“جحش العيد”.. ماذا تعرف عن أصل التسمية؟

أطفال أيتام في حي الوعر يعيشون أجواء العيد- السبت 9 تموز (عنب بلدي)

camera iconأطفال أيتام في حي الوعر يعيشون أجواء العيد- السبت 9 تموز (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ينتشر مصطح “جحش العيد” بكثرة بين الأطفال كتقليد قديم في سوريا فترة الأعياد، وينتظره الكثيرون لاستكمال العطلة التي بدؤوها بمناسبة عيد الفطر أو عيد الأضحى.

يطلق هذا المصطلح الشعبي، الشائع منذ زمن، على اليوم الذي يلي العيد مباشرةَ ويعتبر تمديدًا متعارفًا عليه بين الناس لعطلة العيد، في حين تشير روايات أخرى إلى أنه كان يدل سابقًا على الفرحة التي تسبق العيد بيومين.

رجل مضحك يجمع المال

ينتشر هذا المصطلح في دمشق وحماة ومعظم المحافظات السورية، في حين يطلق عليه في حلب “العيد الكذابي” أو “جحش العيد”، ولكن ما أصل هذه التسمية؟

جاء ذكر “جحش العيد” في العديد من كتب التراث الشعبي السوري، ومنها كتاب “نهر الذهب في تاريخ حلب” للغزي، كما ورد ذكره على لسان المؤرخ السوري خير الدين الأسدي.

وجاء في كتاب “نهر الذهب” (ج1 ص 213-214) بأن المصطلح يعود إلى رجل يخرج قبل العيد بيومين بصورة مضحكة، يرتدي قلنسوة طويلة في أعلاها ذنب، وفي يده دف يدق عليه وأمامه حمار مزين بالخرز الملون ومعصب الرأس بالمناديل الملونة، ويتابع “يقف (الرجل) على كل ذي دكان ويمدحه ويرقص له فيعطيه شيئاً من النقود وينصرف، ويقال لهذا الرجل جحش العيد”.

وتتحدث الرواية عن الإعداد لمأدبة حافلة بأنواع الطعام على الإفطار في باب البريد، أحد أبواب الجامع الأموي في دمشق، توديعًا لرمضان واحتفالًا بقدوم عيد الفطر.

وفي تلك الفترة كانت العودة إلى عالم الحيوان لانتقاء الصور المجازية أكثر ازدهارًا، حين كان للحيوان دور أكبر في حياة الإنسان اليومية.

“جحش العيد أقل منزلة من العيد”

في حين شاع بين العوام أن “جحش العيد” يعود إلى فكرة التنقل بالجِمال، عندما كان الجمل من وسائل النقل المعتبرة، إذ كانت مجموعة جمال، محملة بسلع وبضائع مختلفة، تمشي ويتبعها جحش صغير بخطوات قصيرة وسريعة، وفوق هذا الجحش يجلس فارس القافلة موجهًا إياها يمينًا ويسارًا.

وفي ذلك تشبيه مجازي على اعتبار أن هذا اليوم (جحش العيد) هو استمرار بشكل ما للعيد، ولكنه أقل منه منزلة.

إلا أنه ومنذ تسعينيات القرن الماضي حاول الأهالي تغيير المفهوم التراثي لـ “جحش العيد”، لإيصال فكرة مختلفة لأبنائهم، أن التغيب عن المدرسة بعد العيد يجعلهم أغبياء كـ “الجحش”، وأن الطفل الذي يغيب عن المدرسة هو “جحش العيد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة