في العلمانية والدين والديمقراطية لـ رفيق عبد السلام

tag icon ع ع ع

في كتابه “في العلمانية والدين والديمقراطية” يتناول الباحث رفيق عبد السلام إشكالية العلاقة بين العلمانية والدين والديمقراطية، وما يطبع هذه العلاقة من وجوه التركيب والتعقيد. ليناقش في كتابه ثلاثة مفاهيم من أكثر المفاهيم تداولًا في الأوساط العربية حاليًا ومن أكثرها إثارة للجدل: العلمانية والليبرالية والديمقراطية.

وأصل الكتاب أطروحة دكتوراه قدمها مؤلفه بجامعة وستمنستر بالمملكة المتحدة، تحت عنوان “الإسلام والعلمانية والحداثة”، وأعاد صياغتها “بما يستجيب لحاجة القارئ العربي بدل الاعتماد على الترجمة وما يصاحبها عادة من ضعف البيان ومجافاة الأسلوب العربي المبين”، حسب عبد السلام.

وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب سعى المؤلف في أولها إلى معالجة العلمانية من الزاوية النظرية بالبحث في دلالتها اللغوية والفكرية. ويطرح الكاتب مشكلة أسماها “التباسًا دلاليًا” في الساحة العربية الإسلامية، الأمر الذي انعكس على أسلوب استخدام المصطلح مبنى معنى، ليستعرض تاليًا معاني العلمانية عند الرومان، ثم اليونان، والمسيحيين. وينتقل إلى مناقشة العلمانية كنظرية.

أما الباب الثاني فقد خصصه المؤلف لدراسة العلاقة التي تربط بين الإسلام والعلمانية، لا بقصد “تقصي مواطن التعارض أو التوافق” بينهما، وإنما بهدف “بيان الطابع المركب للإسلام والعلمانية على السواء”، ودراسة العلاقة بينهما. حيث يشير إلى الطبيعة التعددية للدين وللعلمانية على حد سواء، فللدين مذاهب تأويلية عدة، كما أن العلمانية إنما هي علمانيات متعددة.

فالإسلام، حسب عبد السلام، “وإن كانت مبادئه الكبرى منضبطة بضوابط النصوص المحكمة، فإنه دين تعددي على صعيد التأويل والفهم”، وعلى صعيد “الممارسة الفردية والاجتماعية”، وكذلك الأمر بالنسبة لأدبيات العلمانية “فإنها بالغة التعدد والاختلاف”

في الباب الثالث توسع الكاتب في الحديث عن الديمقراطية والتي يرى أنها ليست إلا “آلات إجرائية وظيفية قد تصلح لعلاج معضلة التسلط والاستبداد السياسي، وليست عقيدة صارمة منازعة للعقائد والأديان، ولا هي حل سحري يتجاوز سنن العمران وقوانين الاجتماع السياسي”. إضافة إلى انتقاده لربط الديمقرطية بالعلمانية من قبل الكثير من الكتاب الغربيين والعرب.

يقع الكتاب في قرابة 230 صفحة، وهو من نشر مركز الجزيرة للدراسات والدار العربية للعلوم (ناشرون)، عام 2008.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة