعي تركيا لاحتواء وتحجيم دور حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي (PYD) في المنطقة، تنتظر مناطق “تخفيف التوتر” أن تُرسم حدودها.

ثلاثة محاور محتملة لدخول تركيا إلى إدلب

ظُهر الجمعة 22 حزيران الجاري، خرج المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، مؤكدًا أن العمل جارٍ على آلية تفضي إلى نشر قوات روسية وتركية في إدلب، وأخرى إيرانية وروسية في محيط دمشق، إضافة إلى قواتٍ أردنية وأمريكية في درعا.

ونقل مراسل عنب بلدي شمال حلب عن مصادر عسكرية، في اليوم ذاته، أن تعزيزات تركية تقدر بـ 30 آلية، دخلت من “باب السلامة”، إلى جانب آليات وصلت إلى الحدود مع إدلب عند معبر “أطمة”.

وفي وقت سابق، علمت عنب بلدي من مصدر مطّلع، أن تركيا قد تفكّر بالدخول إلى محافظة إدلب، لمواجهة تقدم محتمل لقوات الأسد و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أو في إطار مناطق “تخفيف التوتر”.

ووفق المعلومات فإن تركيا قد تدخل من منطقتين: إما عن طريق أطمة وصولًا إلى بلدة دارة عزة وجبل بركات، غرب حلب، أو عن طريق سلقين وحارم.

صحيفة “يني شفق” التركية، المقربة من مركز القرار في أنقرة، تحدثت السبت 24 حزيران، عن خطة بلادها لدخول محافظة إدلب، من ثلاثة محاور رئيسية، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي “سعيًا لحماية المنطقة، ونسف تمدد الأحزاب (الكردية) إلى البحر الأبيض المتوسط”، وفق ترجمة عنب بلدي.

وعزت الصحيفة التدخل التركي “لحماية السوريين الموجودين في إدلب، لا سيما بعد نزوح قسم كبير منهم إليها من حماة ودرعا ودمشق وحمص وحلب، وبلغ تعدادهم مؤخرًا حوالي مليوني نسمة”، إضافة إلى “إحباط مشروع حزبي العمال الكردستاني  (PKK)، وPYD في سوريا من التمدد”.

خطة تركيا لنقل قواتها العسكرية إلى سوريا جاهزة حاليًا، وفق “يني شفق”، وهي تخطط الدخول من ثلاثة محاور رئيسية، لتسيطر على منطقة تمتد على طول 85 كيلومترًا، وعمق 35 كيلومترًا، شمال المحافظة.

كما تخطط لتشكيل ممرٍ عسكري، بدءًا من دارة عزة- قلعة سمعان شرقًا، وصولًا إلى خربة الجوز غربًا، بحسب الصحيفة التركية، إضافة إلى الدخول من حدود ولاية “هاتاي” جنوب تركيا، وصولًا إلى سهل الغاب في ريف حماة الغربي.

قرغيزيا وكازاخستان تنفيان نيتهما المشاركة

حُدّدت مناطق “تخفيف التوتر” في سوريا، بكامل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق (الغوطة الشرقية)، ودرعا والقنيطرة، وفق اتفاق أستانة في أيار الماضي.

بينما استُثنيت مناطق انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.

المتحدث باسم الرئاسة التركية لفت إلى أن هناك مقترحًا روسيًا، يقضي بإرسال قوات محدودة من قرغيزيا وكازاخستان إلى سوريا، ليأتي نفي وزير الخارجية الكازاخي، خيرات رحمانوف، مباشرة، مؤكدًا أن بلاده “لم تجر مباحثات بهذا الخصوص”.

كما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، عن رئيس قرغيزيا، ألمظ بك أتامباييف، قوله، السبت 24 حزيران، إنه لم يجر أي مفاوضات، مشيرًا إلى أن “مثل هذه الخطوة، حتى إذا طرحت للمناقشة، ستحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة ضمن موافقات أخرى”.

مساعي موسكو منذ أشهر

ورغم أن موسكو لم تعلّق على الطرح التركي، إلا أنها لطالما سعت ومنذ نهاية العام الماضي، لتشكيل مجالس محلية بإشرافٍ روسي- تركي، وتحديد مجال إنساني واقتصادي مشترك، يضمن حرية الشحن ونقل البضائع بين مناطق المعارضة والنظام، على أن تتعهد بألا يلاحق النظام السوري المعارضين والناشطين.

آخر خطوة في إطار التدخل الروسي، جاءت على لسان مصدر في “الجيش الحر”، وقال لعنب بلدي، إن القوات الروسية وضعت أسلاكًا شائكة على مقربة من حواجز قوات الأسد، في منطقة “المغير” في ريف حماة الشمالي، ومناطق أخرى في سهل الغاب، شمال غرب حماة.

ويرى مراقبون أن تحديد كيفية توفير الأمن في مناطق “تخفيف التوتر”، يعود إلى صلاحيات الدول الضامنة لمحادثات أستانة ( روسا وتركيا وإيران)، رغم رفض المعارضة مشاركة طهران فيها، وتعتبر الاتفاق “لاغيًا مالم يقترن بقرارات أممية سابقة”.

بينما يؤكد آخرون أن دخول القوات إلى إدلب، على وجه الخصوص، “سينسف طموحات (وحدات حماية الشعب) الكردية، المتمركزة داخل عفرين، في الوصول إلى البحر المتوسط، كما سبقه إفشال ممر عين العرب- عفرين، حين بدأت عملية “درع الفرات” شمال حلب، آب 2016.

وجاء الحديث عن نية القوات الكردية دخول إدلب، نحو منطقة كسب في ريف اللاذقية، حين قالت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، أيار الماضي، إن الانتهاء من معارك الرقة، سيُتبع بتحرك نحو إدلب، “لأن من حقهم الوصول إلى البحر”.

ستحمل الجولة الخامسة من المحادثات، التي تُعقد في 4 و5 تموز المقبل، تفاصيل أوفى عما يُحاك لسوريا خلال الأيام المقبلة، بينما أكدت مصادر أن حوالي ألفي مقاتل من “الجيش الحر”، تلقوا تعليمات تنص على بقائهم على أهبة الاستعداد للبدء بعملية دخول القوات التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة